ملحمة إيمانية تخلّدها الكنيسة القبطية في 27 يوليو من كل عام

الكنيسة تحتفل غدًا بذكرى استشهاد القديس تادرس الشطبي.. بطل أوخيطوس الذي قتل التنين بصليب المسيح

 استشهاد القديس تادرس
استشهاد القديس تادرس الشطبي

تُحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غدًا الأحد، الموافق 27 يوليو، ذكرى استشهاد القديس تادرس الشطبي، أحد أشهر الشهداء العسكريين في التاريخ القبطي، والذي خُلّد اسمه في السنكسار الكنسي، وفي ذاكرة الكنيسة كشفيع للبطولة والإيمان في آن واحد. ويُعد القديس تادرس الشطبي رمزًا ناصعًا للثبات على العقيدة المسيحية في عهد الاضطهاد الروماني، وسُجّلت بطولاته في محاربة التنين وإنقاذ أهالي أوخيطوس، وسط معجزات وإيمان لا يُقهر.

نشأته بين شُطب وأنطاكية.. بداية مسيرة القديس تادرس الشطبي

وُلد القديس تادرس الشطبي في بلدة شُطب التابعة لمحافظة أسيوط، وكان والده "يوحنا" جنديًا صالحًا ضمن جيش الملك، تزوج من امرأة وثنية في أنطاكية، وهناك وُلد تادرس. لكن الخلاف العقائدي بين الأب المسيحي والأم الوثنية دفع يوحنا للعودة إلى بلدته شُطب، وظل يصلي من أجل أن يهتدي ابنه للمسيح.

القديس تادرس الشطبي وقتاله التنين: أسطورة المسيحية الحيّة

مع مرور السنوات، أضاء المسيح قلب تادرس بالإيمان، فذهب إلى أحد الأساقفة وتعمّد، ثم التحق بالجيش وتدرّج في الرتب حتى أصبح واليًا على مدينة أوخيطوس في آسيا الصغرى. وفي إحدى أشهر روايات السنكسار، خرج القديس تادرس الشطبي لمحاربة تنين ضخم كان يفتك بسكان مدينة هيرقلية، فواجهه حاملًا صليب المسيح، وقال عبارته الشهيرة: "باسم يسوع المسيح أنا أهاجمك"، ثم طعنه بالرمح حتى أرداه قتيلاً، فآمن العديد من الوثنيين بالمسيح بعد أن شهدوا هذه المعجزة.

استشهاد القديس تادرس الشطبي: ثبات أمام الإمبراطور دقلديانوس

بعد انتشار صيته، استدعاه الإمبراطور دقلديانوس وطلب منه عبادة الأصنام، لكنه رفض بثبات، فأمر الإمبراطور بتعذيبه بكل قسوة. ووفقًا للتقليد الكنسي، تحمّل القديس تادرس الشطبي صنوف العذاب بكل شجاعة، حتى نال إكليل الشهادة سنة 36 للشهداء الموافق 320 ميلاديًا.

كيف تُحيي الكنيسة ذكرى استشهاد القديس تادرس الشطبي؟

تقيم الكنيسة صلوات القداس الإلهي غدًا، وتُقرأ سيرة القديس ضمن السنكسار في الأديرة والكنائس، كما يتوافد الأقباط للصلاة في كنائس تحمل اسمه، خاصّة في الصعيد، حيث لا يزال البعض يطلق على أولادهم اسم "تادرس" تيمنًا بهذا القديس المملوء بطولة وإيمان.

نصيحة روحية في ذكرى استشهاد القديس تادرس الشطبي

في ذكرى هذا البطل الإيماني، تذكّر أن الإيمان الحقيقي يُختبر بالصراع، وأن الثبات على العقيدة وسط الضغوط والاضطهاد هو الطريق إلى المجد. كما أن معركة تادرس مع التنين ترمز لكل معركة روحية يخوضها الإنسان ضد الخوف والشر والضعف، وينتصر فيها حين يحمل صليبه بإيمان حي.

خلاصة القول

القديس تادرس الشطبي ليس مجرد اسم في السنكسار، بل هو نموذج حي لشجاعة الإيمان المسيحي، فقد حارب التنين باسم المسيح، ورفض السجود للأوثان أمام دقلديانوس، ونال إكليل المجد السماوي، لتظل ذكراه خالدة في وجدان الكنيسة القبطية. ومع احتفال الكنيسة بذكراه، تتجدد دعوة كل مؤمن للثبات على الحق، مهما كانت المغريات أو التهديدات.

          
تم نسخ الرابط