تعرف على قصة الأسد في أيقونة القديس مار مرقس الإنجيلي

الحق والضلال
تعرف على قصة الأسد في أيقونة القديس مار مرقس الإنجيلي
موضوع
أخذ أسد مارمرقس شهرة كبيرة، وأصبح عنصرًا ظاهرًا في جميع صوره
+ وهو إما يرجع إلى أولى معجزاته حيث قتل أسدًا ولبؤة باسم الرب.
+ وإما أنه يرجع إلى إنجيله الذي يبدأ بصراخ الأسد: (صوت صارخ في البرية)؛
+أو لأن إنجيله يمثل السيد المسيح في جلاله وملكه؛ على اعتبار أنه:
(الأسد الخارج من سبط يهوذا) (رؤ 5: 5). وهكذا عندما يرمز إلى الإنجيليين الأربعة بالحيوانات الأربعة الواردة في سفر الرؤيا (4: 7)، يرمز إلى القديس مرقس بالأسد.

ولذلك فإن أهل البندقية (بإيطاليا) عندما اتخذوا القديس مار مرقس شفيعًا لهم، اتخذوا أسده رمزًا لهم، وأقاموا تمثالًا كبيرًا لهذا الأسد المجنح في ساحة مارمرقس بمدينتهم وأصبح أسد مارمرقس مجالًا لإبداع الفنانين. وهم يصورونه على الدوام أسدًا هادئًا أليفًا، انتزع منه القديس مرقس ما فيه من وحشية واستبقى ما فيه من شجاعة.
(عن كتاب مرقس الإنجيلي الرسول الطاهر والشهيد لمثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث)

. وقصة الأسد هذه أسندها الآباء لبعض الأسباب منها:
1. يقول القديس امبروسيوس أسقف ميلان أن القديس مارمرقس بدأ إنجيله بإعلان سلطان لاهوت السيد المسيح الخادم كما قال "بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللَّهِ" (مر1:1) لذلك يحق أن يرمز له بالأسد.

2. يُقال أن القديس مارمرقس اجتذب والده ارسطوبولس للإيمان المسيحي خلال سيرهما معًا في الطريق إلى الأردن حيث اعترض طريقهما أسد ولبؤة. ومن شدة الرعب لهذا الحدث طلب الأب الخائف على ابنه أن يهرب منهما في الوقت الذي ينشغلوا فيه بافتراسه هو. لكن الابن الصغير (مار مرقس) طمأن الأب وصلَّى إلى السيد المسيح، ففي الحال انشق الوحشان ووقعا على الأرض ميتين. فأمن الأب بالسيد المسيح وأصبح مسيحيًا.

3. يبدأ إنجيل القديس مرقس بالقول "صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً" (مر3:1) وكان هذا الصوت مثل صوت الأسد الذي يدوى في الغابة كملك للحيوانات. وهذا الصوت يهيئ الطريق لمجيء الملك الحقيقي ربنا يسوع المسيح.

+ ولأن هذا الإنجيل بل كل الأناجيل تعلن سلطان السيد المسيح لذلك لاق به أن يُرمَز له بالأسد تحقيقًا لما قِيل في سفر الرؤيا عن السيد المسيح "فَقَالَ لِي وَاحِدٌ مِنَ الشُّيُوخِ: "لاَ تَبْكِ. هُوَذَا قَدْ غَلَبَ الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، أَصْلُ دَاوُدَ، لِيَفْتَحَ السِّفْرَ وَيَفُكَّ خُتُومَهُ السَّبْعَةَ" (رؤ5:5).
(عن كتاب لمحات سريعة في إنجيل كاروزنا إنجيل معلمنا مرقس - للأب الموقر القمص بطرس البراموسي)
-------------------------

إننا في وسط مخاوفنا، وقلقنا سواء من الظروف الخارجية، أو من إنتشار الأمراض أو الوباء أو من قيام الأعداء الخفيين والظاهرين، فحين ننظر إلى أيقونة أبينا القديس مرقس الإنجيلي، ونرى الأسد إلى جواره فهذا يبعث فينا الأمل والاطمئنان ونستعيد سلامنا مار مرقس الوديع لا يخشى الأسد ولا كل قوة العدو قلبه مطئمن برغم المخاوف لأن الله معه، وكان واثقاً من رعاية الله له، كقول المزمور: "تطأ الأفعى وملكَ الحيات، وتسحق الأسد والتنين. لأنه على أتكل فأنجيه، أرَفعه (أستره) لأنه عرف اسمي. يدعوني فأستجيب له. معه أنا في الشدة، أنقذه وأمجده. ومن طول الأيام أشبعه، وأريه خلاصي" (مز 90 بالأجبية)
وأيضاً حين نرى أسد مار مرقس نرى معاني الغلبة والنصرة أسود كثيرة ومخاوف عديدة تزأر من حولنا لتُرعبنا وتُخيفنا وتحاول أن تفترسنا، ولكن أمامنا وعد الله القائل لنا: "يحاربونك، ولا يقدرون عليك لأني أنا معك لأنقذك" (إر1:19). إن كنا ننظر إلى الأسد فقط، فمن الجائز أن نرتعب ونخاف أما إذا نظرنا إلى أبينا العظيم مار مرقس الواقف إلى جواره بثبات، فلا مبرر للخوف بل تهدأ نفوسنا وتطمئن ونؤمن بأن الله معنا ويرعانا ولا نخشى شيئاً، بل نقول مع دانيال العظيم: "إلهي أرسل ملاكه وسَد أفواه الأسود فلم تضرني" (دا 6: 22)

أبانا القديس مار مرقس

تبارَكَت بِكَ كل قبائل الأرض
وأقوالك بلغت إلى أقطار المسكونة
السلام لك أيها الشهيد
السلام للإنجيلي
السلام للرسول
مرقس ناظر الإله
اطلب من الرب عنا
يا ناظر الإله الإنجيلي
نار مرقس الرسول
ليغفر لنا خطايانا
(من ذكصولوجية مار مرقس الرسول)

          
تم نسخ الرابط