تعرف على التاريخ العائلى لـ«عبدالفتاح السيسى»

تعرف على التاريخ العائلى لـ عبدالفتاح السيسى


كان الحزن يملأ عينيه وهو يقف على باب قاعة عزاءواسعة.

ابن ماتت أمه، يصافح من جاءوا لتقديم الواجب دون أن يتأململامح وجوههم، فقد كانت ملامحها لا تزال تعصف بعقله وقلبه.
يقولون إن الرجل يظل فتى حتى تموت أمه فيشيخ فجأة.
كنت أنتظر اللحظة التى أصافح فيها الرئيس عبدالفتاح السيسىوهو يتقبل العزاء فى والدته السيدة سعاد إبراهيم محمد، تعمدتأن أطل فى عينيه، كنت أعرف أن الهموم تزاحمت عليه منذ تولىمسئولية وطن تحول إلى أشلاء، وعليه هو أن يعيد له الروحلكن الهم الكبير الذى تولد فى عينيه من يومها، يؤكد أن الرجلالذى تطلع له المصريون فى لحظة تاريخية قاسية من حياتهم كىيكون سندهم. كانت هذه السيدة هى سنده.

https://christian-dogma.com

الرئيس ووالدته

بعد أن انتهى الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع،من إذاعة بيان خارطة الطريق فى 3 يوليو 2013، وهوالبيان الذى دخلت به مصر عصرًا جديدًا، كان هو أولمفرداته وأهمها، ترك القاعة التى توالى فيها بعد ذلك إلقاءكلمات من رموز القوى السياسية المصرية، واختفى تقريبًا.
خلال بحثى عنه بعدها بين الأوراق وعلى ألسنة المقربين منه أوحتى من عرفوه بشكل عابر، تساءلت إلى أين ذهب الجنرال؟
ما الذى فعله بعد أن ألقى البيان الذى سيعيد ترتيب كل أوراقاللعبة السياسية ليس فى مصر فقط، ولكن فى العالم كله؟
هل عقد اجتماعًا مع قيادات القوات المسلحة الذين تعهدوا أمامالشعب المصرى بالإشراف على تنفيذ خارطة الطريق اتساقًا معمسئوليتهم التاريخية والوطنية؟
هل عاد إلى غرفة عمليات القوات المسلحة ليتابع من خلالها كيفاستقبل الشارع البيان، وما الذى فعله أنصار الرئيس الإخوانىالذى أصبح وقتها معزولًا، وهم يعتصمون فى ميدانى رابعةوالنهضة؟
هل دخل مكتبه وأغلق بابه عليه طالبًا بعض الراحة، رغم أنهفعليًا بانحيازه إلى الشعب فى ثورته ضد الإخوان ودع وادىالراحة تمامًا؟
وجدت إجابة عن سؤالى كانت منطقية جدًا، لأنها تتسق مع مشوارعبدالفتاح السيسى الإنسانى.
خرج عبدالفتاح السيسى من مبنى وزارة الدفاع إلى بيته متوجهًاإلى والدته، التى كانت تعانى منذ سنوات من مرض قاس، وأصرعلى أن تكون فى بيته هو وليس لدى أحد من إخوته.
