"القس بولا فؤاد" كاهن كنيسة مارجرجس في حوار مع "الحق والضلال" عن الرفق بالحيوان في المسيحية

كان لي عظيم الشرف أنا محرر الحق والضلال أن أتحاور مع القس بولا فؤاد رياض كاهن كنيسة مارجرجس في المطرية بـ القاهرة، عن المسيحية وتعاملها مع الحيوان، وعن الرفق بالحيوان في حياة الإنسان المسيحي.
القس بولا فؤاد كاهن كنيسة مارجرجس وحديثه عن الرفق بالحيوان في المسيحية:
يجب أن أكون صريح، وأقول أن القس بولا فؤاد رجل على قدر كبير من الثقافة والعلم، نموذج مشرف لـ الكنيسة الأرثوذوكسية في مصر، وكانت لديه رحابة صدر نشكره عليها نحن موقع الحق والضلال، واجابنا أبونا بولا فؤاد عن أسئلة كثيرة حول المسيحية والرفق بالحيوان في تعاليمها بمقال كتبه لنا خصيصا "إنفراد" من أجل أن يوضح بشكل تفصيلي الرفق بالحيوان في حياة الإنسان المسيحي، وكتب القس بولا فؤاد نصا لنا:
الرأفة بالحيوان:
منح الله الإنسان راحة في يوم السبت، وأعطى أيضًا للحيوان هذه الراحة، كما ورد في الكتاب:
"وأما اليوم السابع فسبت للرب إلهك، لا تعمل فيه عملًا ما، أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وثورك وحمارك وكل بهائمك" (التثنية 5: 14).
وعلى الرغم من التشديد في حفظ السبت وعدم العمل فيه، قال الرب:
"من منكم يسقط حماره أو ثوره في بئر، ولا ينشله حالًا في يوم السبت؟" (لوقا 14: 5).
وقال أيضًا:
"من منكم يكون له خروف واحد، فإن سقط هذا في السبت في حفرة، أفما يمسكه ويقيمه؟" (متى 12: 11).
وقال كذلك لمن لاموه على إبرائه للمرأة المنحنية في يوم السبت:
"يا مراؤون، ألا يحل كل واحد منكم في السبت ثوره أو حماره من المذود، ويمضي به ويسقيه؟" (لوقا 13: 15).
هكذا جعل إنقاذ أو إطعام ثور أو حمار أو خروف استثناءً واجبًا من وصية عدم العمل في السبت.
ومن شفقته على الحيوان أيضًا، قال:
"لا تطبخ جديا بلبن أمه" (الخروج 23: 19؛ التثنية 14: 21).
وقال أيضًا:
"لا تكم ثورًا دارسًا" (التثنية 25: 4)، وحتى الآن، الثور أثناء الدرس لا يُكمّم، بل يمد فمه ويأكل كما يشاء.
أيضًا، يأمرنا الله بالعطف على الحيوان بقوله:
"لا تَحرث على ثورٍ وحمارٍ معًا" (التثنية 22: 10)،
ذلك لأنهما ليسا بقوة واحدة، فإن أسرع الثور سيرهق الحمار، والله يشفق على هذا الحمار من الإرهاق.
وهكذا، عندما دخل السيد المسيح إلى أورشليم، ركب على أتان وجحش ابن أتان (متى 21: 5)، حتى يُريحهما في الطريق، إذ يستبدلهما فيركب على الواحد ويُريح الآخر.
ويرى الله إشفاق الرب على الحيوان، كما ظهر في إشفاقه على حمار بلعام وتوبيخه على ضرب حماره ظلمًا.
وقد ظهرت شفقة الرب على العصافير، يحميها ويقيتها، فيقول:
"أليسا عصفوران يُباعان بفلس، وواحدٌ منهما لا يسقط على الأرض بدون أبيكم" (متى 10: 29).
أي: بدون سماح منه لا يسقط عصفور.
أكمل القس بولا فؤاد حديثه قائلا:
ويقول أيضًا:
"انظروا إلى طيور السماء: إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن، وأبوكم السماوي يقوتها" (متى 6: 26).
ويقول أيضًا عن الله:
"ويُعطي البهائم طعامها، وفراخ الغربان التي تدعوه" (مزمور 147: 9).
كما اهتم أيضًا بالخروف الضال، وبحث عنه حتى وجده (لوقا 15: 4-6)، واهتم أيضًا بالحيوان والطيور في فلك نوح، إذ أدخلها جميعها، ولم يُهمل أحدًا منهم، وكان نوح يُقدِّم لهم الطعام كل يوم.
وهذا العطف العجيب يجعل الله يشفق على الحيوان، فيمنحه حماية من الطبيعة والافتراس.
فمثلًا، منح الدب القطبي والثعلب القطبي فراءً ثمينًا للتدفئة، والجمل الذي يعيش في الصحراء أعطاه قوة لتحمل العطش والجوع.
وأعطى الحيوانات المفترسة مخالب وأنيابًا، وأعطى الحيوانات الضعيفة وسيلة للهرب.
إذا كانت هذه هي رعاية الله وعنايته وعطفه على هذه الحيوانات، فيجب على الإنسان أن يكون عطوفًا على خليقة الله، ومنها الحيوانات، فيصنع رحمة معها، ولا يسعى إلى إحداث الضرر بها، فهذه وصية الله لنا:
"طوبى للرحماء، فإنهم يُرحمون" (متى 5: 7).
فلنرحم حتى الحيوانات.