رد قوى من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب على كل من يكفر تهنئه الأقباط بأعيادهم ويحرمها

أحمد الطيب
أحمد الطيب

أكد شيخ الأزهر، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، أن الأديان السماوية هي في المقام الأول رسالة سلام للبشرية جمعاء، بل وللحيوانات والنباتات والطبيعة بأسرها.


علاقات المسلمين بالآخرين

شيخ الأزهر

في بيان سابق، أوضح الطيب أن الإسلام ينظر إلى غير المسلمين، بمن فيهم المسيحيون واليهود، بمودة واحترام، باعتبارهم إخوة في الإنسانية. وشدد على أن القرآن الكريم يتضمن آيات صريحة تنص على أن علاقات المسلمين بمن يعيشون معهم بسلام -  أياً كانت أديانهم أو مذاهبهم - هي علاقة البر والانصاف.


حماية حقوق غير المسلمين

وأضاف أن الحضارة الإسلامية كانت السبّاقة في حماية حقوق غير المسلمين، وأكدت على المساواة الكاملة بين المواطنين من خلال الصيغة التعاقدية بين غير المسلمين وبين الدولة الإسلامية.

وشدد على ضرورة عدم إخراج هذا المصطلح من سياقه التاريخي أو تفسيره وفقًا للانطباعات الشخصية لذلك، فإنّ الكارهين للتراث لأيّ سببٍ كان، ويستشهدون بفتوى صدرت في أوقات الأزمات ليزعموا أنها تمثل الإسلام وفقهه وتراثه، وكذلك المتطرفون الذين يستوردون فتوى استُخدمت في محاربة التتار أو الصليبيين في بلاد المسلمين ويطبقونها اليوم على غير المسلمين، جميعهم كاذبون، لأنّ الإسلام يختلف جوهريًا عن ذلك تماماً.


لا يمت للإسلام بصلة

وأكّد الإمام الأكبر أنّ من يمنعون تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وتناول طعامهم، ومواساتهم في أوقات الشدّة، ومشاركتهم أفراحهم، يمثلون فكرًا متطرفًا لا صلة له بالإسلام، ولم يكن معروفًا في مصر قبل سبعينيات القرن العشرين.


وأضاف: "منذ سبعينيات القرن الماضي، ظهرت انقسامات داخل المجتمع المصري، أثرت على المسلمين والمسيحيين على حد سواء، ومهدت الطريق للصراعات الطائفية في مصر". وقد أدى ذلك إلى انهيار نظام تعليمي حقيقي وتراجع الخطاب الإسلامي، الذي أصبح أسير مظهريات وشكليات وتوجهات.

وأوضح أن هذا يعود إلى عدم كفاءة هؤلاء الأفراد وافتقارهم إلى الفهم الكافي للإسلام في هذا المجال. فجهلهم بهذه الأمور دفعهم إلى نشر مذاهب تُختزل المسلمين إلى مجرد طقوس جوفاء، خالية من جوهر الإسلام الحقيقي.

مضايقات المسيحيين عند بناء مسجد مقابل كنيسة

 

وشدد على أن الإسلام ينهى عن مثل هذه الأفعال: "ولا تضيقوا عليهم ولا تضايقوهم". فبناء مسجد مقابل كنيسة يُزعج المسيحيين ويُعدّ شكلاً من أشكال الضرر المحرم: "ومن آذى ذمياً فقد آذاني".

وأضاف: "أنا أيضاً أعارض بناء كنيسة أمام مسجد، لأن هذا يُزعج المسلمين أيضاً ويُعدّ شكلاً من أشكال الضرر والظلم". أما أولئك الذين يتصرفون بهذه الطريقة، فأقول: أرض الله واسعة، فلتبنى المساجد بعيداً عن الكنائس، ولتبنى الكنائس بعيداً عن المساجد.

          
تم نسخ الرابط