كانت زوجة عبدالفتاح السيسى السيدة انتصار عامر ترعى حماتهاوتعتنى بها عناية كاملة، فلم تكن لها حماة بل أمًا، لكن هذا لم يمنعالابن الذى كان يستمد عونًا دائمًا من نظرات والدته إليه، أنيزورها كل مساء فى غرفتها، فلم يكن يستسلم للنوم أبدًا إلا بعد أنيطمئن بنفسه أنها أكلت وأخذت علاجها يجلس إلى جوارسريرها ويظل يقرأ قرآنًا حتى يتأكد أنها نامت، فيخرج علىأطراف أصابعه حتى لا يقلقها.
ظل السيسى على هذا الحال لسنوات طويلة.
بعد البركان الذى فجره فى 3 يوليو، شعر أنه يحتاج إلى أنيعرف منها كيف ترى ما فعله؟ أحب الرجل أن يرى صورته فىعينى أمه فى هذه اللحظة بالذات.
لم تتحدث كثيرًا، لكنها بدت ممتنة لما فعله، دون أن تعرف أنهذا الإحساس نفسه، وهو الامتنان، كان يحمله كل من وضعواأيديهم على كتفه فلم يخذلهم.
كان تأثير الست سعاد على ابنها طاغيًا.لم يتحدث هو عنها، لميحك كثيرًا عن أيامه معها، لكن فعلت ذلك زوجته السيدة انتصار.
كانت انتصار عامر تجلس فى عزاء حماتها، اقتربت منها إحدىالكاتبات، لم يكن فى ذهنها أن تحظى بحوار صحفى مع زوجةالرئيس، لكن جرت دردشة عادية، تحدثت فيها زوجة الرئيس عنوالدته، ولما تحولت الدردشة إلى تقرير صحفى، عرفنا أى أثرتركته الأم فى حياة ابنها، وأى فقد سيعانيه عبدالفتاح السيسىبغياب هذه السيدة عنه.
قالت السيدة انتصار: السر كله عند هذه السيدة، فإذا كانالمصريون قد لمسوا مشاعر فياضة وقدرة على العطاء وأخلاقًاطيبة فى رئيسهم، فإن هذه السيدة هى من منحته تلك الصفات.
تدين انتصار السيسى لحماتها بنجاح حياتها مع زوجها، تقولعنها: إذا كانت حياتى الزوجية والأسرية قدر لها النجاح، فقدكان لهذه السيدة فضل كبير، فهذه السيدة كانت مصدر الحبوالحنان لزوجى ولكل أسرته، تعلم على يديها الكثير، واكتسب منخصالها الكثير، فقد علمته التسامح وحب الناس والقرب من الله،وأن يضع الله نصب عينيه فى كل تصرفاته .
هل لا تزال هناك شىء؟
بالطبع لا يزال هناك أشياء.
قالت انتصار: لقد علّمت هذه السيدة أولادها الكفاح والاعتماد علىالنفس ليكتسبوا خبرات حياتية، على الرغم من أن والدهم كانميسور الحال، لكن هذا لم يجعلها تعتمد على ثروة زوجها لتدللأبناءها أو تمنحهم حياة سهلة.
كلام الزوجة الذى تشعر بصدقه يتسق تمامًا مع ما قاله عبدالفتاحالسيسى نفسه عن والدته، قال: والدتى كانت بتعلمنى حاجتين،أعتمد على ربنا وأؤمن بالقدر.

