مصر تعزز دورها الإقليمي الداعم لفلسطين
السيسي يكلف الحكومة بإطلاق آلية وطنية لدعم وتمويل إعادة إعمار قطاع غزة
في خطوة جديدة تؤكد التزام مصر التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي تكليفًا مباشرًا إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بإطلاق آلية وطنية شاملة لدعم وتمويل إعادة إعمار قطاع غزة، من خلال التنسيق الكامل بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني وكافة الجهات المعنية في الدولة.
ويأتي هذا التحرك في إطار الرؤية المصرية التي تجمع بين الدور الرسمي والشعبي في دعم الأشقاء الفلسطينيين، وتعزيز الجهود الدولية الرامية لإعادة إعمار القطاع بعد الدمار الواسع الذي خلفته الحرب، بما يعكس موقفًا إنسانيًا وسياسيًا ثابتًا في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة.
جهود مصرية متواصلة لدعم غزة
جاء إعلان الرئيس السيسي خلال الندوة التثقيفية الثانية والأربعين للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لنصر أكتوبر المجيد، والتي شهدت استعراضًا شاملاً للجهود المصرية على مدار العامين الماضيين لوقف الحرب في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية، إلى جانب الدور المصري في إطلاق سراح الأسرى والرهائن وصولًا إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد الرئيس أن الدولة المصرية ستواصل أداء دورها الإقليمي والإنساني، مشيرًا إلى أن إعادة إعمار قطاع غزة تمثل مسؤولية مشتركة تستدعي تضافر الجهود الحكومية والمجتمعية، داعيًا الشعب المصري إلى المساهمة الفاعلة في جهود الإعمار تعبيرًا عن التضامن الإنساني مع الأشقاء الفلسطينيين.
تنظيم وطني لجمع التبرعات والمساهمات
وأوضح الرئيس السيسي أن الآلية الوطنية الجديدة ستُعنى بجمع وتنظيم التبرعات والمساهمات من المواطنين والمؤسسات، في إطار من الشفافية والحوكمة، لضمان توجيه الموارد إلى مشروعات الإعمار الفعلية في القطاع، وعلى رأسها إعادة بناء المنازل والمستشفيات والمدارس والبنية التحتية الأساسية.
كما شدد على أن هذه الخطوة تأتي امتدادًا للدور المصري المتوازن الذي يجمع بين الدعم السياسي والعمل الميداني الفعّال، ويهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
مؤتمر دولي لإعادة الإعمار في نوفمبر المقبل
وخلال كلمته، أعلن الرئيس السيسي أن مصر ستستضيف في نوفمبر 2025 مؤتمرًا دوليًا لإعادة إعمار قطاع غزة بمشاركة دولية وإقليمية واسعة، لتوحيد الجهود وتنسيق الدعم المالي والفني للمشروعات التنموية في القطاع، مؤكدًا أن مصر ستظل دائمًا جسرًا بين الشعوب، وصوتًا للعروبة والسلام.
كما وجّه الرئيس السيسي الشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على دعمه لمساعي وقف الحرب وتهيئة الظروف المناسبة لبدء مرحلة جديدة من الإعمار، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تعاونًا دوليًا جادًا لضمان عودة الحياة الطبيعية لأهالي غزة.
ما وراء الخبر
تعكس خطوة إنشاء الآلية الوطنية المصرية بعدًا استراتيجيًا جديدًا في التعامل مع ملف إعادة إعمار قطاع غزة، إذ تمثل تحولًا من الدعم الإنساني العاجل إلى الدعم التنموي المستدام، بما يعيد بناء مؤسسات الحياة في القطاع على أسس حديثة.
ويرى خبراء أن هذا التحرك يرسّخ الدور المصري كقوة إقليمية فاعلة في دعم الاستقرار بالمنطقة، ويعزز ثقة المجتمع الدولي في قدرة القاهرة على قيادة جهود الإعمار بفعالية ومصداقية.
معلومات حول إعادة إعمار قطاع غزة
تشمل خطة الإعمار التي تتابعها مصر مشروعات لإعادة بناء أكثر من 60 ألف وحدة سكنية، وتأهيل الطرق والمستشفيات وشبكات الكهرباء والمياه، إلى جانب إنشاء مناطق صناعية صغيرة توفر فرص عمل لأبناء القطاع، في تعاون مباشر بين الحكومة المصرية والجهات الفلسطينية والدول المانحة.
خلاصة القول
تكليف الرئيس السيسي للحكومة بإطلاق آلية وطنية لدعم وتمويل إعادة إعمار قطاع غزة يمثل فصلًا جديدًا في الدور المصري الإنساني والإقليمي، ويؤكد أن القاهرة لا تكتفي بالدعوات السياسية، بل تتحرك بخطوات عملية تجمع بين التضامن الشعبي والإرادة الرسمية من أجل مستقبل أفضل للأشقاء الفلسطينيين.
- إعادة إعمار قطاع غزة
- السيسي
- الحكومة المصرية
- المجتمع المدني
- مؤتمر الإعمار
- دعم فلسطين
- المساعدات الإنسانية
- نصر أكتوبر
- دونالد ترامب
- القمة الدولية