مداخلة هاتفية تكشف أسرار طقسية ولاهوتية تهم كل قبطي في عيد العنصرة

قرارات المجمع المقدس بحذف 3 عبارات من صلاة السجدة.. أبونا يوساب يوضح الأسباب العقيدية والتاريخية للقرار

قرارات المجمع المقدس
قرارات المجمع المقدس بحذف 3 عبارات من صلاة السجدة

في مداخلة هاتفية خاصة، لموقع الحق والضلال، كشف القمص يوساب عزت، كاهن كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة وأستاذ القانون الكنسي والكتاب المقدس، عن خلفيات قرارات المجمع المقدس الأخيرة المتعلقة بحذف ثلاث عبارات من صلاة السجدة التي تُصلى في عيد العنصرة، موضحًا أن هذه الخطوة جاءت بناءً على تدقيق عقيدي رصين يعود تاريخه إلى أكثر من عشرين عامًا.

وأوضح أبونا يوساب أن قرارات المجمع المقدس بحذف هذه العبارات جاءت انطلاقًا من حرص الكنيسة على نقاء التعليم اللاهوتي، مؤكدًا أن الكنيسة القبطية لا تتهاون في صياغة أي عبارة طقسية قد تُفهم على نحو خاطئ، خاصة في صلوات ترتبط بأعياد عقائدية كبرى.

جذور القرار تبدأ من عهد البابا شنودة الثالث

أشار القمص يوساب إلى أن جذور قرارات المجمع المقدس تعود إلى جلسة المجمع المنعقدة في 29 مايو 1999، برئاسة البابا الراحل شنودة الثالث، والتي أُقر فيها مراجعة بعض النصوص الطقسية، ومن ضمنها صلاة السجدة.

ومن بين العبارات التي قرر المجمع حذفها:

  • "من الجحيم إلى الفردوس": وهي عبارة ترتبط بانتقال قديسي العهد القديم بعد إتمام الفداء، لكنها لا تنطبق على المؤمنين في العهد الجديد.
  • "ليس الموت يباركونك": اعتُبرت عبارة غير دقيقة، لأنها تقلل من فاعلية الفداء الذي أتمه المسيح.
  • عبارة ثالثة لم تُذكر بالنص لكنها خضعت لنفس معيار التدقيق اللاهوتي.

مدلولات صلاة السجدة في اللاهوت القبطي

تحدث أبونا يوساب عن صلاة السجدة موضحًا أنها ليست مجرد طقس شعبي، بل صلاة عقائدية محورية تُصلى في عيد العنصرة، وتتكون من ثلاث سجدات:

  • السجدة الأولى: تتضمن صلوات الرب يسوع الشفاعية.
  • السجدة الثانية: تركّز على وعد المسيح لتلاميذه بإرسال الروح القدس.
  • السجدة الثالثة: تعلن عن عمل الروح القدس وبركاته والماء الحي.

وأشار إلى أن هذه السجدات تُصلى في توقيت رمزي مرتبط بغروب الشمس، وترتبط تقليديًا بهبوب ريح شديدة، تذكيرًا بما حدث يوم الخمسين.

حذف أوشية المرضى وإعادة تقييم بعض النصوص

أوضح القمص يوساب أن المجمع قرر أيضًا حذف أوشية المرضى في نسختها القديمة، لأن بعض عباراتها لم تكن دقيقة من الناحية اللاهوتية. وأكد أن المجمع المقدس يُراجع كل نص بعين التدقيق، خاصة إذا ما تعارض مع العقيدة القبطية المستقرة.

وشدد على أن أي عبارة في صلوات الكنيسة يجب أن تنقل الإيمان الصحيح دون لبس، لأن الصلاة ليست مجرد ترديد، بل تعليم حي وفاعل.

الكنيسة لا تُجامل في العقيدة

أشار القمص يوساب إلى أن المجمع المقدس لا يتخذ هذه القرارات بشكل ارتجالي، بل بعد مشاورات طويلة بين الآباء والأساتذة المتخصصين. وقال: "الكنيسة لا تُجامل، وكل ما يمس العقيدة يخضع للتدقيق والتقويم، لأن مسؤوليتنا أمام الله قبل أن تكون أمام الناس".

خلاصة القول:

تمثل قرارات المجمع المقدس بحذف 3 عبارات من صلاة السجدة نموذجًا حيًا لحرص الكنيسة على التعبير الدقيق عن العقيدة الأرثوذكسية. هذه الخطوة ليست تغييرًا في الإيمان، بل تأكيد على صيانته من أي لبس أو تعبير غير دقيق، ضمن فهم لاهوتي متكامل مبني على الكتاب المقدس والتقليد الرسولي.

          
تم نسخ الرابط