https://christian-dogma.com

انتصار عامر "زوجة الرئيس"
عندما تفكك كلام السيدة انتصار عامر عن بصمات والدةالرئيس التى تركتها على حياة أولادها، ستتأكد أن ما يبديهعبدالفتاح السيسى تجاه المرأة أصيل لا ادعاء فيه، أمه لديهفى مكانة عالية، وكان طبيعيًا أن يضع كل النساء فى مكانةعالية إكرامًا لها، واعترافًا بفضلها وجميلها عليه.
فى مؤتمر حكاية وطن الذى قدم فيه الرئيس عبدالفتاحالسيسى كشف حساب لفترته الرئاسية الأولى، وقدم نفسهمرشحًا لفترة رئاسية ثانية، وفى جلسة اسأل الرئيس جاءه سؤال من أحد المواطنين كشفت إجابته له مكنون نفسه،وعكس فلسفته فيما يتعلق بعلاقته بالمرأة.
كان السؤال: لماذا لا تعين وزيرًا للمرأة؟
ضحك السيسى ضحكته التلقائية الطفولية، وقال: أنا وزيرالمرأة.
لم يكن عبدالفتاح السيسى فى هذه اللحظة يتجمل، أو يبتزمشاعر النساء أو يدغدغ عواطفهن، فليس هو الرجل الذىيبحث عن شعبية زائفة، كان يكشف عن جوهره المخبوءدون ادعاء.
لما قابلت الدكتورة مايا مرسى بعدها بأيام، قلت لها: لماذا لاتأخذين من كلمة الرئيس أنا وزير المرأة شعارًا للمجلسالقومى للمرأة؟
وجدتها تتحدث بإعجاب شديد، ليس عن موقف الرئيسالسيسى من المرأة ودعمه لها ومساندته لكل قضاياها، ولكنعن صدق هذا الموقف وعمقه.
سألتها عن تفسير ما رصدته بنفسها من سلوك السيسى تجاهالمرأة.
قالت لى: ببساطة رجل مثله لم تعبر نماذج نسائية سلبية فىحياته، لذلك لا يرى فى المرأة شيئًا سيئًا، وتكفيه
علاقته بالسيدة والدته، ليغمر كل نساء الأرض بحبه وحنانهورعايته. لم تكن السيدة سعاد إبراهيم امرأة عابرة فى حياةالسيسى، بل كانت ملهمة، وأعتقد أنه عندما تحدث فىمؤتمر الشباب شرم الشيخ 2017 ، عن وجهة نظره فىتعامل الرجل مع المرأة، وأنه يجب أن ينحنى لها، ويضعيده خلف ظهره وهو يقف أمامها، ولا يرفع عينيه فيها، إنماكان يعكس نمط التربية الذى تلقاه فى بيت الحاج سعيدالسيسى على يد المرأة التى منحت أولادها وأحفادها منحكمة السنين ما عرفوا قيمته فيما قابلوه من تجارب

