تفسير دقيق لموقف الإيمان المسيحي
الكنيسة القبطية توضح حكم الزواج من غير المسيحيين وفق تعاليم الكتاب المقدس

الزواج من غير المسيحيين يُعد من أكثر الموضوعات التي تثير تساؤلات داخل المجتمع، خاصة في ظل اختلاف العقائد والديانات. وتؤكد العقيدة المسيحية أن الزواج سر مقدس وليس مجرد عقد مدني، يقوم على اتحاد روحي بين رجل وامرأة يشتركان في الإيمان الواحد بالمسيح، وهو ما يجعل الاختلاف الديني عائقًا أساسيًا أمام قيام هذا السر الكنسي.
ويستعرض موقع الحق والضلال في هذا التقرير موقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من الزواج المختلط، وتفسير ما ورد في رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس حول هذه المسألة.
توضيح البابا شنودة الثالث
قدّم الراحل البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تفسيرًا واضحًا لموقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من الزواج من غير المسيحيين، مؤكدًا أن بولس الرسول لم يكن يتحدث في رسالته إلى أهل كورنثوس عن السماح بزواج جديد بين مؤمن وغير مؤمن، بل كان يشير إلى زيجات قائمة بالفعل قبل دخول أحد الطرفين إلى الإيمان.
وأوضح البابا شنودة أن النص الكتابي يدعو الطرف المسيحي للاستمرار في الزواج إن أمكن، بهدف جذب الطرف الآخر إلى الإيمان، مشيرًا إلى قول بولس الرسول: «لعل الرجل يربح المرأة، ولعل المرأة تربح الرجل». لكن في حال رفض الطرف غير المؤمن الاستمرار في الحياة المشتركة، فله أن يفارق، لأن «الله قد دعانا في السلام» كما ورد في الإصحاح السابع من الرسالة الأولى إلى كورنثوس.
موقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تؤكد بوضوح أن الزواج لا يتم إلا بين شخصين يشتركان في الإيمان المسيحي الواحد والطائفة الواحدة، لأن سر الزيجة في المسيحية هو اتحاد روحي يُباركه الله داخل الكنيسة، وليس مجرد ارتباط اجتماعي أو قانوني.
وترى الكنيسة أن اختلاف العقيدة يمنع تحقق هذا الاتحاد، إذ لا يمكن أن يجتمع الإيمان بالمسيح مع عقيدة أخرى في سر يُعد من أسرار الكنيسة السبعة المقدسة.
الزواج في المسيحية سر مقدس
تعتبر المسيحية الزواج سرًا مقدسًا، أي أنه عمل إلهي يتم داخل الكنيسة أمام المذبح، وتُمنح فيه نعمة روحية للزوجين ليصبحا جسدًا واحدًا في الإيمان. ومن ثم، فإن الزواج من غير المسيحيين لا يُعد زواجًا كنسيًا، لأن أحد الطرفين لا يشترك في نفس الإيمان ولا في نعمة الأسرار.
ما وراء الخبر
يرى رجال الدين أن رفض الكنيسة الزواج المختلط لا ينبع من تعصب ديني، بل من حماية جوهر الإيمان ووحدة الأسرة الروحية. فالزواج المسيحي يُبنى على الإيمان والمحبة والمشاركة في الصلاة والأسرار الكنسية، وهو ما لا يمكن تحقيقه في حالة اختلاف العقيدة بين الزوجين.
معلومات حول الزواج من غير المسيحيين
تؤكد لوائح الأحوال الشخصية في الكنيسة القبطية أن الزواج من غير المسيحيين غير معترف به كنسيًا، ولا تُقام له طقوس الإكليل، لكنه يُعتبر زواجًا مدنيًا فقط أمام الدولة، ولا يترتب عليه أي صفة كنسية أو أسرارية.
خلاصة القول:
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تؤكد أن الزواج من غير المسيحيين لا يُقر كنسيًا، لأن سر الزيجة يقوم على اتحاد روحي في الإيمان بالمسيح، وهو ما لا يتحقق إلا بين طرفين يشتركان في نفس العقيدة والطائفة. وتبقى رسالة بولس الرسول تأكيدًا على مبدأ السلام والاحترام داخل الزواج القائم، وليس ترخيصًا بزواج جديد خارج حدود الإيمان المسيحي.
- الزواج من غير المسيحيين
- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
- سر الزيجة
- البابا شنوده الثالث
- بولس الرسول
- الزواج المختلط
- العقيدة المسيحية
- الكتاب المقدس
- الزواج في المسيحية
- الإيمان بالمسيح