رسالة روحية تمس القلوب
البابا تواضروس الثاني يوضح كيف يرد الله على صلوات الناس في عظته الأسبوعية
البابا تواضروس الثاني قدّم خلال عظته الأسبوعية رسالة روحية عميقة تناول فيها كيفية استجابة الله لصلوات الإنسان، وهو موضوع يهم شريحة واسعة من المؤمنين الباحثين عن فهم أعمق لطريقة تعامل الله مع طلباتهم. وتأتي هذه العظة في إطار سلسلة روحية يقدمها قداسته بعنوان "أصحاحات متخصصة"، حيث استشهد خلالها بنصوص كتابية تؤكد أن استجابة الله تأتي بطرق متعددة، تختلف وفق حكمة إلهية دقيقة تناسب كل شخص وظروفه.
كيف يستجيب الله للصلوات وفق ما أوضحه البابا؟
شرح البابا تواضروس الثاني أن طرق استجابة الله للصلوات ليست واحدة، بل متعددة ومتنوعة، وكل منها يحمل رسالة خاصة للإنسان. وقدم خلال العظة أمثلة كتابية توضح أشكال الاستجابة المختلفة:
1 ـ استجابة مؤجلة:
قد يؤخر الله الاستجابة لأنه يعرف الوقت الأنسب للإنسان، مستشهدًا بقصة حنة أم صموئيل.
2 ـ استجابة فورية:
كما حدث في شفاء المفلوج عندما رأى المسيح إيمان من أحضروه إليه.
3 ـ استجابة أكبر من الطلب:
مثل طلب سليمان الحكيم الحكمة وحدها، فوهبه الله الحكمة والمجد والغنى.
4 ـ استجابة تُمنع لأنها لا تناسب الإنسان:
كما حدث مع بولس الرسول الذي أعطي شوكة في الجسد لحكمة إلهية.
5 ـ استجابة تأتي بتأديب أو "قرصة":
على غرار قصة يونان عندما أعد الله الحوت ليعيده إلى الطريق الصحيح.
6 ـ استجابة تفوق الاستحقاق:
مثل استجابة المسيح للص الذي اعترف بإيمانه وهو على الصليب.
7 ـ استجابة عامة:
حيث يخاطب الله الإنسان مباشرة مثل قوله لصموئيل: «تكلم لأن عبدك سامع».
8 ـ استجابة مرتبطة بوعد:
وعد يتحقق في وقت حدده الله مسبقًا لحكمة يعلمها وحده.
9 ـ استجابة مفرحة:
مثل ولادة يوحنا المعمدان التي حملت الفرح لزكريا وأليصابات.
رسائل روحية قدّمها البابا خلال العظة
أكد البابا تواضروس الثاني أن الصلاة ليست مجرد كلمات تُقال، بل علاقة روحية تنمّي الإيمان وتقرب الإنسان من الله. كما شدّد على النقاط التالية:
- الله يؤجل ولا يهمل، وتأخير الاستجابة أحيانًا يصنع قديسين.
- عندما تأتي الاستجابة، تأتي ومعها البركة والفرح.
- التأجيل ليس رفضًا، بل إعداد روحي يهيئ قلب الإنسان لقبول العطايا الإلهية.
- الاستجابة الإلهية مرتبطة بثقة الإنسان وإيمانه وصبره.
- واستشهد بقول القديس مكاريوس الكبير:
- "الله يهيئ الوعاء قبل أن يسكب فيه نعمته لئلا ينكسر من ثقل العطية".
أجواء العظة وحضور الشعب
وسط مشاركة عدد من الأساقفة والكهنة والشمامسة، ألقى البابا عظته في جو روحاني مميز امتلأ بالتراتيل والصلوات، وحرص قداسته عقب انتهاء العظة على مباركة الشعب والتقاط الصور معهم، الأمر الذي أعطى اللقاء طابعًا من المحبة والفرح.
ما وراء الخبر: أهمية الصلوات في الحياة الروحية
تؤكد عظة البابا تواضروس الثاني أن الصلاة هي الوسيلة الأعمق للتواصل مع الله، وأن فهم طرق الاستجابة يزيد من ثبات المؤمن ويجعله قادرًا على رؤية يد الله في تفاصيل حياته. كما تشجع العظة على الاستمرار في الصلاة مهما تأخرت الاستجابة، لأن الله يعمل في الوقت المناسب وبالطريقة الأنسب.
معلومات حول البابا تواضروس الثاني وتعاليمه الروحية
- يقدم سلسلة عظات أسبوعية ذات طابع تعليمي وروحي.
- يركز في عظاته على ربط النصوص الكتابية بحياة المؤمن اليومية.
- يشجع دائمًا على الصلاة كأساس العلاقة بين الإنسان والله.
- يوضح أن التأخيرات الإلهية تحمل حكمة وليست علامة رفض.
خلاصة القول
إن رسالة البابا تواضروس الثاني حول استجابة الله للصلوات تمنح المؤمنين فهمًا أعمق لطبيعة التعامل الإلهي، وتؤكد أن الله يستمع لكل صلاة، حتى إن تأخرت الاستجابة. فالحكمة الإلهية تعمل دائمًا لخير الإنسان، والفرح الحقيقي يأتي عندما تتوافق إرادة البشر مع إرادة الله.
- البابا تواضروس الثاني
- عظة روحية
- استجابة الصلاة
- الإنجيل المقدس
- مفاهيم الإيمان
- الكنيسة القبطية
- الصلوات
- التعليم الروحي
- عظات الأربعاء
- حكمة الله