https://christian-dogma.com

حي خان الخليلي

الأب كان سندًا فى مساحة أخرى تمامًا.
فكما تعلّم من الأم الاعتماد على الله والتسليم للقدر والإيمانبه، فقد تعلم من والده قيمة العدل.
فى بيوت عائلة الرئيس عبدالفتاح السيسى تتردد قصة عنوالده، يمكن أن تعتبرها أسطورية تمامًا، دع الجانبالأسطورى فيها، وتأمل فقط ما تحمله من دلالات وما تخفيهمن معانٍ.
تزوج الحاج سعيد السيسى مرتين.
الأولى من الحاجة سعاد إبراهيم، وأنجب منها كلًا من أحمدوعبدالفتاح ورضا وفريدة وحسين وأسماء ومنى وزينبوجيهان ومحمد وبوسى.
والثانية هى السيدة حسنية وأنجب منها إيمان وسحروعبدالله وعلاء وبذلك تكتمل العائلة خمسة عشر ابنًا وابنة.
أين العدل هنا؟
لا أقصد به بالطبع العدل الذى قام به سعيد السيسى بينزوجتيه وبين أولاده منهما، ولكن فى الموقف الأخير منحياته، وهو الموقف الذى يدخل بنا إلى كتاب الأساطير، ولاأقصد أسطورية الفعل، فقد تعتبره عاديًا، ولكنى أتحدث عنأسطورية الفكرة فى حد ذاتها.
توفى الحاج سعيد السيسى تقريبًا فى العام 2002، بعدمعاناته الشديدة مع مرض أصابه فى معدته، وقبل أن يموتأوصى بأن يدفن فى غرفة خاصة فى مقبرته، بحيث تكونغرفته فاصلة بين غرف رجال العائلة وغرف نسائها.
يمكن أن تعتبر هذه الوصية عابرة لا تعنى شيئًا، لكن يمكنأن تقرأ من خلالها أيضًا أن الرجل الذى كان حكمًا بينأولاده وزوجتيه فى الدنيا، أراد أن يكون حكمًا وفاصلًا بينرجال العائلة ونسائها حتى فى قبره.
يمكن أن تقرأ هذه الحالة الأسطورية فى حياة عبدالفتاحالسيسى، فقد جعل نفسه فى لحظة تاريخية حكمًا بين الشعبالمصرى وبين جماعة كانت تريد أن تأتى على الأخضرواليابس، ظل قاضيًا بينهما، يحاول أن يُصلح الأمر، ويدعوالأطراف جميعها إلى كلمة سواء، وعندما أدرك أن الجماعةتجور على حق الشعب، واصل عدالته التى تصل بجذورهالوالده، ووقف فى صف الشعب الذى كان على حق، دون أنيلتفت إلى ما ستأتى به الريح، التى عادة تأتى بما لا تشتهيهالسفن فقد كان على قناعة بأنه على الحق، ومن كان الحقمعه فلا يخشى شيئًا.
أصول السيسى العائلية كانت محط اهتمام مراسلىالصحف العالمية، فقد حاولوا التفتيش تحت جلد الرجل الذىساقته الأقدار ليغير دفتها فى مصر، بحثوا خلف خطوطهعما يساعدهم على فهمه، فالجنرال الصامت كان محيرًاللجميع بما أقدم عليه.
فى صحيفة النيويوركر الأمريكية، يمكن أن نقرأ بعضالسطور الكامنة فى تقرير كاشف جدًا لهذه الغرفة المغلقة فىحياة السيسى.
بدأ جد الرئيس عبدالفتاح السيسى– طبقًا لكاتب التقرير–فى العمل بتجارة الأرابيسك، وهى مصنوعات خشبية معقدةالصنع، مطعمة بالصدف، وسيطرت عائلته على تجارةالأرابيسك فى خان الخليلى، وتمتلك حتى الآن حوالى عشرةمحلات هناك يديرها أبناء العائلة.
ما الذى فعله السيسى فى خان الخليلى، وما الذى فعلته بهخان الخليلى؟
كان هناك تقليد فى العائلة، أن يذهب شبابها فى فترةالإجازات الصيفية من مدارسهم وجامعاتهم للتدريب علىبعض جوانب العمل فى صناعة الأرابيسك والتجارة فيه.
كان حظ السيسى فى محلات العائلة التدريب على العمل صدفجى ، حيث كان يستخدم سكينًا طويلة ينحت بها قطعًاصغيرة من الصدف، الذى تتم تغطية الأرابيسك به.
لن أتحدث عن قيمة العمل التى تعلمها السيسى فى خانالخليلى، ولا عن التقاليد التى كانت تطبقها العائلة فى مساحةاحترام الكبير وتقديره، ولكنى سأتوقف عند شخصية التاجرالتى اكتسبها السيسى من الخان، وهى الشخصية التى تبدوواضحة جدًا فى قدرته على متابعة كل المشروعات الكبرى،كما ظهرت بوضوح فى الفصال مع الشركات العالميةالتى نفذت مشروعات فى مصر، واستطاع السيسى، الذىكان يتحدث مع المسئولين عنها بنفسه، أن يحقق مكاسبضخمة لمصر.
هذا التكوين الخفى فى شخصية عبدالفتاح السيسى جعلهيتعجب ممن أخذ عليه أنه ترك الإسكندرية تحت المطر،وجلس ليتفاوض بنفسه مع مسئولى شركة سيمنس الألمانية،فلا بد أنه أشفق عليه، لأنه لا يعرف جيدًا قيمة ما يفعله، ليسكرئيس هنا، ولكن كتاجر شاطر، يريد أن يباشر كلالتفاصيل بنفسه، ثم من قال إنه ترك الإسكندرية تحتالمطر؟ فقد تعودنا منه أنه يتابع كل الخيوط التى يمسك بهابين يديه فى وقت واحد، لا يغفل عن أى منها.

