أنا البابا .. ترامب يحدث ضجة عارمة بعد ظهوره بالزي البابوي.. شاهد صورة مثيرة في لحظة مفصلية بعد نياحة البابا فرنسيس ماذا يقصد؟

ترامب . . في واقعة أثارت موجة من الجدل والتفاعل الواسع، نشر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب صورة غير معتادة على حسابه الرسمي بمنصة "إنستجرام"، ظهر فيها مرتديًا زي البابا الفاتيكاني. وقد جاءت هذه الصورة بعد أيام فقط من تصريحاته الطريفة التي أطلقها خلال مؤتمر صحفي، والتي قال فيها إنه يرغب في أن يصبح البابا الجديد للفاتيكان، خلفًا للبابا فرنسيس الثاني الذي وافته المنية مؤخرًا.
صورة بزي البابا دون تعليق: غموض مقصود أم رسالة مبطّنة؟
الصورة التي نشرها ترامب، والتي يُعتقد أنها تم إنتاجها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، أثارت حيرة وتساؤلات بين المتابعين. إذ لم يرفق ترامب مع الصورة أي توضيح أو تعليق، وهو ما فتح الباب أمام تأويلات متعددة، بين من اعتبرها لفتة ساخرة ومن رأى فيها تلميحًا لطموح سياسي أو رمزي غير مألوف.
وقد أظهرته الصورة مرتديًا الثوب البابوي الأبيض والقلنسوة التقليدية، في مشهد رمزي غير معتاد بالنسبة لرئيس أمريكي سابق، خاصة في ظل حساسية المنصب البابوي ومكانته الدينية الرفيعة لدى الملايين من أتباع الكنيسة الكاثوليكية حول العالم.
تصريحات مازحة أم طموح خفي؟ ترامب يلمّح لرغبته في المنصب الديني الأرفع
تعود جذور القصة إلى مؤتمر صحفي عقده ترامب خلال توجهه إلى ولاية ميشيغان، حيث كان يستعد لإحياء فعالية جماهيرية ضخمة، احتفالًا بمرور 100 يوم على عودته إلى المكتب البيضاوي بعد مراسم تنصيبه في يناير الماضي. وخلال حديثه مع الصحفيين، طُرح عليه سؤال بشأن من يرشحه ليقود الكنيسة الكاثوليكية بعد وفاة البابا فرنسيس الثاني.
وجاء رد ترامب مفاجئًا للبعض، حين قال مبتسمًا:
"أرغب أن أرى نفسي في هذا المنصب... سأكون خياري الأول لتولي بابوية الفاتيكان!"
ورغم وضوح الطابع الفكاهي في إجابته، فإن توقيت التصريح وما تلاه من نشر الصورة أثار فضولًا واسعًا، ودفع البعض إلى التساؤل حول مدى جدية أو رمزية هذه المزحة، لا سيما من شخصية مثيرة للجدل اعتادت اختراق الحدود التقليدية في التصريحات والسلوك السياسي.

وفاة البابا فرنسيس الثاني وبدء فترة الحداد في الفاتيكان
وفي سياق متصل، شهدت الكنيسة الكاثوليكية العالمية يومًا حزينًا في 21 أبريل الماضي، حيث تم الإعلان عن وفاة البابا فرنسيس الثاني عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد معاناة طويلة مع مشاكل صحية مزمنة. وقد شكّل رحيله نهاية حقبة روحية هامة داخل الفاتيكان، حيث يُعد من أبرز الشخصيات الدينية التي كان لها تأثير عالمي على مدار سنوات بابويته.
وقد حضر ترامب إلى الفاتيكان رفقة زوجته، السيدة الأولى ميلانيا ترامب، للمشاركة في قداس الجنازة الرسمي الذي أُقيم يوم السبت، بمشاركة عدد كبير من الشخصيات الدينية والسياسية من مختلف دول العالم. وعلى هامش مشاركته، عقد ترامب اجتماعًا خاصًا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تناول فيه الجانبان مستجدات الأوضاع في أوكرانيا.
مشهد وداعي مهيب في ساحة القديس بطرس
على مدار الأسبوع الذي تلا إعلان الوفاة، شهدت ساحة القديس بطرس في الفاتيكان توافد عشرات الآلاف من المواطنين والحجاج والزوار من مختلف دول العالم، الذين حرصوا على المشاركة في مراسم تشييع جثمان البابا الراحل. وقد عكست الحشود الضخمة والمشاركة الواسعة عمق التأثير الذي تركه البابا فرنسيس الثاني في قلوب الملايين من أتباع الكنيسة حول العالم.
تفاعل واسع وجدل متواصل حول الصورة والتصريحات
أثارت صورة ترامب بزي البابا موجة تفاعل كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من رأى فيها مزحة خفيفة الظل من شخصية سياسية لطالما أثارت الجدل، وبين من انتقدها واعتبرها تجاوزًا غير مقبولًا للحدود الدينية، خاصة في ظل حساسية توقيت نشرها بعد وفاة شخصية روحية بحجم البابا فرنسيس.
وتداولت العديد من الصفحات والمنصات الإعلامية الصورة مرفقة بتحليلات ومقاطع سابقة لترامب، في محاولة لفهم دوافعه الحقيقية من هذا الظهور الرمزي، وسط غياب أي تعليق رسمي من مكتبه أو حملته بشأن الواقعة.
من سيخلف البابا؟.. تكهنات وتحضيرات لاختيار الشخصية الجديدة
بالتزامن مع الجدل الذي أثارته تصريحات ترامب، تستمر الكنيسة الكاثوليكية في التحضير لاختيار خليفة البابا فرنسيس الثاني، عبر إجراءات تقليدية تشرف عليها مجالس الكرادلة من مختلف أنحاء العالم. وتشير التوقعات إلى أن المنافسة على المنصب ستكون محتدمة، في ظل تباين الرؤى بين التيارات المحافظة والليبرالية داخل الكنيسة.
ورغم أن ترامب ليس مؤهلاً دينيًا أو كنسيًا لتولي هذا المنصب، فإن تصريحاته ساهمت في تسليط الضوء مجددًا على التوازن بين الدين والسياسة، وعلى حضور الشخصيات السياسية في المشهد الديني العالمي حتى ولو عبر المزاح أو الرمز.