تصريحات حكومية ترجح زيادة أسعار البنزين أكتوبر 2025 مع استمرار دعم السولار والبوتاجاز

تترقب الأسواق المحلية قرار لجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية بشأن أسعار الوقود لشهر أكتوبر الجاري. ويأتي هذا القرار وسط تكهنات بإعفاء الحكومة السولار والبوتاجاز من الزيادات المقررة، لا سيما بعد أن أشارت التصريحات الرسمية إلى أن هذه الزيادة ستكون الأخيرة لهذا العام.
وعززت تصريحات رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في 16 سبتمبر، ثم وزير البترول كريم بدوي في 29 سبتمبر هذه التوقعات. وأكد مدبولي أن الزيادة المقررة في أكتوبر قد تكون "النهاية لدعم البنزين"، وأن الحكومة ستطبق بعد ذلك آلية تسعير تلقائية تُعدّل الأسعار بناءً على ظروف السوق. وأوضح استمرار الدعم للسولار باعتباره يدخل في قطاعات أساسية كثيرة. وأضاف أنه لن يُعلن عن أي زيادة أخرى في ديسمبر 2025.
وأوضح بدوي أن نسبة الزيادة لم تُحدد بعد، مشيرًا إلى أن خام برنت ليس العامل الوحيد في تحديد الأسعار، بل إن التكاليف الإجمالية والواردات تُؤثر أيضًا. وأضاف أنه لن تُتبع أي زيادة في أكتوبر بأخرى في ديسمبر، مؤكدًا أن الزيادة التالية ستكون الأخيرة في عام ٢٠٢٥.
السولار قلب المشكلة

أكد الدكتور محمد فؤاد، الخبير الاقتصادي وعضو لجنة الاقتصاد الكلي الاستشارية بمجلس الوزراء، أن استثناء السولارمن الزيادة لن يكون له تأثير حقيقي. وأضاف: "إذا لم ترتفع أسعار السولار ولو بنسبة ضئيلة، يبقى ماعملش حاجة لأن السولار والبوتاجاز يُمثلان ٧٥٪ من المشكلة".
وأضاف أن أي زيادة مُبالغ فيها في أسعار البنزين ستكون "إجراءً عبثيًا" في حد ذاته، بينما من المتوقع زيادة معقولة بنحو ١٥٪.
التسعير
أكد مدحت يوسف، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول السابق، أن سعر لتر السولار قد ارتفع بشكل ملحوظ نتيجة استيراد كميات كبيرة، مما زاد من نسبة المكونات المستوردة ورفع التكلفة النهائية.
وأكد أن سعر البيع المحلي لا يُغطي سوى ٦٠ إلى ٧٠٪ من التكلفة الفعلية.
وأضاف يوسف أن سعر أسطوانة البوتاجاز يُقارب نصف سعرها الفعلي، وبالتالي، فإن أي تعديل في الأسعار يجب أن يكون ذا دوافع سياسية.
زيادة متوقعة بنسبة 10%
توقع يوسف أن يتراوح سعر البنزين بين 17.5 و22 جنيهًا للتر بعد الزيادة المُقررة، أي حوالي 10%، أو أعلى قليلاً.
وأوضح أنه من المنطقي أن تكون الزيادة أعلى على بنزين 95 أوكتان، المخصص للسيارات الفارهة، مؤكدًا أن مالكي هذه الفئات يتمتعون بقدرة مالية جيدة.
وأضاف: "مالك السيارة الفارهة مواطن مصري يدفع ضرائب باهظة، وفي الواقع، مساهمته في موارد الدولة تفوق قيمة دعم البنزين الذي يتلقاه".
سيناريو التثبيت
على الرغم من توقعاته بارتفاع الأسعار، لا يستبعد يوسف أن تُثبت الحكومة أسعار السولار والبوتاجاز مؤقتًا لتجنب زيادة الأعباء على المواطنين، لا سيما وأن السولار مرتبط ارتباطًا مباشرًا بجميع السلع والخدمات.