بين السخريه والتقديس.. حكايه السيد المسكين المقيم بجوار ضريح مقام السيد البدوى منذ سنوات

في الساعات الأخيرة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لرجل مُسنّ من طنطا، معروف لدى رواد ساحة العارف بالله سيدي أحمد البدوي.
كان الرجل يرتدي ملابس زاهية الألوان، ويردد الأدعية والأذكار بين الزوار. أصبحت صورته ظاهرة حقيقية على مواقع التواصل، مصحوبة بتعليقات ساخرة ومقاطع تهكمية . إلا أن وراء هذه الصورة المتداولة قصة إنسانية ودينية تستحق أن تُروى، بعيدًا عن السخرية المعتادة.
من هو الرجل في الصورة؟

تمكنا من خلال تحقيقنا من تحديد اسمه الحقيقي: الحاج سيد المسكين، 76 عامًا، من قنا، وكان يعمل بائع فطائر. هو رجل بسيط عاش حياته في جو من المولد والذكر والمحبة يرتدي زيه الأحمر المميز منذ سنوات طويلة الذي يعتبره رمزًا للطريقة الأحمدية "سيد البدوي" التي ينتمي إليها.
قال الحاج سيد، رافضًا تصويره، متحدثًا إلينا بصوت هادئ: "أنا صوفي، ابن صوفي، وأحب الصوفية عن والدي وجدي. أنا من أشد المحبين لسيدي أحمد البدوي، أحد أولياء الله الصالحين. أحب جميع أولياء الله، وأحب صحابة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم."
وعن ظهوره في باحة المسجد رافعًا صوته بالدعاء، أوضح قائلًا: "عندما أتحدث عند الضريح، بكلم ربنا وبقول يا رب مش بنادي البدوي علشان يستجيب وأنا هناك علشان أدعي وأقرأ الفاتحة للولي وأتوسل لله بالحب في أوليائه.
بين التصوف الحقيقي والمظاهر
كشفت ردود الفعل التي رافقت نشر الصورة عن فجوة كبيرة بين الفهم الشعبي للتصوف وواقعيه العلمي والروحي.
بينما يعتبر البعض أفعال أمثال الحاج سيد ضربًا من "البدعة" أو "الجهل"، يؤكد علماء الصوفية أن المظاهر المُتصوَّرة مجرد اجتهادات بسيطة لا تختصر جوهر التصوف في شيء.
يقول الشيخ جابر البغدادي، وهو داعية إسلامي وأحد المهتمين بالتصوف: "التصوف الحقيقي هو... المعرفة والسلوك والذكر، لا اللباس أو المظهر الخارجي. ومن الخطأ الحكم على الناس بمظاهرهم، لأن التصوف أساسه جوهره ، يقوم على صفاء القلب وخدمة الخلق، ودوام الذكر".