حكاية سيارة عاطف الطيب . . لماذا لم يغيرها حتى رحيله؟

الحق والضلال
موضوع

مما عرف عن فارس الواقعية الجديدة المخرج الراحل عاطف الطيب٬ والذي اختطفه الموت مبكرا في مثل هذا اليوم من عام 1995 انحيازه للفقراء والمستضعفين٬ ومما يروى عنه أيضا من حكايات كالأساطير٬ فخره واعتزازه الشديد بوالده البسيط الذي استطاع أن يصنع منه هذا الفنان العبقري٬ والذي تضم قائمة أفضل مائة فيلم مصري للقرن العشرين ثلاث من أفلامه. إنحياز "الطيب" ترجمه بصريا من خلال أفلامه السينمائية سواء التسجيلية أو الروائية الطويلة.

ويعد مدير التصوير السينمائي "سعيد شيمي" من أكثر مديري التصوير الذين تعاونوا مع الطيب٬ حيث شاركه في ثمانية أفلام من أصل 21 فيلم هي حصيلة الطيب٬ وعن إنتصاره للفقراء في مواقف كان شاهد عيان عليها يقول "شيمي": الجزء الإنساني في عاطف عال جدا٬ ومن النوع الذي يتأذي من الظلم والقهر ويحاول في أفلامه أن يظهرها. كما أن أكثر الشخصيات تعبيرا عن عاطف الطيب من أبطال أفلامه٬ هي شخصية (حسن)٬ والتي تكررت في ثلاثة أفلام، وعاطف كان من أسرة بسيطة جدا عنده أربع شقيقات تزوجن جميعا٬ وأخ أصغر منه عمل معنا لبعض الوقت في السينما لكنه لم يستمر، وكان يساعد أسرته وأعلم هذا جيدا٬ حيث إن والده كان مريضًا.

واستطرد في تصريحات خاصة لــ"الدستور": من مظاهر بساطته أنه عندما اشترى سيارة صغيرة (فولكس فاجن) قلت له ما تشتري غيرها٬ فقال لي: "كفاية إن الواحد عنده عربية والناس بيتنططوا في الأتوبيسات"، هذه السيارة لم يغيرها عاطف أبدا وظل يستعملها حتى وفاته.

وعن علاقاته الدافئة مع عمال الأستوديوهات يؤكد شيمي: كانت خطة الإنتاج لفيلم "الغيرة القاتلة" أربعة أسابيع٬ وعشان أساعده بقدر المستطاع خلصت الفيلم في 3 أسابيع ونص٬ أصر على أن يدفع للعمال نصف الأسبوع الآخر رغم أنه كان في ضائقة مالية ومستدين، قلت له "يا عاطف خلاص مفيش مشكلة"٬ فقال لي "لأ دول بسطاء وعارفين إن الفيلم أربع أسابيع" ودفع فعلا للعمال نصف أسبوع زيادة رغم أنه مستلف الفلوس٬ لأن في السينما العمال بيقبضوا كل أسبوع ولا أنسي أنه سافر ليستلف ورجعنا الفجر عشان يقبض العمال.

وعن فخر "الطيب" بجذوره يؤكد شيمي: في إحدى المرات ونحن ننتظر أحد الممثلين٬ اصطحبني عاطف ليريني المكان الذي كان فيه محل والده٬ وقال:"أبويا لما حالته تدهورت٬ أنا كنت بلف على الشقق وأوزع بداله اللبن". كان لا يخجل أبدا من جذوره ودي حاجة كانت جميلة جدا فيه٬ علي العكس من ناس كثيرة للأسف الشديد عرفتها في حياتي٬ وكان يخبئون جذورهم برغم أنهم ناجحين.

https://christian-dogma.com


هذا الخبر منقول من : الدستور

          
تم نسخ الرابط