صوفية السودان داعش لا دين له.. ومصر بلدنا الثاني


صوفية السودان داعش لا دين له ومصر بلدنا الثاني



الصوفية. خيار اتجهت إليه الأنظار بعد انتشار آفة الإرهاب اللعينة، واستفحال خطر التنظيمات المتطرفة، فكان الحل فى البحث عن تيارات معتدلة بعيدا عن العنف، مقارنة بتيارات ما يعرف بـ الإسلام السياسى ، وتركيزها على الجوانب التربوية التعبدية. وكان ظهور دور صوفية السودان فى مواجهة الأفكار المتطرفة، تأكيدا على أنه لا بديل عن العودة إلى الإسلام المعتدل، والروحانيات، لمواجهة الكوارث التى حلت على العالمين العربى والإسلامى. ولطقوسهم الخاصة فى الاحتفال بـ آل البيت ، وتحديدا فى فعاليات مولد السيدة زينب، حضر إلى القاهرة عدد من رموز الوفد السودانى، الذين شاركوا فى هذه الاحتفالية، وكان من أبرزهم الشيخ أحمد البدوى عزو مقدم، شيخ الطريقة التجانية بولاية جنوب دارفور السودانية، وزين العابدين الخاتم الحجاز مسئول الإعلام بالمجلس القومى للذكر والذاكرين فى السودان، حيث كشفوا عن عدد من التفاصيل والأسرار الخاصة بعلاقتهم بالصوفية فى مصر، وموقفها من الإخوان و السلفيين و الشيعة . يقول الشيخ أحمد البدوى عزو مقدم، شيخ الطريقة التيجانية بولاية جنوب دارفور، إن جماعة الإخوان الإرهابية حاولت الوصول إلى السلطة فى كل بلاد العالم مستغلين الدين، لكنها فشلت فى مصر وتونس وبلاد كثيرة، كما أن السلفيين يعقدون حياة البشر ويستغلون كل المناسبات لتعكير صفو المسلمين. وأكد أنه لا يوجد اختلاف بين الطرق الصوفية فى كل أنحاء العالم، فهى تتبع النهج الأحمدى المحمدى، أى نهج رسول الله، باعتباره المعلم الأول للصوفية، واختلاف الطرق الصوفية لا يعنى اختلاف المنهج، وإنما هو اختلاف الأب الروحى لكل طريقة، وصوفية السودان هى أقرب إلى صوفية مصر لقرب الموقع الجغرافى، إذ إن معظم الطرق الموجودة فى مصر موجودة فى السودان، وتنتمى إلى شيخ واحد، مثل الطريقة الشاذلية والرفاعية والبرهانية والتجانية. وأضاف أن التطرف داء لعين، إذا أصاب جماعة أخرجها من زمرة المسلمين، مشيرا إلى أنه امتداد طبيعى للتعصب والغلو والتشدد فى غير موضعه، ولأن المتطرف يسعى إلى تغيير طبيعة المجتمع ونظام الدولة وإيجاد نمط يريده هو ويتعايش معه دون غيره، لذلك ظهر الإسلام السياسى ، لكى يكون ابنًا شرعيًا للتطرف والمغالاة ومحاولة توظيف الدين لخدمة أغراض دنيوية ومصالح سياسية. وأضاف أن الصوفية هى درع الحماية من الإرهاب، لأن تاريخ الحركات الصوفية فى إطار الحضارة الإسلامية حافل بالومضات المضيئة، ولعل أبرزها إسهامات جلال الدين الرومى، مؤكدا أن الصوفية ليست بدعة، ولكنها استغراق فى التدين الصحيح والمضى فى رحلة العشق الإلهى إلى حيث يمكن الوصول إلى مرحلة الطرح الصوفى الكبير، الذى يضع صاحبه فى مكانة رفيعة يختلط فيها التعبد بالزهد. وقال عزو ، إن تشجيع بعض الطرق الصوفية والفلسفات الوسطية يمكن أن يؤدى إلى انتزاع فتيل الإرهاب وإنهاء فيروس العنف تحت مظلة الإسلام الصحيح الخالى من الشوائب والمتجه نحو الوسطية والاعتدال الذى يتواصل مع أهل الكتاب ويحترم الذين يختلفون معه فى الرأى، وإذا