ممارسة قديمة تثير جدلًا واسعًا
دار الإفتاء توضح حكم الشرع في ممارسة البشعة وأسباب تحريمها شرعًا
حكم الشرع في البشعة أثار تساؤلات واسعة خلال الفترة الأخيرة، بعدما انتشرت بعض الممارسات التقليدية التي تعتمد على تسخين إناء نحاسي حتى الاحمرار، ثم يُطلب من المتهم لعقه زعمًا منهم أن براءته أو إدانته تُعرف من أثر النار على لسانه. هذا السؤال وجه إلى دار الإفتاء المصرية، التي حسمت الجدل وأصدرت فتوى واضحة بشأن هذه العادة.
ما هي البشعة وكيف تُمارس؟
تقوم البشعة على إشعال النار تحت قطعة من الخشب، ووضع إناء نحاسي فوقها حتى يصل إلى درجة الاحمرار. يُجبر المتهم على لعق هذا الإناء، فإن لم يتأثر لسانه اعتُبر بريئًا، وإن تأذى فقد اعتبره البعض مدانًا.
هذه الممارسة المتوارثة تعود إلى موروثات بدوية قديمة، إلا أنها لا تمتّ للشرع بصلة، ولم يرد بها دليل يُعتد به في الإسلام أو مصدر موثوق يُثبت عدالتها أو صحتها.
فتوى دار الإفتاء: البشعة محرمة شرعًا
أكدت دار الإفتاء المصرية أن حكم الشرع في البشعة هو التحريم القاطع، لأنها لا أصل لها في الشريعة، ولا تُعد وسيلة معتبرة لإثبات التهم أو معرفة مرتكبيها.
وأوضحت الفتوى أن التعامل بها حرام ولا يجوز شرعًا لما فيها من الإيذاء الصريح والتعذيب الجسدي، إضافة إلى كونها نوعًا من التخَرُّص والادعاء بلا دليل، تحت مظلة الادعاء بكشف الحق.
دار الإفتاء شددت على ضرورة الالتزام بطرق الإثبات الشرعية، ومنها:
- الإقرار
- البيِّنات
- الشهادة
- اليمين عند الإنكار
مستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
«البَيِّنَةُ على مَنِ ادَّعَى، واليَمِينُ على مَن أَنكَرَ».
لماذا حرّم الإسلام البشعة؟
بيّنت الفتوى أن تحريم البشعة يرتبط بالأسباب التالية:
- إيذاء الإنسان وتعريضه للألم بلا وجه حق.
- اعتمادها على وسائل غير منطقية وغير علمية لإثبات التهم.
- مخالفتها الصريحة لمبادئ العدالة التي أرساها الإسلام.
- فتح باب الظلم بادعاءات لا تستند إلى بيّنة ولا دليل.
- إلغاء دور القضاء الشرعي والقانوني المعتمد في الفصل بين الخصومات.
- الإسلام جاء بمنظومة واضحة لضمان العدالة والحقوق، ولا يقبل بأي وسائل تفتقر للمنطق والعلم والرحمة.
ما وراء الخبر: أهمية العودة للمنهج الشرعي في الفصل بالمنازعات
إن حكم الشرع في البشعة يعكس تمسك الإسلام بمبادئ راسخة في إحقاق الحق بعيدًا عن الخرافات والممارسات المؤذية.
كما تؤكد الفتوى على ضرورة تحكيم الشرع والقانون، وعدم اللجوء لطرق بدائية تُهدر الحقوق وتُعرض الأبرياء للظلم، تحت دعاوى كشف الحقيقة.
معلومات حول حكم الشرع في البشعة
- الشرع لم يجعل إثبات التهمة منوطًا بوسائل بدنية مؤذية.
- الطرق العادلة المعتمدة شرعًا هي الإقرار والبينة واليمين.
- ممارسة البشعة تعد إساءةً للكرامة الإنسانية وتخالف مقاصد الشريعة.
- دار الإفتاء تحذر من استخدامها أو تداولها بأي شكل.
خلاصة القول
إن حكم الشرع في البشعة كما أوضحته دار الإفتاء المصرية هو التحريم الكامل لهذه الممارسة، التي لا تمت للإسلام بصلة ولا تحقق العدالة. وعلى المسلمين التمسك بالطرق الشرعية والقانونية لإثبات الحقوق، وصون الكرامة الإنسانية من كل أشكال الإيذاء أو التعذيب أو الظلم.
- حكم الشرع في البشعة
- البشعة في الإسلام
- فتوى دار الإفتاء
- تحريم البشعة
- وسائل إثبات التهم
- القضاء الشرعي
- إثبات الحق
- العادات القديمة
- الشريعة الإسلامية
- البينة واليمين