https://christian-dogma.com

الرئيس والسيدة قرينته

كف الأم أسلمتنا إلى كف الأب ولا بد أن نصل إلى كفالزوجة.
السيدة انتصار عامر، المرأة التى لا يمكن أن نعتبرها حبعمر السيسى فقط، ولكنها عمره كله.
فى العام 1975 خطب السيسى انتصار، وقتها كان عمره21 عامًا من مواليد العام 1954 وكان عمرها 19 منمواليد العام 1956 وكان قد وعدها أن يتقدم لخطبتها إذانجح فى الثانوية ودخل الكلية الحربية.
فى العام 1977 أتم السيسى زواجه من السيدة انتصارالسيسى، ورزقه الله منها بثلاثة أبناء هم مصطفى ومحمودوحسن، وابنة واحدة هى آية.
قرر عبدالفتاح السيسى من البداية أن يربى أبناءه بنفسالطريقة التى تربى بها، طريقة أولاد البلد المحافظين، الذينيعرفون الأصول ويحافظون عليها، ويلتزمون بالتقاليد دونأن يحيدوا عنها.
كان التعليم يحتل القيمة الأولى فى حياته وحياتهم، ومن بينما يميز علاقة السيسى بأولاده أنه كان – ولا يزال رغممشاغله – يخاف عليهم جدًا، ويولى صحتهم اهتمامًا خاصًا،لدرجة أنه – تقريبًا – كان يخصص طبيبًا للأسرة ليُجرىكشفًا دوريًا عليهم من أجل الاطمئنان على صحتهم العامة.
عرف السيسى كيف يحافظ على أولاده من بعض أبناءزمانهم، ففى شبابهم كان يتابعهم بحرص وحذر مخافة أنيدخن أحدهم سيجارة أو يقترب من أى نوع من أنواعالمكيفات، فتواجهه مشكلة كبيرة، فهو رياضى ويريد أنيكون أولاده كذلك، ومن بين ما فعله أنه كانت لديه فى بيتهصالة جيم يمارس الرياضة من خلالها، وهى الهواية التىيمارسها منذ صغره، وذلك امتدادًا لعادته التى بدأها فى حىالجمالية، فقد اعتاد أن يؤدى صلاة الفجر فى جماعة، ثم بعدذلك يخرج لممارسة رياضة الجرى لأكثر من ساعة بشكليومى.
لم يفرض السيسى شيئًا على أولاده، ورغم أنهم يتبعونه فىكثير مما يفعله فإنه لم يدفعهم لشىء، حتى فى اختيار شريكحياتهم لم يتدخل إطلاقا، ترك كل واحد منهم يختار من يكملمعه حياته.

