البطل الحقيقي لفيلم إعدام ميت |والمفاجأة التى لم يذكرها الفيلم

واليوم نتوقف مع قصة وقعت بالفعل وتم نقلها على الشاشة من خلال عمل فنى ضخم ومهم نتوقف أمامه مع كل مرة يعرض فيها نتأمل روعة أداء أبطاله وحبكته التى جعلت منه تجربة مميزة وفريدة.
إعدام ميت
أتحدث هنا عن فيلم "إعدام ميت" والذى تم إنتاجه فى عام ولعب بطولته النجم الكبير الراحل محمود عبدالعزيز، ويحيى الفخرانى وبوسى وعدد كبير من النجوم.
ودارت أحداث الفيلم حول منصور (محمود عبد العزيز)، الذى يواجه حكما بالإعدام شنقا لتخابره مع الكيان الإسرائيلي قبل حرب أكتوبر، فيتم تكليف ضابط المخابرات محيي (فريد شوقي) بالتحقيق في الأمر؛ حيث يقرر وضع خطة بإحلال الضابط المصري عز الدين بدلا من منصور "الجاسوس"، مستغلا الشبه الكبير بينهما حتى يتمكن من الحصول على معلومات وأسرار مهمة عن مفاعل ديمونة، ويبدأ عز الدين التعايش بصفته منصور وسط أهله وعشيرته، حتى ترتاب سحر (بوسي)؛ عشيقة منصور في أمره وتخبر ضابط المخابرات الإسرائيلي؛ أبو جودة (يحيى الفخراني) بذلك ويكتشف الأمر، ويتم تبادل عز الدين بمنصور الذي يقتله والده لخيانته للوطن.
قصة حقيقية
والبطل الحقيقى للفيلم والذى أخذت أحداث العمل عن قصتها الحقيقية هو الجاسوس عودة الترابين، الذى كان يعمل راعيا للأغنام فى سيناء، غير أنه فى العام 1999 قام بزيارة إلى شقيقته غيرت مجرى حياته.
فخلال عودته من الزيارة، وأثناء عبوره المعبر الحدودى صادر ضابط مصرى جواز سفره وحذره من العودة ثانية لمصر، لكنه لم يعر اهتماماً للتحذير وعاد مرة أخرى فى نهاية العام نفسه متسللاً من النقب إلى سيناء دون جواز سفره لزيارة شقيقته فى محاولة منه لتجنيد زوجها، وفى هذه المرة وشى به أحد أقاربه فاعتقلته وحققت معه المخابرات فادعى أنه إسرائيلى وطلب من إدارة السجن إبلاغ القنصلية الإسرائيلية فى القاهرة بمكان اعتقاله.
فى قبضة الأمن
بدورها لم تكشف السلطات المصرية النقاب عن القبض على عودة إلا بمرور أربع سنوات داخل السجون المصرية، بتهمة التجسس، فيما سعت إسرائيل فى أكثر من مناسبة لإطلاق سراحه؛ حتى تم الإفراج عنه بعد15 عاما فى السجن وهى العقوبة التى نالها.
بدورها كشفت الصحف الإسرائيلية النقاب عن كثير من الحقائق التى تخص عودة وأسرته وقالت إن والده سليمان الترابين وعلى عكس الفيلم جندته إسرائيل بعد حرب 1967 لينقل لها تحركات خلايا المقاومة المصرية أثناء حرب الاستنزاف، وفى 1999 هرب مع عائلته لإسرائيل وحصلوا على الجنسية وأقاموا فى مدينة "الرهط" وأصدرت محكمة مصرية لاحقاً حكماً بالسجن على "سليمان ترابين" لمدة 25 سنة.
ما لم يذكره الفيلم
وعلى عكس الفيلم أيضا لم يقتل سليمان الترابين نجله عودة حين اكتشف أنه خائن كما حدث فى المشهد الأخير، حيث تؤكد تقارير كثيرة أن سليمان الترابين استقر فى إسرائيل، واعتبر نفسه مواطناً إسرائيلياً.
شاهد عودة الترابين