العثور على جثتين لفلتى الملك توت عنخ امون بحاله تحنيط نادره ..عضو مشروع المومياوت يكشف التفاصيل

متحف
متحف

على أرضها التي أبصرت النور أولى الحضارات الإنسانية، تواصل مصر كتابة فصول من مجدها الخالد بفضل المتحف المصري الكبير. يستحضر هذا الصرح الثقافي الفريد عظمة المصريين القدماء وإبداعهم الخالد. لم يعد المتحف مجرد مكان لعرض القطع الأثرية، بل أصبح رمزًا عالميًا يعكس عبقرية الشعب المصري وقدرته على الحفاظ على ماضيه وبناء حاضره واستشراف مستقبله بثقة وفخر.

عظمة المصريين القدماء وإبداعهم الخالد


وفي هذا الصدد، تؤكد الدكتورة سحر سليم، أستاذة الأشعة بكلية طب قصر العيني، جامعة القاهرة، وعضو مشروع المومياء المصرية، وعضو لجنة سيناريوهات المعارض المتحفية بوزارة السياحة والآثار المصرية، أن هذا الصرح الثقافي الرائع، الذي يضع مصر مجددًا في صدارة المشهد الثقافي العالمي، ليس متحفًا عاديًا، بل إنجاز إنساني استثنائي. إنه أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، يروي للعالم قصة الحضارة المصرية العظيمة. إلا أن روعة المتحف لا تكمن فقط في روعته المعمارية، بل أيضًا في الروائع التي سيضمها، والتي تشهد على عبقرية المصريين القدماء.

جثامين ابنتا الملك توت عنخ آمون

سحر سليم: اكتشفنا وجود البلهارسيا في مومياوات عمرها 3 آلاف عام


وأضافت أنه من بين آلاف القطع الأثرية الاستثنائية، تبرز كنوز الملك توت عنخ آمون. سيعرض المتحف 5398 قطعة من مقبرته لأول مرة، بينما لم يكن العالم يعرف سوى 1800 قطعة من بين هذه الكنوز الأميرتان الصغيرتان ابنتا الملك توت عنخ آمون.

وأكدت سليم أن هوارد كارتر اكتشفهما في مقبرة توت عنخ آمون، داخل تابوتين صغيرين، يحتوي كل منهما على تابوت آخر  حيث رقدت المومياوتان الصغيرتان حيث أُرسلت المومياوتان إلى كلية طب قصر العيني لدراستهما، حيث اكتشف العلماء أنهما جنينان أنثيان وأكدت فحوصات الحمض النووي لاحقًا أنهما ابنتا الملك توت عنخ آمون.

تابعت: "شهدت مسيرتي العلمية في يوليو 2008 لحظةً محوريةً عندما فحصتُ المومياوتين باستخدام الأشعة المقطعية في قسم الأشعة بكلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة، ضمن مشروع المومياء المصرية هناك، طورتُ أول بروتوكول متخصص في العالم لفحص الأجنة المحنطة بالأشعة المقطعية التي يزيد عمرها عن ثلاثة آلاف عام!".

وأضافت: "كشفت الصور عن أسرارٍ مذهلة: كانت الأميرة الكبرى حاملاً في شهرها الثامن أو التاسع، بينما كانت أختها الصغرى حاملاً في شهرها السادس". خضعتا لعملية تحنيط ملكية، أُزيلت خلالها أعضاؤهما الداخلية ومُلئت تجاويف أجسادهما الصغيرة بحشوات، وهي عمليةٌ مشابهة لتلك التي استُخدمت مع والدهما الملك توت عنخ آمون.

صرحت قائلةً: "نُشرت هذه النتائج في مقال علمي في المجلة الأمريكية للأشعة عام ٢٠١٢، بالتعاون مع الدكتور زاهي حواس.

في عام ٢٠١٤، نُقلت الأميرتان الشابتان من كلية طب قصر العيني إلى المتحف المصري الكبير، وانضم إليهما تابوتاهما الذهبيان عام ٢٠١٦. وقد تشرفتُ بطلب المتحف المصري الكبير مني إعادة فحص المومياوات وتقديم المعلومات العلمية الأساسية لعرضهما."

وتجدر الإشارة إلى أن المتحف المصري الكبير يقف شاهدًا على طول عمر حضارة، وحارسًا لأسرار الملوك والنبلاء الذين صنعوا مجد مصر على مر العصور.

بين جدرانه ترقد الأميرة الكبرى وشقيقتها الصغرى، ابنتا الملك توت عنخ آمون، بعد رحلة امتدت لآلاف السنين، ترويان للعالم قصة الحياة والموت والخلود في مصر القديمة. هذا المتحف ليس مجرد بيت للآثار؛ إنه القلب النابض للحضارة المصرية، ورسالة أبدية للعالم: هنا بدأ التاريخ... وهنا لن ينتهي.

          
تم نسخ الرابط