حالة نادرة تربط الفرح الشديد باضطراب عضلة القلب

متلازمة القلب السعيد تكشف السبب وراء وفاة عروس بعد زفافها بساعات قليلة

العروس تغريد طلبة
العروس تغريد طلبة

أثارت وفاة العروس تغريد طلبة حالة من الحزن العميق بين المصريين، بعدما رحلت بشكل مفاجئ بعد ساعات قليلة فقط من حفل زفافها، في واقعة مؤلمة هزّت مواقع التواصل الاجتماعي.

وتبين أن الراحلة تنتمي إلى إحدى العائلات الشهيرة بمحافظة الشرقية، وكانت تُقيم في مدينة نصر بالقاهرة، حيث فُجعت أسرتها وأصدقاؤها بخبر وفاتها غير المتوقع.

ومع تصاعد التساؤلات حول السبب، برزت حالة طبية نادرة تُعرف باسم متلازمة القلب السعيد، كأحد التفسيرات العلمية المحتملة لهذه الوفاة المفاجئة.

ما هي متلازمة القلب السعيد؟

يقول الأطباء إن متلازمة القلب السعيد هي اضطراب نادر في عضلة القلب ينتج عن انفعال شديد أو فرحة مفرطة، ما يؤدي إلى ضعف مؤقت في البطين الأيسر المسؤول عن ضخ الدم.

ورغم أن أغلب أمراض القلب ترتبط بالحزن والضغط النفسي، فإن السعادة الزائدة قد تُحدث التأثير ذاته، إذ لا يميز القلب بين المشاعر الإيجابية والسلبية عندما تصل لدرجة مفرطة.

ويُعرف هذا الاضطراب طبيًا باسم Takotsubo Cardiomyopathy، وقد تم توثيقه لأول مرة في اليابان عام 1990.

كيف تحدث هذه المتلازمة؟

تحدث متلازمة القلب السعيد عندما يفرز الجسم كميات هائلة من هرمون الأدرينالين في الدم استجابة لمشاعر قوية جدًا — مثل فرحة الزواج أو خبر سعيد مفاجئ — مما يؤدي إلى ارتفاع حاد في ضغط الدم وإجهاد عضلة القلب.

ويقول الأطباء إن الأعراض تتشابه مع النوبة القلبية وتشمل:

  • ألمًا شديدًا في الصدر.
  • ضيق تنفس مفاجئ.
  • تسارع ضربات القلب.
  • دوخة أو فقدان وعي.

ورغم خطورتها، فإن الحالة غالبًا ما تكون مؤقتة وقابلة للعلاج إذا تم تشخيصها مبكرًا.

أمثلة طبية تؤكد الظاهرة

أفادت تقارير طبية عالمية بوقوع حالات مشابهة نتيجة الفرح الزائد، منها امرأة في أواخر الأربعينات أصيبت بأعراض نوبة قلبية بعد احتفالها بعيد ميلادها.

أظهرت الفحوصات ضعفًا مؤقتًا في عضلة القلب، وتماثلت للشفاء خلال أيام بعد علاجها.

هذه الحالات تؤكد أن المشاعر القوية — حتى الإيجابية منها — قد تكون خطرًا على القلب عند تجاوزها قدرة الجسد على التحمل.

من هم الأكثر عرضة للإصابة؟

وفقًا للدكتور علي عبد الراضي، أخصائي الطب النفسي، فإن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بـ متلازمة القلب السعيد هم:

  • مرضى الضغط والسكري وأصحاب الأمراض المزمنة.
  • الأشخاص الذين يعانون من القلق أو التوتر المستمر.
  • النساء، خاصة بعد انقطاع الطمث، بسبب تغير الهرمونات وتأثيرها على القلب.

وأشار إلى أن نحو 80% من الحالات المسجلة عالميًا كانت لنساء، وهو ما يعكس حساسية القلب الأنثوي تجاه المشاعر والانفعالات القوية.

الوقاية من متلازمة القلب السعيد

ينصح الأطباء بالوعي بمخاطر الانفعال الزائد، سواء كان فرحًا أو حزنًا، مؤكدين أن الاعتدال النفسي هو سر الحفاظ على صحة القلب.

وتشمل وسائل الوقاية ما يلي:

  • تجنب التوتر والانفعال المفرط.
  • ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين كفاءة القلب.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة النفسية.
  • إجراء فحوصات دورية للقلب خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة.
  • ممارسة التأمل والتنفس العميق لتقليل التوتر العصبي.

ما وراء الخبر

كشفت وفاة العروس تغريد طلبة مأساة إنسانية مؤثرة، لكنها أيضًا فتحت باب الوعي حول العلاقة بين المشاعر القوية وصحة القلب.

ففي لحظة فرح غامر قد ينهار الجسد أمام اندفاع الأدرينالين، ما يؤدي إلى خلل مؤقت في عضلة القلب أو توقفها المفاجئ.

وتبرز هذه الواقعة أهمية نشر الوعي الطبي والنفسي، فالقلب يحتاج إلى توازن عاطفي تمامًا كما يحتاج إلى الغذاء والراحة.

معلومات حول متلازمة القلب السعيد

  • اسمها العلمي: Takotsubo Cardiomyopathy.
  • تصيب النساء أكثر من الرجال بنسبة 8 إلى 1.
  • تُعد من الحالات النادرة لكنها تزداد مع ضغوط الحياة العاطفية.
  • يتم علاجها غالبًا عبر المهدئات وموسعات الشرايين ومراقبة القلب بالمستشفى.
  • قد تظهر بعد فرحة الزواج، الولادة، المفاجآت السارة، أو حتى النجاح المفاجئ.

خلاصة القول

تُعد متلازمة القلب السعيد من الظواهر الطبية النادرة التي تؤكد أن القلب لا يتحمل الانفعالات المفرطة، سواء كانت فرحًا أو حزنًا.

وقصة العروس تغريد طلبة تذكير مؤلم بأن الفرح الشديد أحيانًا قد يرهق الجسد أكثر مما ينعشه، لذا تبقى الاعتدال النفسي والهدوء العاطفي أهم مفاتيح الحفاظ على صحة القلب والحياة.

          
تم نسخ الرابط