الكاتبة تنتقد الصمت وتدعو لوحدة المصريين

فاطمة ناعوت تهاجم تهجير الأسر المسيحية في بني مزار وتصف الصمت بالجريمة الأخلاقية

تعليق فاطمة ناعوت
تعليق فاطمة ناعوت

فاطمة ناعوت علّقت على حادث تهجير الأسر المسيحية في قرية نزلة جلف التابعة لمركز بني مزار بمحافظة المنيا، بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها القرية خلال الأيام الماضية، والتي بدأت بمشاجرة بين عائلتين وتحوّلت إلى أزمة طائفية أثارت الرأي العام.

موقع الحق والضلال يرصد تفاصيل الواقعة كاملة، وردود الأفعال الرسمية والمجتمعية، وتعليق الكاتبة فاطمة ناعوت الذي أثار تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

تفاصيل حادث نزلة جلف في بني مزار

بدأت الأحداث مساء الجمعة الماضية، حينما انتشرت شائعة في قرية نزلة جلف تفيد بوجود علاقة بين فتاة مسلمة وشاب مسيحي من أبناء القرية، ما أدى إلى حالة من الغضب في أوساط بعض الأهالي.

وتطورت الأمور سريعًا إلى مشادات ومشاجرات، ثم اعتداءات على عدد من منازل الأسر المسيحية، وإشعال النيران في بعض الزراعات التابعة لهم.

قوات الأمن تحركت على الفور إلى موقع الأحداث، وفرضت كردونًا أمنيًا حول المنطقة، وتمكنت من السيطرة الكاملة على الموقف، وضبط عدد من المتورطين في أعمال العنف.

في الوقت نفسه، أُعلن عن عقد جلسة صلح عرفية بين العائلتين المتنازعتين، انتهت بقرارات تضمنت تغريم أحد أطراف النزاع مبلغًا ماليًا ضخمًا، وإلزام أسرة الشاب المسيحي ببيع منزلها ومغادرة القرية، وهو ما أثار جدلًا واسعًا واتهامات بـ«التهجير القسري».

بيان وزارة الداخلية

الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية أصدرت بيانًا رسميًا أكدت فيه أن المشاجرة كانت بسبب خلاف عائلي بين عائلتين، وأن البعض حاول إعطاء الواقعة طابعًا طائفيًا.

وأضاف البيان أن الأجهزة الأمنية اتخذت الإجراءات القانونية في حينه، وأنه تم حبس المتهم الرئيسي على ذمة التحقيقات، مع استمرار النيابة العامة في مباشرة مهامها، مؤكدًا أن التصالح العرفي لا يتعارض مع الإجراءات القانونية.

كما حذرت وزارة الداخلية من محاولات البعض استغلال الواقعة للإساءة إلى حالة التعايش والوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين في مصر.

تعليق فاطمة ناعوت على الحادث

في منشور رسمي على صفحتها الموثقة عبر «فيسبوك»، علّقت الكاتبة فاطمة ناعوت على الحادث قائلة:

"الشعب المصري بأكمله توحّد ضد تهجير شعب غزة عن ديارهم، فهلّا نتحد لوقف تهجير مسيحيي مصر من ديارهم في بني مزار المنيا؟ الصمت جريمة أخلاقية لا تليق بشعبٍ شريف."

منشور فاطمة ناعوت حصد آلاف الإعجابات والتعليقات والمشاركات خلال ساعات قليلة، واعتبره كثيرون تعبيرًا عن صوت الضمير الإنساني الرافض للصمت تجاه مثل هذه الممارسات.

وربطت ناعوت في تعليقها بين موقف الشعب المصري المتضامن مع القضية الفلسطينية وضرورة تبني نفس الموقف الأخلاقي تجاه أي شكل من أشكال التهجير داخل مصر، معتبرة أن السكوت عن الظلم «خيانة للقيم المصرية الأصيلة».

ردود الأفعال بعد منشور ناعوت

لاقى منشور فاطمة ناعوت تفاعلًا كبيرًا من المثقفين والإعلاميين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أعربوا عن تأييدهم لموقفها الإنساني والداعي لوحدة المصريين.

وطالب عدد من المعلقين بضرورة تطبيق القانون وعدم السماح للجلسات العرفية أن تحل محل القضاء، معتبرين أن ذلك يهدد مفهوم المواطنة وسيادة الدولة.

كما دعا آخرون إلى محاسبة كل من تورط في التحريض أو الاعتداءات، وتوفير الحماية الكاملة للأسر المتضررة، مؤكدين أن مصر لا تعرف التفرقة بين أبنائها مسلمين كانوا أو مسيحيين.

ما وراء الخبر

حادثة نزلة جلف أعادت إلى الأذهان حوادث طائفية مشابهة شهدتها محافظة المنيا في السنوات الأخيرة، وأبرزت من جديد الحاجة إلى تطبيق القانون بشكل حازم وردع أي تجاوزات باسم العرف أو الدين.

ويُعتبر موقف فاطمة ناعوت من أبرز المواقف التي طالبت بالتحرك المجتمعي والرسمي لمنع تكرار مثل هذه الوقائع، مؤكدة أن الصمت تجاهها «يضر بصورة مصر ويقوض مفهوم التعايش».

معلومات حول فاطمة ناعوت

فاطمة ناعوت كاتبة وشاعرة مصرية معروفة بمواقفها الجريئة في قضايا المواطنة وحقوق الإنسان، تخرجت في كلية الهندسة بجامعة عين شمس، واشتُهرت بكتاباتها الأدبية والاجتماعية التي تدعو للسلام والتعايش ونبذ التطرف.

تُعرف ناعوت أيضًا بدفاعها الدائم عن قيم الإنسانية وحقوق الأقليات، وتؤمن أن العدالة والمساواة أساس قوة المجتمع المصري.

خلاصة القول

تعليق فاطمة ناعوت على حادث تهجير الأسر المسيحية في بني مزار أعاد تسليط الضوء على قضية المواطنة والوحدة الوطنية في مصر، ودق ناقوس الخطر حول تكرار مثل هذه الأحداث.

رسالتها كانت واضحة وصريحة: الصمت جريمة، والدولة والقانون يجب أن يكونا فوق الجميع لضمان العدالة والمساواة لكل المصريين دون تمييز.

          
تم نسخ الرابط