ظاهرة فلكية تتكرر سنويًا وتكشف سر تعاقب الفصول

«الأرض في أبعد نقطة عن الشمس».. كوكبنا يصل إلى ظاهرة الأوج غدًا 3 يوليو 2025 – اعرف التأثيرات الفلكية وهل يتغير طول الفصول؟

الأرض في أبعد نقطة
الأرض في أبعد نقطة عن الشمس

الأرض في أبعد نقطة عن الشمس، تشهد الكرة الأرضية غدًا الخميس 3 يوليو 2025 حدثًا فلكيًا هامًا، حيث تصل إلى أبعد نقطة لها في المدار حول الشمس، وهي الظاهرة التي يُطلق عليها اسم "الأوج"، وتحدث سنويًا بعد حوالي أسبوعين من الانقلاب الصيفي في نصف الكرة الشمالي.

ووفقًا لما أعلنه المهندس ماجد أبو زاهرة، مدير الجمعية الفلكية بجدة، فإن الأرض ستصل إلى "الأوج" هذا العام عند الساعة 07:54 مساءً بتوقيت جرينتش، أي حوالي 9:54 مساءً بتوقيت مصر، حيث ستبلغ المسافة بين مركز الأرض ومركز الشمس حوالي 152,088,000 كيلومتر.

هل تؤثر هذه المسافة على الفصول؟

أكد أبوزاهرة أن المسافة بين الأرض والشمس ليست السبب في تعاقب الفصول الأربعة، بل يرجع ذلك إلى ميل محور دوران الأرض بزاوية 23.4 درجة، ما يجعل نصف الكرة الشمالي مائلًا نحو الشمس في الصيف وبعيدًا عنها في الشتاء، والعكس تمامًا في النصف الجنوبي.

ورغم أن الأرض تكون في أقرب نقطة من الشمس (الحضيض) في يناير، إلا أن الصيف يحدث عندما يكون الميل باتجاه الشمس، لا عندما نكون أقرب لها.

كيف تتحرك الأرض في مدارها؟

أوضح أبو زاهرة أن الأرض تتحرك في مدار بيضاوي الشكل حول الشمس، وليس دائريًا تامًا، ويُعرف هذا الاختلاف البسيط باسم "الاختلاف المركزي" بنسبة 0.017، مما يسبب تفاوتًا في المسافة بحوالي 5 ملايين كيلومتر بين الأوج والحضيض، أي ما يعادل 3.4% من المسافة المتوسطة بين الأرض والشمس والتي تُقدّر بـ 150 مليون كيلومتر.

ونتيجة لذلك، فإن الأرض تتحرك بسرعة أبطأ أثناء وجودها في الأوج، مما يؤدي إلى أن يكون فصل الصيف أطول في نصف الكرة الشمالي، بينما يحدث العكس في الشتاء.

لماذا يتغير توقيت الأوج كل عام؟

عادةً ما تحدث ظاهرة الأوج في أوائل شهر يوليو، بينما يحدث الحضيض في أوائل يناير، لكن هذه التواريخ ليست ثابتة. فبحسب أبوزاهرة، تتغير تواريخ الأوج والحضيض بنحو يوم واحد كل 58 سنة تقريبًا، بفعل التغيرات المستمرة في مدار الأرض وميلان محورها، ما يعني أن توقيت هذه الظواهر يتبدل على مدى العقود والقرون.

الأرض في أبعد نقطة عن الشمس

تأثيرات الأوج على المناخ والشمس

  • عند الأوج، يظهر قرص الشمس أصغر قليلًا في السماء مقارنة بما يبدو عليه في الحضيض، لكن هذا الفرق لا يُلاحظ بالعين المجردة.
  • لا توجد تأثيرات مناخية مباشرة من تغير المسافة، لكن التغير في سرعة دوران الأرض حول الشمس يؤثر في طول الفصول.

خلاصة القول

تصل الأرض غدًا 3 يوليو 2025 إلى أبعد نقطة عن الشمس في ظاهرة تُعرف بـ"الأوج"، لكن لا علاقة لهذا الحدث بحدوث الفصول الأربعة، التي يظل ميل محور الأرض هو العامل الأساسي فيها. ومع ذلك، فإن الأوج يؤثر على طول الفصول وسرعة دوران الأرض، ويُعد من الظواهر الفلكية المهمة التي ترصد سنويًا.

          
تم نسخ الرابط