​مثل رائع لرفض العوائق ~ معجزة شفاء المفلوج المدلى من السقف تاملات الاحد الثانى من شهر بؤونه ~

الحق والضلال




يحدثنا إنجيل هذا اليوم عن معجزة رائعة تثبت ألوهية السيد المسيح إقامةهذا المفلوج من موت الخطية.

إن الرجال الاربعة هم أول فرقة إسعاف في التاريخ المسيحي

(السيد المسيح هو الطبيب + الكنيسة ) = مستشفى لمرضى الخطية + الخدام هم رجال الإسعاف الذين يحملون مشلولي الإرادة إلى العلاج والشفاء المضمون .

و بهذه المعجزة عدة دروس منها :-

1- المعلم الصالح : الذى يلتف حوله الجميع أينما ذهب يلتفون باعداد غفيرة لانه كان يعلم تعليما مختلفا عن الكتبة و الفريسين تعليما عمليا فهو كان قدوة فى كل فضيلة وفى كل ما قاله للناس كان كلامه مشبعا حتى انه التف حوله الناس و نسوا أنفسهم ثلاثة أيام و فى مرة أخرى حتى جاء المساء و هم يسمعون بلا كلل أو ملل أو تفكير فى أى شئ غير هذا التعليم الجميل الذى لم يسمعونه من قبل من أى أحد فألتف حوله الناس فى المجمع و على شاطئ البحر و فى الحقول و على الجبل و فى البيوت مثل هذه المعجزة ( سمع أنه فى بيت و للوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب ( لو 5 ) .

2- المفلوج : هو انسان مشلول عاجز عن الحركة وقد أخطأ هذا الانسان فعاقبة الله بهذا المرض و الدليل على ذلك ان الرب قال له ( مغفورة لك خطاياك ) و ان كان ليس شرط ارتباط المرض بالخطية الا انه فى اوقات كثيرة يكون هناك ارتباط بينهما ( مثل من يتعاطى أو يشرب خمور أو سجائر … و كذلك من يسير فى الخطية و عدم الاستقامة ) و لكن فى هذه الحالة واضح ان الرب قبل ان يشفيه غفر له خطاياك فقد عالج الرب سبب المرض و قبل ان يشفيه جسديا شفاه روحيا وهذا ما نفعله فى سر مسحة المرضى اننا نأخذ اعتراف المريض أولا و نقرأ له الحل ثم ندهن جسده بالزيت الذى صلينا عليه فالشفاء الروحى أهم من الشفاء الجسدى فالإنسان قد يكون مريضا بأمراض جسدية عديدة و يدخل السماء ( مثل لعازر ) و لكن لا يستطيع ان يدخل أن كان خاطئا ( مريضا روحيا و يرفض العلاج و التوبة ) .

3- الايمان : كان ايمان اصحابه قويا بالرب و انه قادر أن يشفى المفلوج صديقهم و هذا الايمان قادهم للتغلب على الصعاب التى قابلتهم فهم لم يستطيعوا الدخول الى البيت الذى به الرب و لكنهم أصروا على وضع صديقهم امام الرب فصعدوا فوق سطح المنزل و دلوه من السقف لذلك فرح الرب لما رأى ايمانهم و غفر أولا خطايا المفلوج ثم شفاه و هذا هو الايمان الحقيقى بالرب أن يتغلب الانسان على الصعاب و العقبات التى تواجهه فى طريقه نحو السماء . عدم الهروب و عدم اليأس و عدم ترك الطريق … و لكن الاصرار على الاستمرار فى الطريق حتى النهاية فهل لديك هذا الايمان ان لم يكن فصلى ان يعطيه لك الرب و يزيد ايمانك

4- هو الرب : الذى غفر خطايا المفلوج و هو الذى عرف افكار الكتبة و الفريسيين ورد عليهم و هو الذى صنع معجزة الشفاء ليثبت انه قادر على المغفرة و لا يستطيع احد ان يغفر الخطايا الا الله وحده لذلك اثبت لهم انه هو الرب القادر على مغفرة الخطايا ( فشعر يسوع بافكارهم و اجاب و قال لهم ماذا تفكرون فى قلوبكم ايما ايسر ان يقال مغفورة لك خطاياك ام ان يقال قم و امش و لكن لكى تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا قال للمفلوج لك اقول قم و احمل فراشك و اذهب الى بيتك ففى الحال قام امامهم و حمل ما كان مضطجعا عليه و مضى الى بيته و هو يمجد الله ( لو 5 : 22 – 25 ) .

ليتنا نطلب من الرب ان يغفر لنا خطايانا و يشفينا من امراضنا الروحية و النفسية و الجسدية أمين
#القس يوساب عزت
كاهن كنيسة الانبا بيشوى بالمنيا الجديدة
أستاذ القانون الكنسي والكتاب المقدس بالكلية الاكليريكية والمعاهد الدينيّة
          
تم نسخ الرابط