تحقيقات موسعة في حادث الطائرة

تركيا تعلن فحص الصندوق الأسود لطائرة الوفد الليبي المنكوبة بدولة محايدة وكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة

تحقيقات الصندوق الأسود
تحقيقات الصندوق الأسود للطائرة الليبية

الصندوق الأسود للطائرة الليبية المنكوبة أصبح محور اهتمام إقليمي ودولي بعد إعلان تركيا رسمياً أن تحليل بياناته سيتم في دولة محايدة، في خطوة تهدف إلى ضمان الشفافية وكشف الأسباب الدقيقة وراء سقوط الطائرة التي كانت تقل رئيس الأركان العامة بحكومة الوحدة الليبية وعدداً من مرافقيه، في حادث مأساوي قرب أنقرة.

فحص الصندوق الأسود في دولة محايدة

أكد وزير النقل التركي عبد القادر أورال أوغلو أن الصندوق الأسود للطائرة الليبية سيُرسل إلى دولة محايدة لتحليل مسجل الصوت ومسجل بيانات الرحلة، مشيراً إلى أن هذا الإجراء يأتي ضمن البروتوكولات الدولية لضمان دقة النتائج ونزاهة التحقيقات.

وأوضح الوزير أن الفحص الأولي جرى بالفعل في تركيا، وتقرر لاحقاً تحويل التحليل الكامل لجهة محايدة لرفع أي لبس حول أسباب الحادث المأساوي.

تفاصيل الإقلاع والمسار قبل الحادث

كشف وزير النقل التركي سلسلة من البيانات الدقيقة التي توثق آخر دقائق الرحلة المنكوبة:

  • 20:17 مساءً: أقلعت الطائرة بالنداء HMJ185 من مطار إيسنبوغا إلى معيتيقة – ليبيا وفق الإجراءات المعتادة.
  • بعد الإقلاع، نُقل التحكم من برج المراقبة إلى وحدة الاقتراب، ثم إلى وحدة مراقبة المنطقة في مركز الملاحة الجوية.
  • وأوضح الوزير أن الطائرة سُمح لها بالصعود تدريجياً حتى 34 ألف قدم — أقصى ارتفاع مسموح به حسب خطة الرحلة.

إعلان حالة الطوارئ وبدء انهيار الأنظمة

شهدت الرحلة نقطة تحول خطيرة بعد دقائق من الإقلاع:

  1. 20:31 مساءً — على ارتفاع 32 ألف قدم، أعلنت الطائرة حالة طوارئ بسبب عطل كهربائي شامل، وطلب الطيار توجيهاً رادارياً للعودة إلى أنقرة.
  2. 20:32 مساءً — تمت الموافقة على العودة، وتم إعطاء الطيار مسار الهبوط.
  3. 20:33 مساءً — فعّل الطيار رمز الطوارئ 7700، وهو أخطر نداء استغاثة في الطيران.

بعد هذه اللحظة، بدأت بيانات الارتفاع والسرعة تتلاشى من شاشة الرادار تدريجياً.

مسار الهبوط الأخير قبل انقطاع الاتصال

واصل الوزير التركي كشف اللحظات الأكثر حساسية:

  • 20:34 مساءً: حدث تداخل في الاتصال بين الطيار ومراقب الحركة الجوية، وتم التأكد من قوة الصوت.
  • تم تحويل الطائرة إلى وحدة مراقبة الاقتراب للهبوط الاضطراري.
  • 20:35 مساءً: أعلن الطيار مسار الهبوط بصيغة PAN-PAN ثلاث مرات.
  • 20:36 مساءً: انقطع الاتصال بالكامل، وأصبحت بيانات الرحلة غير واضحة على الرادار.

هذه الدقائق القليلة كانت حاسمة في مصير الطائرة التي تحطمت لاحقاً قرب أنقرة، مما أدى إلى وفاة جميع ركابها.

ما وراء الخبر

يثير فحص الصندوق الأسود للطائرة الليبية في دولة محايدة كثيراً من التساؤلات حول طبيعة العطل الكهربائي المفاجئ، واحتمالات وجود خلل فني أو عوامل أخرى قد تكون وراء سقوط الطائرة. ويُعد هذا التحقيق أحد أهم الملفات الأمنية والسياسية بين ليبيا وتركيا، نظراً لحساسية الشخصيات التي كانت على متن الطائرة.

معلومات حول الصندوق الأسود للطائرة الليبية

  1. يحتوي على مسجل بيانات الرحلة FDR ومسجل صوت قمرة القيادة CVR.
  2. يساعد على تحديد التسلسل الزمني للأحداث بدقة.
  3. يُظهر مستويات الارتفاع والسرعة والمحركات والاتصالات.
  4. تحليل مستقل في دولة محايدة يعزز المصداقية والشفافية.
  5. نتائجه قد تستغرق عدة أسابيع قبل إعلان التقرير النهائي.

خلاصة القول

تحقيقات الصندوق الأسود للطائرة الليبية تمثل محور الكشف عن لغز السقوط المأساوي، خاصة بعد إعلان تركيا إرسال الصندوق لدولة محايدة لضمان تحليل دقيق ومحايد للبيانات. ومع تفاصيل اللحظات الأخيرة التي كشفتها أنقرة، تتجه الأنظار إلى نتائج التحقيقات الدولية التي ستحدد حقيقة ما جرى للطائرة في تلك الدقائق المصيرية.

          
تم نسخ الرابط