https://christian-dogma.com

تشاك هاجل

لم يكن عبدالفتاح السيسى وحده فى مشوار تربية الأولادوتنشئتهم بالصورة التى كبروا عليها، كانت هناك السيدةانتصار التى أحبها وكان لها نصيب كبير من تقدمه ونجاحه.
لم يتزوج عبدالفتاح السيسى زواج صالونات، لكنه أحبابنة خالته وأحبته، اختارها واختارته، لم يفرض عليها يومًاما يتعارض مع ما تريده، عرض عليه مرتين أن يكونملحقًا عسكريًا فى الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه رفضلأن المنصب كان يستوجب أن تخلع زوجته حجابها، ولأنهالم تكن تريد ذلك ولا هو أيضًا، فقد رفض.
أكثر من أربعين عامًا مرت على زواجهما، لم يتحدث عنهاكثيرًا، لكن علاقته بها تبدو واضحة جدًا، وآثارها علىشخصيته تتبدى للجميع، فإذا كان احترامه الكبير للمرأة نابعًامن علاقته بوالدته، فتقديره لها نابع من تقديره لزوجته.
كان هذا الرابط أمامى دائمًا وأنا أفتش تحت جلد السيسىفى مساحة علاقته بالمرأة، فوحدها الأم هى التى تمنح ابنهاتصوره عن كل النساء، بإمكانها أن تجعله متحضرًا يحترمأى وكل امرأة يقابلها، وبإمكانها أن تجعله خصمًا لأى امرأةيلتقى بها.
قبل ظهور السيدة انتصار عامر الرسمى لأول مرة فىبدايات العام 2014، عندما رأيناها تجلس إلى جوارعبدالفتاح السيسى خلال حفل أقيم لتكريم القادة المحالين لسنالتقاعد، ظهرت بشكل عارض فى أحاديث السيسى، لم يكنجاء على سيرتها إلا مرة واحدة، ولم يكن الحديث علنيًا.
فى اتصال هاتفى بين السيسى وتشاك هيجل، وزير الدفاعالأمريكى، بعد فض اعتصام رابعة العدوية، تحدث السيسىبأسف عما حدث، فلم يكن يتمنى أن تسير الأمور إلى ماسارت إليه لولا عناد جماعة الإخوان وأنصارها الذين لميستجيبوا لأى وساطات.
فى هذا الاتصال قال السيسى لهيجل إن زوجته كانتمستاءة جدًا بسبب ما يجرى على الأرض، وإن عائلتها كلهاتأثرت لرؤية كل هذا العنف فى الشوارع، إلا أن العائلة لمتلق عليه باللوم أبدًا، وإنما كانوا مستائين من الأحداث،ويومها قالوا له فقط: نحن نصلى من أجل الجميع.
المرة الثانية جاءت بعد أن أعلن ترشحه للرئاسة، كانيتحدث فى واحد من حواراته التليفزيونية خلال حملتهالانتخابية فى العام 2014، وأشار إلى أنه قبل أن يعزم أمرهويتقدم باستقالته من منصبه كوزير للدفاع ويرشح نفسه فىالانتخابات الرئاسية، استشار زوجته فى الأمر، ويومها قالتله: ليس لديك خيار من أمرك، إحنا بنحبك صحيح، لكنالوطن هيضيع.
لا نعرف الكثير عن ثقافة وهوايات السيدة الأولى، هىفعليًا لم تتحدث عن نفسها بنفسها حتى الآن، وأعتقد أنها لنتفعل ذلك، لأنها على قناعة – كما كانت طوال حياتها – أندورها يقتضى أن تكون إلى جوار زوجها داعمة ومؤيدةومساندة، وهو ما يظهر فى مجموعة الأدوار التى قامت بهاخلال ولاية الرئيس عبدالفتاح السيسى الأولى.
فعليًا ظهرت السيدة الأولى انتصار السيسى ما يقرب منخمس عشرة مرة، بعضها كان مشاركة فى احتفالاتومناسبات عامة، وبعضها كان فى استقبالات رسمية، ثمظهور خاص كمتبرعة لصندوق تحيا مصر، وكأنها كانتتبعث برسالة إلى كل نساء مصر كى يتقدمن للتبرع مثلها،ثم كزائرة لمشروع قناة السويس دون إعلان أو اصطحابوسائل إعلام إلى هناك.
وهنا لا بد من الإمساك بهذه النقطة، فما قامت بها زوجةالرئيس خلال السنوات الأربع الماضية لم يكن أبدًا بغرضالشو الإعلامى، ولكنه كان حقيقيًا جدًا، فليس مهمًا عندها أنيتحدث الآخرون عما تفعله، لكن المهم أنها تفعله ويؤتىثماره.

https://christian-dogma.com

السيسي


من بين ما يطمئن له عبدالفتاح السيسى أنه يمضى فىطريقه وهو يعرف أن هناك سندًا عائليًا هائلًا وراءه.
لقد خرج الرئيس من أسرة متوسطة، تعرف قيمة العمل،وتدرك قيمة العلاقات الاجتماعية والإنسانية، تثق فى أنقيمة الإنسان بما يعمله ويقدمه للآخرين، لا بما يشيعه عننفسه دون أن يكون له ظل من الواقع.
تلقى السيسى ذلك كله من يد والديه، وسلمه لأولاده،وكانت هناك سيدة تقف كحارس على نقل هذه الأخلاقوالأعراف التى لا يمكن أن تضل الطريق إليها، وقد يكونمن تصاريف القدر أن يكون اسم هذه السيدة هو انتصار . فلا نتحدث عنها إلا ونحن نقول انتصارالسيسى . ودلالة الاسم وحدها تكفى.
لقد ساهمت هذه الأسرة المتشعبة بما لديها من أصولوأخلاقيات وقيم فى تكوين شخصية رئيس سوى ومستقيم،يتحدث بما عنده دون ادعاء ولا مراوغة، وأعتقد أن هذايكفينا ويكفيه.

نقلا عن الدستور

          
تم نسخ الرابط