احتفالات غير مسبوقة في غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار وأول تعليق رسمي من الرئيس الفلسطيني
شاهد فرحة أهالي غزة بعد إعلان وقف إطلاق النار بمشاركة إسرائيليين واول تعليق للرئيس الفلسطيني

في مشهدٍ إنساني نادر بعد سنواتٍ من المعاناة، عمّت أجواء الفرح شوارع غزة المدمرة عقب إعلان اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى حربًا استمرت قرابة عامين بين حركة حماس وإسرائيل. وخرج الأهالي في مناطق متعددة من غزة يطلقون الطلقات النارية في الهواء احتفالًا بما وصفوه بـ"لحظة الأمل الكبرى"، بينما لم يتمالك الكثيرون دموعهم فرحًا بعد سماع الخبر الذي طال انتظاره.
غزة تتنفس الأمل بعد الحرب الطويلة
تجمّع المئات من سكان غزة في الشوارع والميادين العامة وهم يرددون الهتافات ويعانقون بعضهم البعض، تعبيرًا عن سعادتهم بوقف إطلاق النار. وقال أحمد، أحد النازحين داخل أحد الملاجئ بمدينة غزة، إن الخبر جاء بمثابة ولادة جديدة، مضيفًا: "لم نصدق في البداية، لكن عندما تأكدنا من الخبر، شعرنا بأن الحياة قد بدأت من جديد في غزة".
وفي مدينة خان يونس، انطلقت الزغاريد والأهازيج الشعبية، وتجمع الناس في منطقة المواصي الساحلية، مهللين ومكبرين تعبيرًا عن فرحتهم بالسلام الذي قد يعيد الحياة إلى طبيعتها في غزة بعد سنوات من الدمار والحصار.
احتفالات في تل أبيب وفرحة بعودة المحتجزين
لم تكن الفرحة مقتصرة على سكان غزة فحسب، بل امتدت أيضًا إلى المدن الإسرائيلية، حيث عمّت أجواء من الارتياح والدموع في تل أبيب مع إعلان الاتفاق. وتبادل الأهالي العناق والتهاني، وشرب بعضهم نخب الاحتفال بعودة أحبائهم المحتجزين.
وقالت والدة أحد المحتجزين الإسرائيليين: "هذه الدموع التي لطالما انتظرتها، اليوم فقط شعرت أن ابني سيعود إلى حضني"، وفق ما نقلته صحيفة "هآرتس".
كما طالب بعض المحتفلين بالاعتراف بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التوسط بالصفقة، واعتبروا أن دوره كان حاسمًا في التوصل إلى اتفاق السلام بين حماس وإسرائيل.

تفاصيل اتفاق غزة ومرحلة جديدة من الهدوء
جاء الاتفاق بعد مفاوضات غير مباشرة استمرت عدة أيام في مدينة شرم الشيخ، حيث توصّل الجانبان إلى اتفاق مبدئي مكوّن من 21 بندًا، يتضمن وقف إطلاق النار الكامل، وانسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق واسعة في غزة، والإفراج عن الأسرى والمحتجزين من الجانبين.
ووفق مصادر دبلوماسية، فإن حماس وافقت على إطلاق سراح 20 محتجزًا ما زالوا على قيد الحياة، في حين ستفرج إسرائيل عن دفعة من الأسرى الفلسطينيين خلال 72 ساعة من توقيع الاتفاق.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاتفاق بأنه "يوم عظيم لإسرائيل"، بينما اعتبرته حماس "خطوة نحو رفع الحصار عن غزة وإعادة إعمارها"، مؤكدة التزامها الكامل بتطبيق بنود الاتفاق تحت إشراف دولي.
الرئيس الفلسطيني يرحب باتفاق غزة ويؤكد على الحل السياسي
رحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالاتفاق الذي أعلن عنه ترامب، مؤكدًا أن وقف الحرب على غزة يمثل خطوة أولى نحو تحقيق السلام العادل والدائم.
وقال عباس في بيان رسمي: "نأمل أن يكون هذا الاتفاق مقدمة لحل سياسي شامل يُنهي الاحتلال الإسرائيلي، ويؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
كما أشاد بجهود الوسطاء والضامنين الدوليين، مشددًا على ضرورة الالتزام الفوري بتنفيذ الاتفاق، والإفراج عن الأسرى والمحتجزين، وبدء عمليات إعادة الإعمار في غزة بإشراف الأمم المتحدة.

مخاوف من انتهاك الاتفاق واستمرار معاناة غزة
على الرغم من أجواء الفرح التي غمرت غزة، إلا أن العديد من المواطنين عبّروا عن مخاوفهم من أن تضع إسرائيل عراقيل أمام تنفيذ الاتفاق. وقال إياد عماوي، منسق الإغاثة في وسط غزة: "نعيش حالة من التردد بين الفرح والخوف. نريد أن نصدق أن السلام حقيقي هذه المرة".
وأضاف أن الأولوية الآن هي إعادة بناء غزة المدمرة، خاصة المناطق السكنية والبنية التحتية التي تعرضت للدمار الشامل، إلى جانب تقديم الدعم النفسي للأطفال الذين تأثروا من ويلات الحرب.
غزة تبدأ صفحة جديدة من الأمل والبناء
مع إعلان وقف إطلاق النار، بدأت ملامح الحياة تعود تدريجيًا إلى غزة، حيث شرع السكان في تنظيف الشوارع من الأنقاض، بينما أعلنت مؤسسات الإغاثة الدولية عن إرسال قوافل مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع.
ويأمل أهالي غزة أن يكون هذا الاتفاق بداية حقيقية لمرحلة جديدة يسودها الأمن والاستقرار، وأن تعود مدنهم للحياة بعد سنوات من الدمار والمعاناة.
يُعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حدثًا تاريخيًا ينتظره ملايين الفلسطينيين بعد حرب مدمرة استمرت لعامين. ومع بدء تنفيذ بنود الاتفاق، تترقب غزة مرحلة جديدة من الإعمار والسلام. ويأمل الشعب الفلسطيني أن يؤدي هذا الاتفاق إلى إنهاء الحصار المفروض على غزة، وعودة الحياة الطبيعية إليها. وتتصدر غزة اليوم عناوين الصحف العالمية باعتبارها نقطة انطلاق جديدة نحو مستقبلٍ أكثر استقرارًا وأمانًا.
- غزة
- وقف إطلاق النار
- حركه حماس
- اتفاق السلام
- اتفاق وقف إطلاق النار
- دونالد ترامب
- حرب غزة
- الرئيس السيسي
- الرئيس الفلسطيني
- شرم الشيخ