حديث الرئيس عن 60 ألف مخالفة بناء تفتح الملف:فساد الأحياء ومافيا المقاولين وخريطة هدم الفيللات بالتحايل أسباب كارثة الإسكندرية كانت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطابه الأخير عن الفساد فى الدولة، عامة وخاصة فى الإسكندرية فى بيان تاريخى خطير، موضحاً بأنها أكثر المدن تجاوزا وأن حوالى 60 ألف مخالفة بناء وقعت على أرضها فى الأربع سنوات الأخيرة، وأن الأزمة التى أحدثتها النوة كشفت بوضوح كمّ المخالفات التى جرت على أرضها. الكلمات التى قالها الرئيس السيسى حقيقية وفقا لتقارير صحيحة رفعت إليه بناء على استغاثات شهدتها هذه الصفحة طوال السنوات الماضية، فحتى نهاية يونيو الماضى وأنا أكتب عن العمائر المخالفة وما يتم فيها وتواطؤ المقاولين مع بعض أو قل غالبية موظفى الأحياء وغيرهم، وغض الطرف عن هدم الفيللات وعدم التحرك إلا بعد أن تسقط الفيللا بمساواة الأرض. وما حدث من هدم للبيوت والفيللات وبناء أبراج فى شوارع لا يزيد عرضها على ثلاثة أمتار وبدون تراخيص وبيعها بأرقام فلكية وتوصيل المرافق لها عنوة وتسكينها، ثم قيام أصحاب العمائر ومن أيام هوجة البناء أثناء ثورة يناير للآن بالتعلية فوق عمائرهم القديمة بالثلاثة وأربعة طوابق عينى عينك كل هذا كان سبباً رئيسياً فيما حدث أثناء نوة الإسكندرية من غرق وكوارث. وكثيراً ما صرخنا فى هذه الصفحة أن المدينة ستواجه تسونامى قادم لها من الصرف الصحى من كثرة الأحمال على البنية التحتية التى هى مقدرة لعدد معين فزاد عليها أحمال الـ60 ألف عمارة مخالفة وأكثر. ■ السببان الحقيقيان لانتشار مخالفات البناء بعد ثورة يناير والسبب الحقيقى فى انتشار ظاهرة البناء المخالف بشدة فى الإسكندرية يعود لأمرين، الأول قيام التاجر المعروف رشاد عثمان ببناء عمارته المخالفة فى شارع لا يزيد عرضه على ثلاثة أمتار وهو الذى ظل سنوات قبلها ممنوعاً من وضع طوبة فيها فلما بنى البرج هرول باقى المقاولين لتقليده فإذا كان الحاج رشاد بنى والحكومة ظلت تمنعه أكثر من 12 سنة ثم سمحت له إذن اللى يسرى عليه يسرى علينا . أما السبب الثانى فكان تصريحًا لمحافظ الإسكندرية الأسبق وقت ثورة يناير الدكتور أسامة الفولى مع إحدى المحطات الفضائية قال فيه: يجرى التفكير فى تغريم كل مقاول بنى مخالفاً عن كل طابق بناه ، ونسى وقتها المحافظ الأسبق أن يقول غرامة أيضاً على عدم أخذ تصاريح بناء للعمارة وغرامة لهدم فيللا والبناء مكانها وغرامة للبناء فى ارتفاعات تجاوزت المعتاد فى العمائر المجاورة. فما كان من المقاولين إلا أن زادوا فى البناء للعمائر المخالفة وبارتفاعات تصل لـ22 طابقاً والكارثة أن المناطق الشعبية يصل ارتفاع العمارة بها لـ25 طابقاً، وهات يا بناء ولا المحافظ نفذ كلامه وغرم المقاولين ولا المقاولون بطلوا بناء ليجىء كل محافظ يليه ليترك هذه النطقة تحديداً بالمدينة ولا يقترب منها بل إن بعض المحافظين السابقين أكل عيش من وراء ذلك والأدلة موجودة وزاد على الأمر أن أصبح هناك سماسرة معروفون بالاسم بين