قارنا بين التطرف والصوفية يجب أن نشير إلى أن أبرز ما يميز تاريخ الصوفية عن غيرها من الجماعات الإسلامية هى أنها لا تسعى نحو ركوب موجة الإسلام السياسى، فهى تتوازى أحيانًا مع الرهبنة المسيحية، رغم الاختلافات الكبيرة بينهما، ولكن نزعة الزهد والانصراف عن طيبات الحياة تجعل للصوفية شأنًا خاصًا فى التاريخ الإسلامى كله، وهى جماعات كثيرة العدد، ولا تميل إلى استعراض عضلاتها، ولا يبشرون بأيديولوجية معينة، ولا يتدخلون فى حياة الناس، فالفارق بين الصوفية والسلفية كبير وواضح، فالصوفية علاقة بين الإنسان وخالقه، أما السلفية فهى اشتباك مع المجتمع بالقبول أو الرفض. كما أن الصوفية - حسب البدوى عزو - تمثل جيشًا سلميًا لخدمة الإسلام وليست جماعة مغلقة بالمنطق الماسونى للكلمة، فهى روح متجددة وحب للآخر واحترام لخيارات الآخرين، لذلك عاشت عبر القرون دون صدام يذكر مع السلطات الحاكمة رغم أن بعضها كان ظالمًا يجور أحيانًا على رجال الزهد وأصحاب النظرة الشفافة تجاه الحياة والناس، وإذا كانت الصوفية ارتبطت بالأعلام الخضراء والإيقاع الموسيقى الراقى، فإنها قد عرفت أيضًا التعددية والتشعب بين طرق صوفية مختلفة ومدارس متعددة فى ذكر الله قد تختلف فى الأسلوب، ولكنها تتوحد أمام الغاية، وهى الاندماج فى ذاته والانصياع لجلاله وعزته. وقال إن زيارة مولد السيدة زينب رضى الله عنها، وزيارة آل البيت فى مصر ومشايخ الطرق الصوفية، الهدف الأكبر منها هو زيارة أرض الكنانة مصر أرض الحضارة والوطن الأول للصوفية. وأشار إلى أن زيارته الأخيرة لمصر كانت عام 2006، والآن عام 2018 الوضع يختلف تماما، فمصر فى أحسن حال، حيث أصبحت قمة الجمال والاستقرار، وقد لاحظت سهولة دخول مصر هذه المرة عن الزيارات السابقة، إلى جانب وجود نحو مليون سودانى بأراضيها، يؤكدون أنهم فى وطنهم الثانى. أما عن داعش ، فقال عزو إنه لا يمتلك دينا، فهم فى جهنم وبئس المصير، مضيفا أن الإخوان حاولت الوصول إلى السلطة فى كل بلاد العالم مستغلين الدين، وفشلت هذه الجماعة فى مصر وتونس وبلاد كثيرة، حيث لم تتبع نهج الوسطية فى الدين والعمل. بينما أكد زين العابدين الخاتم الحجاز، مسئول الإعلام بالمجلس القومى للذكر والذاكرين فى السودان، إن دولة السودان تهتم بالصوفية نظرا لتزايد أعدد الصوفيين، مشيرا إلى أن الصوفية احتفلت بفوز الرئيس السيسى بولاية ثانية فى الانتخابات الرئاسية التى جرت الشهر الماضى. وقال إن صوفية السودان، وبالتحديد المجلس القومى للذكر والذاكرين، قام بتنظيم احتفال بمناسبة فوز الرئيس عبدالفتاح السيسى، فمصر والسودان دولة واحدة حتى ثورة ١٩٥٢، فهما شعب واحد واستقرار مصر يعنى استقرار السودان. كما أكد زين العابدين ، أنه لا يجوز أن نكفّر مسلمًا يقول لا إله إلا الله، ونقول إن الشيعة مسلمون، ولا يصح تكفير شيعى ولا أزهرى أشعرى، ولا صوفى، والخلاف الشيعى السنى خلافا سياسيا بالأساس، فكيف نكفر من يصوم رمضان ويصلّى، والسلفيون هم من يقفون وراء الاتهامات بين السنة والشيعة، لأنهم يقبضون ثمن الخلاف الشيعى السنى.

هذا الخبر منقول من : البوابه نيوز
          
تم نسخ الرابط