حكاية الرجل الذي يتهمه الغرب بتفجير الطائرة الروسية

يظهر دائمًا مخفى الوجه في مقاطع فيديو عبر تأثيرات بصرية تشوش على صورته حتى لا يتم التعرف على هويته يتحدث بلهجة هجومية معلنًا عن تنفيذ هجمات إرهابية جديدة في سيناء والمنطقة ثعلب أسود بسبعة أرواح يتجول بعيدًا عن أعين قوات الأمن، يدرك خبايا الجبال والمناطق، ليخرج منها بعد فترة ليطلق قذائفه ويعلن عن كارثة جديدة إنه أبو أسامة المصرى، الداعشى، العقل المدبر للعمليات الإرهابية الأخيرة في سيناء، والمتهم في إسقاط الطائرة الروسية.
مهندس التفجير
أكدت المخابرات البريطانية، في أول تسريباتها بشأن حادث الطائرة الروسية، أن الإرهابى أبو أسامة المصرى، هو مهندس تلك العملية، والمسئول الأول والأخير عنها، مستندة على تسجيلات صوتية لعناصر من تنظيم داعش الإرهابي في سيناء، يتحدثون فيها عن عملية إرهابية كبيرة رجحت أن تكون هي عملية إسقاط الطائرة.
تفخيخ الطائرة
وعلى الرغم من أن التحقيقات لم تُعلن نتائجها حتى الآن، لكن المخابرات البريطانية استمرت في ترويج معلومات ليس لديها عليها أي دليل بشأن مسئولية أبو أسامة عن الحادث، وقالت صحيفة صنداي تايمز البريطانية اليوم الأحد، إن ذلك الجهادي هو زعيم تنظيم ولاية سيناء الإرهابي، والمسئول عن تفخيخ طائرة الركاب الروسية وفق معلومات تم تسريبها من المخابرات البريطانية مؤخرا، بالإضافة إلى التسجيل الذي ظهر فيه مخفي الوجه يوم السبت الماضي، وأعلن فيه مسئولية داعش عن إسقاط الطائرة قائلا: نحن من اسقطناها موتوا بغيظكم .
اغتيال المصرى
وذكرت الصحيفة أن بريطانيا عرضت على مصر وروسيا مساعدتهم في الوصول لأبي أسامة واغتياله عبر انزال قوات بريطانية خاصة من فرق ساس في شبه جزيرة سيناء، لتنفيذ تلك المهمة، مؤكدة أن المتطرف دس القنبلة في حقيبة أحد المسافرين، موضحة انهم مازالوا يحققون في احتمالية تورط بريطانيين موالين لداعش في الحادث، بعد أن اتضح من عمليات رصد وتنصت قامت بها الاستخبارات على اتصالات إلكترونية بين متطرفين يتحادثون عن الطائرة بلهجة مدينتي لندن وبرمنجهام البريطانيتين.
تحدث في احدها عن عمليات استهداف القضاة في سيناء في مايو الماضي، داعيا إلى تسميم اطعمتهم وملاحقتهم في البيوت والشوارع ونسف منازلهم بالمتفجرات لو امكن وذلك بعد إصدار حكم باحالة أوراق الرئيس المعزول محمد مرسي إلى المفتي.
هوية الإرهابى
وتضاربت الاقاويل حول هوية المصري الحقيقية، فقيل أنه محمد أحمد على أبو أسامة المصري، من أبناء محافظة شمال سيناء، ويتراوح عمره ما بين 35 و37 عامًا، وينتمى إلى عائلة كبيرة في مدينة العريش، وأنه تلقى تدريبات في قطاع غزة، وشارك في القتال الدائر في سوريا إلى جانب الجماعات الإرهابية، وقالت معلومات أخرى أنه إرهابي يدعى يسري عبدالمنعم نوفل كان قياديا سابقا بتنظيم الناجون من النار وهو تنظيم ظهر في آواخر الثمانينيات مزج بين الدعوة والجهاد المسلح وهرب اعضاؤه من السجون أثناء ثورة يناير 2011 بعد 20 عاما في السجن.
شائعة مقتله
واذيعت أنباء قبل اشهر عن مقتل أبو أسامة المصري في عملية للجيش المصري في سيناء عقب حادثة كرم القواديس الإرهابية في يناير 2015، والتي حاول فيها المتطرفون السيطرة على مدينة الشيخ زويد ولكنهم فشلوا، وبعدها ظهر في يجدد فيه بيعته لابي بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش.
وحتى الآن لم تعلن التحقيقات في حادث سقوط الطائرة كون الأمر ذو صلة بعملية إرهابية من عدمه، فيما يجعل كل المعلومات التي تصدر عن المملكة المتحدة استباقية ومتسرعة ولا يوجد أي دليل عليها.