ليلة دامية في مقاطعة إيتوري.. إطلاق نار عشوائي يستهدف مصلين داخل كنيسة كاثوليكية خلال تجمع روحي

هجوم مسلح على كنيسة أثناء الصلاة في الكونغو الديمقراطية يسفر عن مقتل 35 شخصًا وإصابة آخرين

هجوم مسلح على كنيسة
هجوم مسلح على كنيسة في الكونغو الديمقراطية

استفاقت جمهورية الكونغو الديمقراطية، صباح اليوم الأحد، على وقع هجوم مسلح مروع استهدف كنيسة كاثوليكية أثناء صلاة مسائية في بلدة كوماندا الواقعة في مقاطعة إيتوري شمال شرقي البلاد، ما أسفر عن مقتل 35 شخصًا على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطيرة، فضلًا عن تقارير تفيد بخطف عدد من الشباب المشاركين في التجمع الديني.

وتُعد هذه الحادثة الأعنف منذ شهور في تلك المنطقة، التي شهدت هدوءًا نسبيًا قبل أن تتجدد أعمال العنف مجددًا، وسط حالة من الغضب والذعر بين السكان المحليين.

تفاصيل الهجوم على الكنيسة في بلدة كوماندا

وبحسب شهادات شهود عيان ومصادر محلية نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، فقد وقع الهجوم مساء السبت، في نحو الساعة التاسعة مساءً بالتوقيت المحلي، حيث اقتحم مسلحون مجهولون كنيسة "أنواريت المقدسة" أثناء تجمع للصلاة.

وذكر القس أيم لوكانا ديغو، أحد مسؤولي الكنيسة، أن من بين القتلى 31 من المشاركين في "حركة الحملة الإفخارستية"، كما أصيب 6 أشخاص آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، بينما لا تزال المعلومات متضاربة بشأن عدد المختطفين.

الجهات المتهمة ومسؤولية الهجوم

بحسب مصادر أهلية ومنظمات حقوقية محلية، فإن أصابع الاتهام تشير إلى ما يُعرف بـ"القوات الديمقراطية المتحالفة"، وهي مجموعة مسلحة تنشط في مناطق شرق الكونغو، وتتهمها السلطات بارتكاب عشرات المجازر في حق مدنيين خلال السنوات الأخيرة.

وفي تصريحات أدلى بها المنسق الحقوقي كريستوف مونيانديرو، أكد أن عدد القتلى بلغ 38 شخصًا، محملًا هذه الجماعة المسلحة مسؤولية ما حدث، مطالبًا بتدخل دولي لحماية المدنيين ودور العبادة من التكرار المستمر لهذه الجرائم.

صمت رسمي وتحقيقات محدودة

حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يصدر بيان رسمي من الحكومة الكونغولية حول الحادث، واكتفى المتحدث باسم الجيش في إيتوري، اللفتنانت جولز نغونغو، بتأكيد وقوع الهجوم، دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول طبيعة المهاجمين أو الخطوات الأمنية المقبلة.

وقد شهدت المنطقة عمليات عسكرية مشتركة بين جيشي الكونغو وأوغندا منذ عام 2021، لكن يبدو أن هذه العمليات لم تنجح في إنهاء نشاط الجماعات المسلحة بشكل كامل، خصوصًا في المناطق الريفية النائية.

خلفية عن المنطقة وتكرار الهجمات

تُعد بلدة كوماندا مركزًا تجاريًا مهمًا يربط مقاطعات إيتوري وتشوبو وشمال كيفو ومانيما، لكنها في الوقت ذاته، من المناطق الساخنة التي تشهد من حين لآخر هجمات ضد المدنيين ودور العبادة، بسبب ضعف البنية الأمنية وتضاريسها الجغرافية المعقدة.

ويأتي هذا الهجوم بعد شهور من الهدوء النسبي، منذ آخر عملية مسلحة شهدتها المنطقة في فبراير 2025، والتي أسفرت حينها عن مقتل 23 مدنيًا في منطقة مامباسا المجاورة.

خلاصة القول

أعاد الهجوم المسلح على الكنيسة في الكونغو الديمقراطية مشهد العنف الدموي إلى واجهة الأحداث مجددًا، بعد أن أودى بحياة عشرات المدنيين الأبرياء خلال أداء صلاة جماعية في بلدة كوماندا. وبينما تستمر التحقيقات في ظل صمت رسمي، تتصاعد المطالب الشعبية والحقوقية بتحرك حكومي ودولي عاجل لوضع حد لهذه الجرائم المتكررة، وحماية أرواح الأبرياء ومراكز العبادة من دوامة العنف المزمن.

          
تم نسخ الرابط