قصة مشروع خطير وقرار حاسم من مبارك أوقف المخطط في لحظاته الأخيرة

اللي حصل في سنترال رمسيس : كيف أنقذ المشير طنطاوي مصر من شلل الاتصالات الكامل بعد خطة دولية خطيرة وماذا قال له مبارك بعدها؟

المشير طنطاوي - الرئيس
المشير طنطاوي - الرئيس الاسبق حسني مبارك

المشير طنطاوي .. سنترال رمسيس .. حسني مبارك .. وسط زخم الأحداث التي عاشتها مصر في العقود الأخيرة، تبقى بعض القصص طي الكتمان، ولا تُكشف تفاصيلها إلا بعد مرور الزمن، خاصة تلك التي تتعلق بالأمن القومي والبنية التحتية الحساسة. ومن بين هذه القصص ما حدث في أوائل الألفينات، حين نجح المشير طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة آنذاك، في إحباط مشروع أمريكي كان سيُنفذ تحت ستار "منحة لتطوير الاتصالات"، بينما كان يحمل في طياته تهديدًا وجوديًا لمنظومة الاتصال المصرية بالكامل.
 


المشير طنطاوي يكتشف الخدعة الأمريكية مبكرًا.. ومبارك يصدر قرارًا تاريخيًا بوقف التنفيذ


تفاصيل الحكاية بدأت عندما عرضت جهة أمريكية تمويلاً ضخمًا لمشروع يهدف إلى "تطوير البنية التحتية للاتصالات" في مصر، من خلال ربط جميع السنترالات في الجمهورية بشبكة واحدة مركزية، يتم التحكم فيها عن بُعد. المشروع بدا في ظاهره تقنيًا وتنمويًا، لكن المشير طنطاوي، بخبرته العسكرية وقراءته العميقة للأمن القومي، التقط الخطر مبكرًا.

فور تنفيذ أولى خطوات المشروع، التي تضمنت ربط سنترال رمسيس بسنترال واحد، أمر المشير طنطاوي بوقف التجربة، بعدما أدرك أن أي اختراق لتلك الشبكة المركزية، سواء إلكترونيًا أو ميدانيًا، كفيل بأن يؤدي إلى انهيار منظومة الاتصالات في مصر بالكامل — من الهواتف الأرضية إلى شبكات الإنترنت، مرورًا باتصالات المحمول.
 


مبارك يتدخل بعد تحذير المشير طنطاوي.. والقرار التاريخي يتخذ في لحظات مصيرية


الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وبعدما علم بتوقف المشروع، استدعى المشير طنطاوي لمعرفة الأسباب. وشرح له الأخير ببساطة أن ربط جميع السنترالات في شبكة واحدة سيتحول إلى "نقطة ضعف استراتيجية"، لأنه في حال حدوث أي عطل أو هجوم، سواء سيبراني أو ميداني، سيتم فصل جميع محافظات مصر عن بعضها، وتتحول الدولة إلى جزر منعزلة، وهو ما قد يشل حركتها تمامًا في وقت الأزمات أو الكوارث.

فورًا، سأل مبارك عن عدد السنترالات التي تم ربطها بالفعل، فأجابه المشير طنطاوي بأن اثنين فقط تم دمجهما. فكان رد مبارك حاسمًا: "خلاص.. وقف المشروع فورًا.. وزحلقهم".
 


المشير طنطاوي.. الحارس الأمين على الأمن القومي المصري


هذه الحادثة ليست مجرد قصة أمنية أو تقنية، بل شهادة حية على وعي المشير طنطاوي بالمخاطر الخفية التي قد تأتي مغلفة في صورة دعم أو تطوير. وقد تكررت مواقف المشير طنطاوي في أكثر من مناسبة، حيث لعب أدوارًا مفصلية في حماية أمن مصر الداخلي والخارجي، خصوصًا في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، حين تولى إدارة البلاد خلال واحدة من أخطر فتراتها.
 


ماذا لو لم يتدخل المشير طنطاوي؟ كارثة اتصالات كانت ستحول مصر إلى دولة "خرساء"


التصور الأسوأ الذي حذر منه المشير طنطاوي لم يكن مبالغًا فيه، فلو تم تنفيذ مشروع الربط الكامل، لأصبحت كل خطوط الاتصالات في مصر رهينة لنقطة واحدة، وأي استهداف لها كان كفيلاً بعزل الدولة تمامًا عن التواصل، سواء داخليًا أو خارجيًا. وهو ما كانت تسعى له بعض القوى الدولية لتحقيق اختراق عميق للسيادة الوطنية.

إن تكرار اسم المشير طنطاوي في ملفات الأمن القومي ليس مصادفة، بل تأكيد على مكانته كشخصية مفصلية في تاريخ مصر الحديث. وقد أدركه الشعب جيدًا، حتى بعد رحيله، حيث لا تزال تتردد دعوات الرحمة لروحه، جنبًا إلى جنب مع الدعاء للرئيس الأسبق مبارك، الذي كان له دور حاسم أيضًا في دعم رؤية المشير طنطاوي وتنفيذ القرار الحاسم.
 


دعوات بالرحمة والامتنان لطنطاوي ومبارك.. وشهادة تاريخية لا تُنسى


ربما لا يعرف الكثيرون تفاصيل هذا المشهد الحساس، لكن من الواجب تذكير الأجيال الجديدة بدور القادة الحقيقيين. المشير طنطاوي لم يكن مجرد وزير دفاع، بل كان حارسًا صامتًا ومدافعًا عن السيادة الوطنية في لحظات فارقة. وموقفه مع مبارك في هذه الأزمة يؤكد أن مصر دائمًا ما تنجب رجالًا يضعون الوطن أولاً، مهما كانت الضغوط والمغريات.


 

          
تم نسخ الرابط