الحادثة التالية التي جرت في أحد أديرة الجبل المقدس(دير الإيفيرون)

أيقونة البوابة حامية جبل آثوس ( الجبل المقدس )
سأقصُّ عليكم الحادثة التالية التي جرت في أحد أديرة الجبل المقدس(دير الإيفيرون) :
قال أبٌ لسائس الحمير:
_سيد ديمتري, هل بإمكانك أن تجلب لي حوالي خمس عشرة نقلة من الخشب للتدفئة؟
_سأجلب لك أيها الأب أفرام.
فجلبَ له.
_إجلب الخشب إلى ههنا.
_كلا, ليس إلى هناك فالحمير تخاف, أيها الشيخ.
_لا, أحضرها هنا كما أقولُ لك.
وكانت النتيجة أن تخاصَما بشدّة.
فقال أحدهما للآخر, "لا سامحك الله", بينما أجاب الثاني:"فلتكن محروماً من الإشتراك في الأسرار المقدسة". وحين غادر السيد ديمتري سائس الحمير إلى الجبل , وقف الأب مفكراً:"ماذا عليّ فعلُه في مثل هذه الحالة؟ أبإمكاني أن أقيم الذبيحة الإلهية؟ طالما أني على حق. أستطيع ألا أبالي. كلا, لا تستطيع أن تقيم الذبيحة الإلهية؟!" كان فكران يتنازعان في ذهنه. فالأول يقول له:"حسناً غداً سيأتي الرجل, ستطلب منه المسامحة", بينما الفكر الثاني يقول له:" وماذا ستفعل إن لم يأتِ الرجل غداً؟ في حال وصل تلغراف من زوجته ليرجع إلى البيت لأن ابنه مريض, ماذا ستفعل؟" أبتِ هذا هو كنز الراهب, الصلاة.
_أيتها العذراء ماذا أفعل؟
_أيتها العذراء البوّابة, ماذا أفعل؟ ساعديني!
فجاءَه الجواب والإلهام وحضور السيدة العذراء بسرعة البرق.
جميعُنا يعرف أن أديار الجبل تغلق أبوابها عند غروب الشمس, بينما توجد بوابة صغيرة, يفتحونها نادراً في بعض الحالات. وهكذا كان. أشعل الأب مصباحه الكهربائي و عبَرَ البوابة الصغيرة وصعد إلى الجبل.
_مساء الخير.
_أهلاً أبانا.
_المعذرة سيد ديمتري, أطلب صفحَك.
_الله يسامح, سامحني أنت أيضاً.
وهكذا نال الكاهن السماح, فعاد إلى قلايته, وأقام القداس الإلهي في الصباح التالي. أرأيتم أننا في كل لحظة نحتاج إلى الصلاة. في لحظات مماثلة, لا يستطيع المرء أن يحدد كيفية تصرفه, ولا يعرف ماذا سيفعل. فليتوجه إلى العذراء بالصلاة الحارّة. ردّد "أيتها العذراءُ, ماذا أفعل؟" والعذراء ستساعدك.
من كتاب الشيخ أفرام
ناسك كاتوناكيا (الجبل المقدس)