أسباب اشتعال الأزمة في إثيوبيا

تشهد إثيوبيا احتجاجات عنيفة من سكان منطقة أوروما، التى استهدفت الحكومة الإثيوبية مصادرة اراضيها فى الفترات الأخيرة، ما أثار غضب سكان هذه المنطقة إعتراضا على قرار سيهدد أراضى يسكنها تقليديا أفراد من الأوروميا، أكبر إثنية في البلاد، حيث إن أوروميا أكبر قوميات جمهورية إثيوبيا الفدرالية بنسبة تتجاوز 39,5% من إجمالى سكان الجمهورية، بتعداد يتجاوز 25 مليون نسمة. ويبلغ تعداد المسلمين في إقليم الأوروميا أكثر من 70% والمسيحيين أكثر من 20 % والباقية وثانيين، لذلك يعد المسلمين الأكثر تأثيرًا . وأسفرت المظاهرات عن مقتل أكثر من 75 شخصا وإصابة آخرين وأدانت منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الإنسان إستخدام العنف ضد المتظاهرين. فى ذلك الإطار أجاب مراسل شرق إفريقيا جريجورى وارنر، عن أربعة أسئلة للراديو الوطنى العام الأمريكى تفسر كل ما تريد أن تعرفه عن الأزمة الحالية في إثيوبيا ماذا يحدث فى إثيوبيا؟ قال وارنر أن أزمة أثيوبيا تعود إلى تنامى التعداد السكانى العالمى وزيادة الحاجة للغذاء، حيث تمتلك أفريقيا 60% من الأراضى الزراعية الخصبة. لذلك بدأت الحكومة الأثيوبية فى الإستفادة من تلك الأزمة وتأجير مساحات كبيرة من الأراضى لمستثمرين أجانب من الهند والصين ودول من الشرق الأوسط، وهو أمرا ليس من حق الحكومة ويعتبره النقاد "وضع يد" على الأراضى المملوكة للغير. اشتعلت شرارة التظاهرات الإثيوبية بداية من الشهر الماضى بعدما أخلت الحكومة إحدى الغابات بحجة التطوير وإلتحمت المزيد من المظاهرات للتنديد بخطة الحكومة المزعومة وشكوى أحوال إقليم الأورومو بشكل عام. ما سر اختلاف المظاهرات الحالية فى أثيوبيا؟ اعتبر وارنر أن تلك المظاهرات أكثر إختلافا عن أى مظاهرات مرت على اثيوبيا لأنها شهدت أحداث عنف وسرقات وإقتحام أقسام الشرطة. وأضاف أيضا أن من الأمور اللافتة للنظر هو عدم إكتفاء الحكومة بتوجيه الشرطة الإقليمية للتعامل مع المتظاهرين ولكنها أرسلت قوات مكافحة الإرهاب "التى يخشاها المواطنون"، وهو الأمر الذى لم تعترف به الحكومة حتى الأن. لماذا لم تسمح الحكومة بمظاهرات سلمية؟ قال وارنر إن إثيوبيا إفتقدت فى العقد الأخير أى نوع من حرية التعبير وإحتجاز الصحفيين، علاوة على فوز الحزب الحاكم بـ1005 من مقاعد البرلمان، مما يجعل الموقف العام فى أثيوبيا غير قابل لأى مناقشات سياسية. وأشار إلى بيان قوات مكافحة الإرهاب فى 15 ديسمبر أن التظاهرات كانت منظمة من قبل جماعات إرهابية أجنبية، وأعلن رئيس الوزراء الأثيوبى ردا قويا على أى محاولات لزعزعة الإستقرار. وترى الأقلية الأثيوبية اليهودية بالولايات المتحدة أن مثل هذه التظاهرات الأورومية ضد الحكومة كانت "منتظرة".
هل معاناة إثيوبيا من نقص الغذاء على مدار 30 عاما جزء من المظاهرات؟
قال وارنر إن نقص الغذاء يعود لتغير المناخ وظاهرة النينو وتأثر حوالى 10 ملايين نسمة بتلك الظاهرة مما قد يثير التوترات فى البلاد. ونقل أيضا عن خبراء رأيهم فى أن أثيوبيا معرضة لـ"مجاعة" فى السنوات المقبلة نظرا لميل الإثيوبيين لمعيشة الريف وهجر المدن والتشتت فى أراضى ذات قابلية ضعيفة للزراعة. ولكن فى ظل السعى للسيطرة على الأراضى الخصبة لصالح المستثمرين، لن تعلن الحكومة عن خطة توجيه المواطنين للمعيشة فى المدن.