البابا ليون قد تبنى شعار القديس أوغسطينوس

الكاردينال كورت كوخ وحدة الكنيسة "ليست مشروعًا بشريًا أو خيارًا مؤسسيًا بل هي إرادة إلهية

الكنائس لم تعد تنظر
الكنائس لم تعد تنظر إلى بعضها البعض كخصوم أو زنادقة

رفض الكاردينال كوخ فكرة فشل الحوار المسكوني، مؤكدًا أن الكنائس لم تعد تنظر إلى بعضها البعض كخصوم أو زنادقة، بل كإخوة وأخوات في الإيمان.

ووصف الإعلان المشترك لعام ١٩٩٩ حول عقيدة التبرير مع الكنيسة اللوثرية بأنه "إنجاز تاريخي" مهد الطريق للاحتفال المشترك بالإصلاح الديني عام ٢٠١٦ في لوند، بحضور البابا.

كما أعلن عن خطط لاحتفال كنسي كبير عام ٢٠٣٠ بمناسبة الذكرى السنوية الـ ٥٠٠ لاعتراف أوغسبورج، معتبرًا هذه المناسبة "فرصة جديدة لبناء الوحدة على أسس مشتركة".

وأكد الكاردينال كورت كوخ، رئيس دائرة تعزيز الوحدة المسيحية في الفاتيكان، أن وحدة الكنيسة "ليست مشروعًا بشريًا أو خيارًا مؤسسيًا، بل هي إرادة إلهية تعبر عن رغبة الرب في أن تكون كنيسته واحدة".

في مقابلة إعلامية، أضاف الكاردينال كوخ أن رسالة المجمع تتمحور حول ما يُعرف بـ"حوار الحقيقة"، وهو حوار لاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية وسائر الكنائس الأرثوذكسية والإنجيلية والإصلاحية حول قضايا عقائدية لطالما كانت مصدر انقسام عبر التاريخ.

وأضاف: "نسعى جاهدين لرؤية ما يوحدنا، والنظر في اختلافاتنا بروح المحبة التي لا تجعلها مصدر انقسام.

ومع ذلك، لا يمكن لأي حوار لاهوتي أن يُثمر بدون حوار المحبة، لأن العلاقات الإنسانية والروحية بين الكنائس هي حجر الزاوية في أي تقارب حقيقي".

وأكد كوخ أن الحوار مع الكنائس الأرثوذكسية قد أحرز تقدمًا ملحوظًا، مستشهدًا باجتماع رافينا عام ٢٠٠٧، الذي أرسى مبدأ التوازن بين المجمعية والأولوية البابوية في حياة الكنيسة.

صرح قائلاً: "على هذا الأساس، نشرنا العام الماضي وثيقة لاهوتية هامة بعنوان "أسقف روما"، تتناول كيفية ممارسة خدمة بطرس بطريقة تخدم الوحدة بدلاً من تقويضها. وقد أُرسلت هذه الوثيقة إلى مختلف الكنائس، ونحن بانتظار ردودها الرسمية."

ناقش كوخ رؤية البابا ليون الرابع عشر للمسكونية، مؤكداً أن جميع الباباوات منذ المجمع الفاتيكاني الثاني كانوا يحملون شغفاً حقيقياً بوحدة المسيحيين.

البابا ليون قد تبنى شعار القديس أوغسطينوس

وأوضح أن البابا ليون قد تبنى شعار القديس أوغسطينوس “In illo uno unum”"في هذا الواحد نصبح واحداً"، وهو تعبير لاهوتي يعكس أن المسيح هو محور الوحدة الحقيقية بين المؤمنين.

ورأى الكاردينال كوخ أن التحدي الأكبر يكمن في غياب رؤية موحدة لمعنى الوحدة الحقيقي.

و أوضح أن الكنيسة الكاثوليكية تنظر إلى المسكونية كمسألة إيمانية قائمة على وحدة المعمودية والإيمان الرسولي، بينما ترى بعض الكنائس البروتستانتية أن الاعتراف المتبادل بين الطوائف يُشكل الوحدة المنشودة في حد ذاتها.

وأضاف أن هذه المقاربات المختلفة تتطلب حوارًا عميقًا وثقة متبادلة.

وفي كلمته الختامية، قال: "بدون حماسة للوحدة وصبر في السعي إليها، لن نحقق الهدف الذي حدده الرب لكنيسته الواحدة".

الكاردينال كورت كوخ يتحدث عن إسهام الحوار المسكوني في عملية تحقيق السلام -  Vatican News

أعرب الكاردينال كوخ عن أمله في أن يستعيد المسيحيون حول العالم وعيهم بالمسكونية

وفي الختام، أعرب الكاردينال كوخ عن أمله في أن يستعيد المسيحيون حول العالم وعيهم بالمسكونية كجزء أساسي من الإيمان المسيحي، مؤكدًا أن تحقيق الوحدة يتطلب حماسة روحية وصبرًا طويل الأمد.
 

          
تم نسخ الرابط