احتفال روحي مهيب يجمع أكثر من 350 شماسًا
الأنبا أرساني يترأس احتفال اليوبيل الأربعين لتأسيس أول كنيسة قبطية بهولندا
في أجواء روحية مبهجة تملؤها الترانيم القبطية العريقة، أقام شمامسة الكنائس القبطية في إيبارشية هولندا احتفالًا ضخمًا بمناسبة مرور أربعين عامًا على تأسيس أول كنيسة قبطية في البلاد، وهي كنيسة السيدة العذراء مريم بأمستردام، وذلك في كنيسة السيدة العذراء مريم والقديسة فيرينا بمدينة Bussum الهولندية.
موقع الحق والضلال يرصد تفاصيل هذا الحدث الكنسي التاريخي الذي جسّد وحدة الإيمان وعمق الجذور القبطية في قلب أوروبا.
قداس احتفالي برئاسة الأنبا أرساني
بدأ اليوم الروحي بإقامة القداس الإلهي الذي ترأسه نيافة الأنبا أرساني أسقف إيبارشية هولندا، بمشاركة كهنة الإيبارشية وأكثر من 350 شماسًا من مختلف الأعمار جاؤوا من جميع أنحاء البلاد للمشاركة في هذا اليوم الاستثنائي.
امتلأت الكنيسة بأصوات الترانيم القبطية العميقة، بينما حمل المذبح عبق البخور الذي اختلط بدموع الفرح والامتنان.
وألقى نيافة الأنبا أرساني كلمة روحية مؤثرة هنأ فيها الشعب القبطي في هولندا بهذه المناسبة، مشيدًا بجهود الجيل الأول من الآباء المؤسسين الذين أسسوا أول كنيسة قبطية خارج الشرق الأوسط لتكون منارة روحية للأجيال القادمة.

احتفال فني وموسيقي مميز
عقب القداس، بدأت الفقرة الاحتفالية التي تضمنت عرضًا فنيًا رائعًا قدمه شمامسة الكنائس القبطية، اشتمل على مختارات من ألحان الكنيسة على مدار السنة التوتية، لخصت مسيرة السيد المسيح على الأرض منذ ميلاده وحتى قيامته وصعوده.
صاحبت العرض موسيقى مبهجة عزفتها الفنانة مدام لوريس ماهر على آلة القانون، ما أضفى جوًا من الجمال والسكينة على الاحتفال.
كما قدم الارشيدياكون مكاري والدياكون أنطونيوس، وهما من أقدم خدام الكنيسة في هولندا، كلمات مؤثرة استعرضا فيها مراحل تأسيس الكنيسة منذ بدايتها المتواضعة وحتى أصبحت اليوم مركزًا روحيًا كبيرًا يخدم آلاف الأقباط في أوروبا.
أربعون عامًا من الخدمة والعطاء
على مدار أربعة عقود، لعبت الكنيسة القبطية في هولندا دورًا مهمًا في دعم الوجود القبطي في أوروبا، من خلال الحفاظ على الهوية المصرية الأرثوذكسية ونشر ثقافة المحبة والإيمان والسلام.
وأسهمت إيبارشية هولندا بقيادة الأنبا أرساني في تأسيس مدارس الأحد وخدمات الشباب وتنمية الأسر، إلى جانب بناء كنائس جديدة في مدن مختلفة لتلبية احتياجات الجالية القبطية المتزايدة.
كلمات نيافة الأنبا أرساني
في ختام الاحتفال، وجّه الأنبا أرساني رسالة روحية شدّد فيها على أهمية الوحدة الكنسية والحفاظ على الإيمان الأرثوذكسي الأصيل، مؤكدًا أن الكنيسة القبطية في هولندا هي امتداد طبيعي للكنيسة الأم في مصر، وأنها تظل تحمل رسالة السلام والمحبة لكل الشعوب.
كما عبّر عن امتنانه لجميع الخدام والشباب الذين ساهموا في إنجاح هذا الحدث الكبير، داعيًا الله أن يبارك خدمتهم ويمنحهم القوة لمواصلة الرسالة الروحية في بلاد المهجر.
ما وراء الخبر
احتفال إيبارشية هولندا بمرور 40 عامًا على تأسيس أول كنيسة قبطية ليس مجرد مناسبة تذكارية، بل تأكيد على أن الكنيسة القبطية ما زالت حية وفاعلة في كل مكان يوجد فيه أبناؤها.
ويعكس هذا الاحتفال مدى الترابط بين الكنيسة الأم في مصر والكنائس القبطية في أوروبا، التي تنمو وتزدهر بفضل قيادات روحية حكيمة مثل الأنبا أرساني.
معلومات حول الأنبا أرساني
الأنبا أرساني هو أسقف إيبارشية هولندا، وأحد أبرز الأساقفة الذين قادوا نهضة روحية واسعة في أوروبا، عرف بخدمته الهادئة والعميقة، واهتمامه بالتعليم الكنسي والرعاية الشبابية.
قاد عملية بناء وتوسيع الكنائس القبطية في مدن عدة، وأسّس منظومة خدمية متكاملة تشمل التعليم الكنسي والرعاية الاجتماعية للأقباط في المهجر.
خلاصة القول
احتفال اليوبيل الأربعين لتأسيس أول كنيسة قبطية في هولندا جاء ليؤكد أن الإيمان القبطي لا تحدّه الجغرافيا، وأن رسالة الكنيسة باقية ما بقيت المحبة.
الأنبا أرساني أعاد من خلال هذا اليوم الروحي المميز إحياء الذاكرة الكنسية، مبرهنًا أن الكنيسة القبطية في المهجر ما زالت تنبض بالحياة والتجديد.
- الأنبا أرساني
- الكنيسة القبطية في هولندا
- كنيسة العذراء أمستردام
- إيبارشية هولندا
- الشمامسة
- اليوبيل الأربعين
- القداس الإلهي
- دياكون أنطونيوس
- مكاري
- الكنيسة الأرثوذكسية









