انخفاض جديد بعد تحذيرات متكررة

الزيادة السكانية في مصر تتراجع وتسجيل 108 مليون نسمة منتصف أغسطس 2025

تراجع الزيادة السكانية
تراجع الزيادة السكانية في مصر

شهدت مصر تطورًا ملحوظًا في ملف الزيادة السكانية، حيث أعلن اللواء خيرت بركات، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن عدد سكان مصر بالداخل سيصل إلى 108 مليون نسمة يوم الإثنين 18 أغسطس 2025، مؤكدًا أن هذا الرقم يعكس تباطؤًا واضحًا في النمو السكاني مقارنة بالسنوات الماضية.

وأوضح "بركات" أن الوصول إلى المليون الثامن بعد المائة استغرق 289 يومًا، وهو ما يزيد بـ21 يومًا عن المدة التي تطلبها الوصول إلى المليون السابق (رقم 107). هذا التفاوت الزمني يعكس تراجعًا في معدلات الزيادة السكانية، ويؤشر إلى تغير إيجابي في سلوكيات الإنجاب لدى الأسر المصرية.

انخفاض في عدد المواليد خلال عام

كشف رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد المواليد في مصر خلال عام 2024 بلغ نحو مليون و998 ألف مولود، مقارنةً بـ2 مليون و45 ألف مولود في عام 2023، أي بتراجع بلغ 77 ألف مولود بنسبة 3.8%. ورغم ذلك، لا تزال مصر تسجل مولودًا جديدًا كل 15 ثانية، ما يُظهر استمرار التحدي رغم مؤشرات التراجع.

محافظات الصعيد تتصدر معدلات الزيادة

أشار "بركات" إلى أن محافظات الوجه القبلي ما زالت تتصدر قائمة معدلات المواليد المرتفعة، خاصة محافظات أسيوط وسوهاج وقنا والمنيا وبني سويف. وتُعد هذه المحافظات من أكثر المناطق تحديًا في جهود الدولة للحد من النمو السكاني، نظرًا للثقافة المجتمعية وبعض الظروف الاقتصادية والاجتماعية المحلية.

الإحصاء: جولة مسح جديدة قريبًا

في إطار مواصلة تتبع مؤشرات السكان، أعلن الجهاز عن التحضير لجولة جديدة من مسح صحة الأسرة المصرية، بهدف تقييم تأثير البرامج التوعوية، وتحليل الاتجاهات الجديدة في الخصوبة، والتحديات المرتبطة بالصحة الإنجابية في مختلف المحافظات.

ما وراء الخبر

الزيادة السكانية في مصر لطالما كانت من أكبر التحديات التنموية التي تواجهها الدولة، نظرًا لتأثيرها المباشر على البنية التحتية، والخدمات، وسوق العمل. ومع بدء تراجع المعدلات، بات من الضروري دعم هذه المؤشرات بمزيد من برامج التوعية المجتمعية، خاصة في المناطق ذات المعدلات المرتفعة. ويُعد هذا التباطؤ في النمو السكاني فرصة ذهبية لصانع القرار لإعادة توزيع الموارد وتخطيط السياسات بشكل أكثر فعالية.

خلاصة القول

تراجع الزيادة السكانية في مصر يُعد مؤشرًا إيجابيًا، لكن استمرار التحديات في بعض المناطق يستدعي مواصلة الجهود الرسمية والمجتمعية لتحقيق التوازن السكاني المستدام. بيانات الإحصاء الأخيرة تعكس نجاحًا أوليًا، لكن الطريق لا يزال طويلًا.

          
تم نسخ الرابط