مشهد أثار انتقادات واسعة

نتنياهو يثير الجدل بادعاءات توراتية وحفريات استيطانية أسفل المسجد الأقصى في سلوان

نتنياهو أسفل المسجد
نتنياهو أسفل المسجد الأقصى

نتنياهو يثير الجدل بادعاءات توراتية وحفريات استيطانية أسفل المسجد الأقصى في سلوان، بعد ظهوره في مقطع مصور من داخل نفق أثري بمدينة داود الاستيطانية شرقي القدس، حيث أكد أن "آباءه مرّوا من هذا الطريق في صعودهم إلى جبل الهيكل"، في إشارة إلى المسجد الأقصى المبارك. تصريحات نتنياهو اعتُبرت استفزازية، وأثارت ردود فعل غاضبة، خاصة أن الحفريات الإسرائيلية في سلوان مرتبطة بمخططات استيطانية تستهدف طمس الهوية التاريخية والإسلامية للقدس.

تفاصيل الفيديو المثير للجدل

ظهر نتنياهو في المقطع المصور داخل ما وصفه بأنه "شارع الصعود"، قائلًا: "انظروا إلى الأرض، هنا آثار أقدام آبائنا الذين صعدوا منها إلى جبل الهيكل". وأضاف: "القدس كانت دائمًا أمام أعيننا، عدنا إليها، وستبقى للأبد بأيدينا". هذا المشهد أثار انتقادات واسعة، حيث ربط بين حفريات سلوان وروايات توراتية، متجاهلًا الحقائق التاريخية التي تؤكد الطابع الإسلامي والعربي لهذه المنطقة.

الحقائق التاريخية حول الموقع

أكد الباحث المقدسي إيهاب الجلاد أن ما ظهر فيه نتنياهو ليس نفقًا بالمعنى الحقيقي، بل شارع قديم غُطي بالبناء لاحقًا. وأضاف أن هذا الشارع عُرف تاريخيًا باسم "الجبّانين" أو "الطواحين"، ويمتد من باب العمود مرورًا بطريق الواد وصولًا إلى حي وادي حلوة في سلوان. وأوضح أن أجزاء من هذا الشارع تعود للفترة البيزنطية، بينما تعود مقاطع أخرى إلى العصر الإسلامي، وهو ما يتناقض مع الرواية التي حاول نتنياهو الترويج لها.

حفريات سلوان وأهدافها السياسية

الحفريات الإسرائيلية في سلوان بدأت منذ أواخر القرن التاسع عشر على يد بعثات بريطانية، واستمرت لاحقًا عبر جمعيات استيطانية أبرزها جمعية "إلعاد" التي تدير ما يُسمى بـ"مدينة داود" السياحية. هذه الحفريات أدت إلى تصدع منازل الفلسطينيين في حي وادي حلوة، وانهيار أجزاء من الشوارع بين عامي 2007 و2009 بسبب الفراغات التي خلفتها الحفريات أسفل المنطقة. الهدف الأساسي منها، بحسب باحثين، ليس علميًا بل سياسيًا يهدف إلى إثبات روايات توراتية ونفي الوجود الإسلامي المتجذر.

ما وراء الخبر

إصرار نتنياهو على الظهور في مقطع مصور من أسفل المسجد الأقصى يحمل رسائل سياسية واضحة، فهو يسعى لتكريس السيطرة الإسرائيلية على القدس وربطها بمزاعم توراتية، في وقت يشهد الملف الفلسطيني ضغوطًا دولية متزايدة. هذه التصريحات تأتي في إطار محاولات الاحتلال فرض وقائع جديدة على الأرض، عبر استخدام الآثار والحفريات كأدوات سياسية، وهو ما يثير قلق الفلسطينيين من محاولات تهويد القدس وطمس هويتها التاريخية.

نصائح ومعلومات مفيدة عن حفريات سلوان أسفل الأقصى

  • الحفريات الجارية في سلوان تهدد منازل الفلسطينيين وتعرضها للتصدع والانهيار.
  • الجمعيات الاستيطانية مثل "إلعاد" تلعب دورًا أساسيًا في تمويل وإدارة هذه الحفريات.
  • الشارع الذي ظهر فيه نتنياهو ليس دينيًا بالأساس بل شارع استراتيجي قديم.
  • تجاهل الروايات الإسلامية والعربية للقدس يهدف لتشويه التاريخ وتزييف الحقائق.

خلاصة القول

نتنياهو يثير الجدل بادعاءات توراتية مرتبطة بحفريات استيطانية أسفل المسجد الأقصى في سلوان، في خطوة تعكس توظيف الاحتلال للتاريخ والآثار في خدمة مشروعه السياسي. ورغم المحاولات الإسرائيلية لفرض روايتها، تبقى الحقيقة التاريخية واضحة: القدس مدينة متعددة الحضارات، وإسلامية الهوية منذ الفتح العمري وحتى اليوم.

          
تم نسخ الرابط