سياسيون أطاحت بهم أحلامهم

الحق والضلال

الأحلام والطموحات هي حقوق مشروعة للجميع، وكل شخص منا يعيش عمره من أجل تحقيق حلم معين، يسعى بشتى الطرق لأن يصل إليه، ويسلك كل الدروب التي تؤدي إلى تحقيق الحلم، وفي عالم السياسة أحيانًا ما ينقلب الحلم على الحالمين ويتحول إلى كابوس، وعلى مر العصور، قضى الطموح الزائد على العديد من السياسيين.

سيف اليزل
يعتبر سامح سيف اليزل آخر السياسيين الذين أطاح بهم طموحهم، وسيف اليزل هو خبير أمني، وعمل في سفارة مصر لدى كوريا الشمالية، بجانب مناصب عديدة أخرى تقلدها وهو رئيس مركز الجمهورية للدراسات والأبحاث السياسية والأمنية، وكان ضابطًا بالحرس الجمهوري ثم بالمخابرات الحربية، حتى ترقى لرتبة مقدم، ثم خدم بعد ذلك في المخابرات العامة المصرية حتى رتبة لواء.


ولم يكتفِ اللواء بكل هذه المناصب، فقاده طموحة إلى أن يدخل البرلمان المصري ونجح بالفعل، ولم يكتفِ بذلك، بل سعى إلى أن يقود مجلس النواب، من خلال ائتلاف "دعم مصر"، فأطاح به الطموح وتعثَّرت فكرة الائتلاف، بعد انسحاب العديد من الأحزاب منه، فضلًا عن الاتهامات التي وُجِّهت لـ"سيف اليزل" من النواب، على شاشات الفضائيات المختلفة.

خيرت الشاطر
أما خيرت الشاطر، نائب مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، المحتجز على ذمة عدة قضايا، فلم يقضِ طموحه في السيطرة على مصر عليه فقط، بل قضى على 80 عامًا من سعي جماعته لتولي مقاليد حكم الدولة المصرية، فكان الشاطر هو الذي يمسك بخيوط اللعبة داخل جماعة الإخوان، وإبان عهد الرئيس المعزول مرسي، كان هو محرك الأحداث، وهو الذي يحكم من خلف الستار، مما أدى إلى استياء الشعب المصري من رئيسهم البديل الذي أطلق عليه النشطاء لقب الاستبن ، وانتهى حلم الشاطر وجماعته بثورة الثلاثين من يونيو، حين خرج الشعب المصري رافضًا الحكم الإخواني.

أحمد عز
وعلى غرار "الشاطر"، قضى طموح أحمد عز عليه وعلى نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، فكان طموح أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل لا يقف عند حد، فبعد أن تولى أمانة التنظيم، كان "عز" هو مهندس تزوير الانتخابات البرلمانية عام 2010، حتى يستأثر هو وحزبه بالحياة السياسية في مصر، لكي يحقق طموحاته وأحلامه.

ولكن انقلب السحر على الساحر، وخرج الشعب المصري يوم الخامس والعشرين من يناير عام 2011 ثائرًا، ليلفظ النظام المباركي أنفاسه الأخيرة يوم 11 فبراير 2011، لكي تنتهي أسطورة الحزب الوطني، بسبب طموح "عز"، الذي حاول أن يعود إلى الحياة السياسية مرة أخرى، ليكمل أحلامه، لكنه فشل، بعد أن استبعدته اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية من الترشح لانتخابات برلمان 2015، بسبب عدم تطابق حسابه البنكي مع إقرار الذمة المالية له ولزوجته.
          
تم نسخ الرابط