إبراهيم محلب يكشف كواليس اختيار موقع المتحف المصري وتفاصيل نقل تمثال رمسيس الثاني

إبراهيم محلب يكشف
إبراهيم محلب يكشف كواليس اختيار موقع المتحف المصري

كشف المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، تفاصيل مثيرة عن بدايات مشروع المتحف المصري الكبير، الذي يُعد واحدًا من أعظم المشاريع الثقافية في تاريخ مصر الحديث. وأوضح إبراهيم محلب أن فكرة إنشاء المتحف تعود إلى نهاية التسعينيات، عندما كان موقع المشروع الحالي عبارة عن معهد التدريب الفني التابع للمقاولين العرب.

وأضاف إبراهيم محلب أن اختيار هذا الموقع لم يكن عشوائيًا، بل جاء بعد دراسات دقيقة أجراها فريق من الخبراء تحت إشراف وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، وبموافقة الرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث تميز الموقع بإطلالته الفريدة على الأهرامات، ما يجعله نقطة جذب حضارية وسياحية فريدة من نوعها.

وأشار إبراهيم محلب إلى أن مرحلة نقل الملكية وبدء التنفيذ كانت معقدة للغاية، واستغرقت وقتًا وجهدًا كبيرين، لكنها مثّلت الخطوة الأولى نحو بناء هذا الصرح العالمي الذي يليق بعظمة الحضارة المصرية القديمة.

 

عملية نقل تمثال رمسيس الثاني.. إنجاز هندسي بقيادة إبراهيم محلب

 

تحدث إبراهيم محلب عن واحدة من أهم اللحظات التاريخية في مسيرته المهنية، وهي عملية نقل تمثال الملك رمسيس الثاني من ميدان رمسيس إلى موقعه الجديد في المتحف المصري الكبير عام 2006، مؤكدًا أن هذه العملية كانت بمثابة "تحدٍ وطني وهندسي ضخم".

وقال إبراهيم محلب إن الفكرة كانت تتطلب شجاعة ودقة علمية عالية، حيث تقرر نقل التمثال العملاق بشكل قائم دون تفكيكه، وهو أمر لم يحدث من قبل في مصر. وأضاف أنه كوّن فريق عمل ضخم ضم أكثر من 15 خبيرًا من المهندسين والأثريين والمتخصصين في النقل الثقيل، لضمان نجاح العملية دون أي خطأ قد يهدد سلامة التمثال.

وأشاد إبراهيم محلب بالمهندس الدكتور أحمد حسين الذي قاد الجانب الهندسي في عملية النقل، مشيرًا إلى أن العملية نُفذت وفق أحدث الأساليب العلمية، وباستخدام تقنيات متطورة تضمن الحفاظ على التمثال في وضعه الأصلي.

 

إبراهيم محلب: المتحف المصري الكبير نموذج لإدارة المشروعات العملاقة في مصر

 

أكد إبراهيم محلب أن العمل الحقيقي في مشروع المتحف المصري الكبير انطلق بقوة عام 2014، في وقت كانت فيه الدولة تعيد بناء مؤسساتها وتطلق مشروعات قومية كبرى في كل المجالات.

وقال إبراهيم محلب إن المشروع مثّل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدولة المصرية على تنفيذ صروح عالمية بمعايير هندسية وثقافية غير مسبوقة، موضحًا أن كل مراحل التنفيذ تمت وفق مبادئ الشفافية والانضباط والدقة، وهو ما جعل المتحف أيقونة معمارية وثقافية تتحدث عنها المؤسسات الدولية.

وأضاف إبراهيم محلب أن نجاح المشروع جاء ثمرة تعاون مثمر بين العديد من الكفاءات المصرية، سواء في مجال الآثار أو الهندسة أو الإدارة، مشيرًا إلى أن المشروع يعكس روح العمل الجماعي التي تميز المصريين عندما يتعلق الأمر بحماية تراثهم الوطني.

محلب يوجه الشكر إلى أبطال المشروع ويستعيد أسماء ساهمت في البناء

 

اختتم إبراهيم محلب حديثه بتوجيه الشكر لكل من ساهم في بناء هذا المشروع العظيم، مؤكدًا أن الفضل لا يعود لشخص واحد بل لفريق كامل آمن بالفكرة وساهم في تحويلها إلى واقع.

وأعرب إبراهيم محلب عن تقديره العميق للدكتور أحمد حسين لدوره البارز في الجانب الهندسي، والدكتور زاهي حواس لجهوده في التنسيق الأثري، واللواء عاطف مفتاح لإدارته التنفيذية الناجحة، إلى جانب وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني الذي كان وراء الفكرة الأولى.

وأكد إبراهيم محلب أن افتتاح المتحف المصري الكبير يُعد تتويجًا لجهود استمرت أكثر من عقدين من العمل الدؤوب، مشيرًا إلى أن هذا المشروع سيبقى شاهدًا على قدرة الدولة المصرية على تنفيذ المعجزات عندما تتحد الإرادة والعلم والانتماء الوطني.

 

 

          
تم نسخ الرابط