مخطط روتانا لتخريب الفن المصرى
تكمن الأزمة الحقيقية لشركة روتانا فى رئيسها التنفيذى سالم الهندى، الذى لا يدرك كيفية التعامل مع النجوم، الذين صنعوا مجد وشهرة الشركة سنوات كثيرة، إذ كان لا يعرفها أحد قبل انضمامهم إليها، بل يساهم الهندى أيضا فى تدمير ما تبقى منها بسياسته "البليدة والمتآمرة"، فالرجل لا يعرف عن الموسيقى شيئا سوى "الطبلة" التى كان يعمل عليها فى إحدى الفرق الموسيقية كـ"طبال"، قبل عمله كمنظم حفلات، والمفارقة أن الأمير الوليد بن طلال مالك الشركة ترك "الحبل على الغارب" لرجل لا يعلم أهمية النجوم فى حياة المجتمعات وتأثيرهم فى مستقبلها. واتضحت سياسة سالم الهندى التى يبدو أن بها شيئا من المؤامرة، فى الأزمة بين شركة "روتانا" والنجم المصرى الأكثر شهرة فى العالم العربى عمرو دياب، الذى صنع لها المجد والتاريخ والثروة والشهرة، وأكد بعض المهتمين بصناعة المزيكا أن مهاجمة الشركة لعمرو دياب جزء من مخطط كبير يتم استخدامه لتخريب الفن المصرى، برأس مال خليجى، فعندما امتنع الهضبة ورفض استمرار عقده مع الشركة، بعد علمه بنيتها فى "تبطيط" ألبومه الجديد، خصوصا أنه ظل سنوات عديدة "يعانى الأمرين" من الشركة والتى دائما ما كانت تتجاهل عمل دعاية لألبوماته وتعتمد على شعبيته فى أنحاء العالم (ظهر هذا فى ألبوم كمل كلامك) وغيره، عكس ما تفعل مع مطربين ومطربات ليسوا فى قيمة أو قامة عمرو دياب، راحت تهدده بشرط جزائى (ملعوب فيه)، وللحق النجم لم يخل بالتعاقد كما زعمت الشركة ورئيسها فى بيان صادر لها، كل ما هنالك أن النجم غنى إحدى أغنياته فى حفله بموسى كوست، وقام جمهوره العريض والواسع بنشرها وتداولها على "الفيس بوك" حبا منهم فى نجمهم المحبوب، فقالوا إن عمرو نشرها وأخل ببنود التعاقد (وكأنهم لا يفكرون). عمرو دياب النجم الذى شهد له أعداؤه قبل أصدقائه بموهبته وبراعة تفكيره وتغييره فى ألوان الموسيقى، تعاملت معه روتانا بروح التاجر "الغشيم" الذى لا يهدف لشىء سوى الربح فقط، ولا يعنيه الفكر الموسيقى أو تأثير الأغنية فى المجتمع (طبعا عشان مش فاهمين حاجة)، وأصبح بالنسبة لهم (النجم الذى ينتج ذهبا دون بذل أى عناء منهم)، حيث ظل عمرو دياب طوال السنوات الماضية يقوم بعمل الدعاية لألبوماته بنفسه فى الوقت التى تكتفى فيه الشركة ببوستر "يتيم" أو بوسترين، رغم الربح الكبير الذى تحققه ألبوماته، إضافة إلى إيراد شركات الاتصال التى كانت تدفع الأموال الطائلة لروتانا بسبب أغانى عمرو دياب، وعندما كان يتغنى النجم بإحدى أغانيه فى أى حفلة، كانت شركة الاتصالات تغضب وتثور وتخاطب روتانا: كيف يغنى عمرو دياب أغانيه ونحن ندفع فيها أموالا؟ وبناء على هذا تقوم الشركة بمخاطبة عمرو دياب الذى يتعجب منها إذ لم يتقاض أى أرباح من قبل شركة الاتصالات على الإطلاق، لذا لم تستوعب روتانا أن الهضبة سيرحل من شركتها وراحت ترسل بياناتها لابتزازه، مما دفع الموسيقيين أن يصفون بيان روتانا ضده بـ"الرخيص"، بل وطالبوا الجمهور المصرى بمقاطعة أعمال هذه الشركة. عمرو دياب النجم المصرى "الحر" الذى رفض أن تكون أغنياته عبارة عن "مضيفة" فى مطعم تنفذ الطلبات فى انتظار البقشيش، ولم يتغن أمام أمير أو سلطان ويحرف كلمات الأغانى ونغماتها مثلما يفعل آخرون، حيث يؤمن أن الفن رسالة يؤديها كما تنبغى أن تكون، وظهرت أخلاقيات النجم عندما أبلغ مسئولى روتانا عن رغبته فى فسخ التعاقد وديا، ومنحهم مهلة، لكن ما كان منهم إلا أن يوجهوا إنذارا قضائيا عرفه النجم بالصدفة وهذا ما يدلل عليه المثل القائل (كل إناء ينضح بما هو فيه). والسؤال الذى بات يفرض نفسه بقوة هل يسمع سالم الهندى الألبومات التى تنتجها روتانا؟، ويعرف عدد الأغنيات التى يحتويها؟ وهل يفهم نوع المزيكا بها؟. الواقع يقول: لا!