موظفى ورؤساء الأحياء وبين المقاولين يتعاملون بمبدأ سيب وأنا سيب والأسماء والعمائر موجودة لمن يريد الاطلاع. ■ المقاولون دفعوا بأبنائهم فى الانتخابات لحماية أنفسهم ووصل الأمر يا سادة أن أحد المقاولين هدمت له أدوارا عالية مخالفة، فى عهد المحافظ الأسبق، لأسباب كثيرة، منها أن العمارة تقع على مقربة من قريبة الموظف بالمحافظة - وقتها - وفى ذات الوقت لحفظ ماء الوجه أمام أولى الأمر بأنهم يهدمون فعليا فهدموا الطوابق المخالفة بها. وفى المقابل تم بناء عشرات العمائر أمام مرأى ومسمع مسئولى الحى والمحافظة، وكان المقاول الذى أصبح شهيراً الآن بالمدينة يلجأ لبعض السماسرة لإنهاء إجراءات عمائره والسماسرة معرفون بالاسم وصلاتهم برؤساء الأحياء وعادل لبيب وثيقة. وبعد ذلك لجأ المقاول الذى نتكلم عنه - حتى يخرج من الابتزاز الدائم- لفكرة دخول ابنه حزبا ثم يرشحه فردي لمستقبل وطن، بل يتبرع للحزب بالمقر بالمدينة لمساعدة ابنه الذى يفقه فى السياسة كما أفقه فى اللغة الصينية، والبنرات تحيط كل أرجاء المقر وحملة دعاية تملأ المدينة والمحطات ليشاء الله أن يصدر حكم بوقف الانتخابات فى هذه الدائرة بالذات وهى دائرة الرمل، تلك الدائرة التى كانت لسنوات طويلة حكراً على صبحى صالح من أيام ما كان محاميًا بسيطًا قبل أن يتضخم. وتوقفت فيها الانتخابات قبل 15 عاماً أيضاً بسبب الإخوان ونالها عبدالسلام المحجوب فى 2010 أمام صبحى صالح المهم الآن الدائرة معلقة كل هذا ولا زال المقاول يضع بانرات لابنه بشوارع المدينة بشكل لم يسبق من قبل، قس على ذلك دخول عدد من المقاولين للانتخابات الأخيرة لا ليخدموا الناس بل لخدمة مصالحهم أو حتى لا يقترب أحد منهم بعضهم رسب وبعض أبناء المقاولين نجح مثل ابن رشاد عثمان ولا تعليق!! ■ الدليل الذكى لإخراج فيللا أثرية من مجلد الآثار ويتساءل الجميع كيف تكون فيللا أثرية ومدرجة فى مجلد الآثار وتخرج من المجلد؟ الإجابة ببساطة اللى دخلها يخرجها فالفيللا يكون لها مواصفات مكتوبة فى المجلد فيتم ببراعة تغيير المعالم لها على الطبيعة ثم يتم ندب لجنة للمقارنة بين مواصفات الفيللا حسب ما هو مكتوب بالمجلد والموجود على الطبيعة فيكون مختلفا ساعتها تخرج من المجلد ويصدر لها قرار هدم آخر حلاوة والأيام الأخيرة حدث ذلك مع فيللا شهيرة على الكورنيش أعتقد أنها الوحيدة التى لازلت فى استانلى وبأيدى محترفة ومعروضة الآن للبيع. أما الطريقة الثانية وهى لا تقل عن الأولى أن يتم رفع دعوى قضائية من اسم مجهول مدعياً أنه له نصيب فى الفيللا وهذا يكون بالتواطؤ مع أصحاب الفيللا ذاتها أو المقاول الذى ينوى شراءها وأن الاسم المجهول يريد نصيبه وتسير الإجراءات حتى يأخذ حكما وبعد الحكم يأخذ بلدوزر ويهدم جزءًا من الفيللا -بحجة عايز الكام متر- الذين له وحكمت له المحكمة بهم وساعتها تقع الفيللا على الأرض وهوبا خلاص مفيش فيللا وسلامتها أم حسن وللعلم غالبية رؤساء الأحياء عارفين اللعبة دى ويتركون المقاول أو صاحب الفيللا يعمل ذلك وكله بثمنه!!