آلاء العطفاوي تحلل واقعة الصعيدي في المترو.. رفض أن تجلس الفتاة براحتها أمامه
تحدثنا نحن الحق والضلال مع الكاتبة والمفكرة آلاء العطفاوي عن واقعة الرجل الصعيدي، الذي ظهر في الفيديو الصعب وقصته أن فتاة وثقت المشهد صوت وصورة وهو يعنفها بسبب أنها تضع قدما على قدم، ويزعم أنها تجلس في هذا الوضع أمام ثمانية رجال، وقالت آلاء العطفاوي رأيها وتحليلها للواقعة من وجهة نظرها.
آلاء العطفاوي تحلل واقعة الرجل الصعيدي في المترو
في تصريحاتها لنا، أكدت آلاء العطفاوي أن واقعة الصعيدي في المترو تعكس بشكل واضح أن هناك فئة في مجتمعنا ترفض الاختلاف، حيث أن شعارهم: "أنا المقياس، وأنا الحقيقة، وأنا الطبيعي، وكل ما يخالفني شذوذ يجب كبحه".
هنا تشير أن الأمر يتعلق بالتربية والعادات والتقاليد في كل مجتمع، والتي يتشربها الشخص منذ صغره، ويكبر، وتكبر معه في نفسه، وعقله، ويجب أن يفرضها على من حوله، حتى لو في مجتمعات مختلفة عن مجتمعه، بل ويغضب في حالة أن رفض الآخر الخضوع لرغباته، وهذا الأمر ظهر بوضوح في واقعة الرجل الصعيدي الذي رفض أن تجلس أمامه فتاة وهي واضعة قدما على قدم، على الرغم من أن الجلسة عادية، خاصة أنها ليست ابنته، أو من أقاربه بل هي مواطنة تجلس بشكل يريحها في المترو، لا أكثر ولا أقل.
واقعة الصعيدي في المترو
نريد أن نوضح أننا لا نهاجم فئة بعينها، وكلمة "الصعيدي" التي نكتبها ليست للتقليل من شأن أهلنا في صعيد مصر، ولكن هكذا كان لقب تلك الواقعة في الإعلام، كما أنه كان يرتدي الزي الصعيدي الجميل الذي نتشرف به، ولكننا نعرض واقعة حدثت أثارت الرأي العام لا تعبر عن الصعيد، بل تعبر عن شخصية بطلها وهو الرجل مجردا من أي ألقاب أو انتماء، حيث أنه يمثل نفسه فقط.
آلاء العطفاوي
أكملت آلاء العطفاوي تصريحها وقالت عن تلك الفئة التي ترفض الاختلاف: "ده نموذج مصغر لشريحة واسعة في مجتمعنا أشخاص لا تتقبل اختلاف شكل، ولا فكرة، ولا معتقد، ولا حتى طريقة قعدة. نفس الشخص اللي مش قادر يستحمل بنت قاعدة براحتها، هو نفسه اللي هيتضايق من إنسانة لابسة لبس مش على مزاجه، أو شخص بيعبد غير اللي هو بيعبده، أو إنسان شايف الدنيا بشكل مختلف عنه. هو نسخة مصغرة من كل متطرف شايف إن عادات قريته هي قوانين الكون، وإن رؤيته المحدودة هي الحق المطلق، وإن أي خروج عنها تهديد وجودي لازم يتقمع، أخلاقيًا لو قدر، وعنيفًا لو أُتيحت له الفرصة".
