الخليج بدون تميم

الحق والضلال
الخليج بدون تميم



لا يعرف أكثر المتبحرين فى الأنساب العربية أصل نسب عائلة آل ثانى، وحتى ادعاء البعض من أن لها أنسابًا مرتبطة بآل الشيخ لم توثقها المصادر، وكل ما كتب عن أسرة آل ثانى ووصولها إلى الدوحة قادمة من فويرط، بزعامة الشيخ محمد بن ثانى، الذى ولد فى فويرط عام ١٨٤٨ غير مسند تاريخيًا، تسلم الحكم بعده محمد آل ثانى، ثم قاسم بن محمد، ثم عبدالله بن قاسم آل ثانى، ثم على بن عبدالله آل ثانى، ثم أحمد بن على آل ثانى، ثم خليفة بن حمد آل ثانى، ثم حمد بن خليفة آل ثانى، وآخرهم الأمير الحالى تميم بن حمد آل ثانى، الذى تسلم الحكم فى ٢٥ يونيو ٢٠١٣.
لكن عائلة آل ثانى ارتبطت عن طريق المصاهرة والزواج بعائلات عربية كبيرة فى الخليج، ومنهم عائلة العليان والشيخ والراشد والغانم والفهيم والمسند وعائلة الكوارى، وكل هذه العائلات تشكل ثقلًا اجتماعيًا واقتصاديًا فى دول الخليج العربى، ما جعل لأسرة آل ثانى ثقلًا أيضًا داخل المجتمع الخليجى.
أحدث واقع الانقلابات الأسرية فى قطر خلال السنوات الثلاثين الماضية، حالة من السخط داخل المجتمع القبلى الخليجى، كما أحدث نوعًا من عدم الثقة بأسرة آل ثانى، وقد ظهر ذلك واضحًا من خلال عدة شواهد، أهمها كان انسحاب السعوديين من الاستمرار فى مشروع قناة الجزيرة وكان مشروعًا سعوديًا – قطريًا أواخر ١٩٩٥ ثم الدعم غير المعلوم من شيوخ القبائل فى الإمارات والبحرين لعودة الشيخ خليفة جد تميم فى نوفمبر ١٩٩٦ بمشاركة قوة من حرس الأمير خليفة وعددها ٣٠٠ رجل، ولكنها فشلت، وألقى القبض على ١٠٠ متهم من أنصار الأب، وقرر حمد دمج حرس والده فى وحدات الجيش القطرى.
إن قطر بدون آل ثانى وبدون تميم ستشكل عاملًا مهمًا فى استقرار الترابط الأسرى والقبلى فى دول الخليج مجتمعة لأسباب كثيرة، أهمها سعى دول الخليج بعد قرار المقاطعة العربية إلى تغير توجهات نظام تميم عبر المطالبات المستمرة من قطر بوقف تمويل الإرهاب، لكن هذه الجهود باءت حتى الآن بالفشل، ما يزعزع استقرار هذه الدول، ثم الخليج بوجود تميم والمحيطين به، يعنى استمرار المؤامرات على السعودية والإمارات والبحرين، فقطر أصبحت ملجأ لكل من يعتبر نفسه معارضًا للمملكة العربية أو للإمارات والبحرين، وبدون تميم وعائلة آل ثانى سيتوقف خطر التمدد الإيرانى، فقطر دعمت بشكل واضح حالة الانفلات الأمنى الذى وقع فى البحرين عام ٢٠١١ ودعمت بمئات ملايين الدولارات الحراك الشيعى فى الإحساء بالسعودية، وحصل ذلك عندما أعدمت السعودية نمر النمر ، حيث اهتمت قناة الجزيرة بذلك الحدث وحاولت تأجيج مشاعر الشيعة فى السعودية، كما حاولت قطر ذلك مع مجموعات من المعارضين من الإخوان المسلمين فى الإمارات، خصوصًا أنها تدعم أكثر من مركز حقوقى فى لندن وجمعيات خيرية لمعارضين إماراتيين فى أوروبا وأمريكا، وسيكون الخليج العربى بدون تميم بعيدًا عن خطر توقف إمدادات الغاز الطبيعى لباقى الدول الخليجية، وبدون تميم أيضًا ستكسر شوكة التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، من خلال تغير سياسة قناة الجزيرة والقنوات المرتبطة بوقف دعمها للجماعة.
          
تم نسخ الرابط