تفاصيل تحوّل مجدي يعقوب إلى أيقونة فرعونية في افتتاح المتحف المصري بظهور مجد آتون بالذكاء الاصطناعي
يشهد المصريون اليوم حالة فريدة من الفخر والدهشة، بعد أن تصدر اسم مجدي يعقوب مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير، إذ أصبح الطبيب المصري العالمي رمزًا إنسانيًا وتاريخيًا في آنٍ واحد. لم يكن الحدث مقتصرًا على افتتاح الصرح الأثري الأكبر في العالم، بل تحوّل حضور مجدي يعقوب إلى احتفال شعبي بإنسان كرّس حياته لإنقاذ القلوب، فاستحق أن يُلقب بـ«ملك القلوب» في كل زمان ومكان.
صورة مجدي يعقوب التي انتشرت عبر السوشيال ميديا بالزي الفرعوني الذي صممه الذكاء الاصطناعي حملت عنوانًا آخر للمجد، وكأن التاريخ أراد أن يضع الجراح المصري بين صفوف العظماء الذين خلدوا أسماءهم في ذاكرة الوطن.
لماذا يحظى مجدي يعقوب بمكانة استثنائية في قلوب المصريين والعالم؟
محبة الناس لـ مجدي يعقوب ليست مجرد تقدير لطبيب عبقري، بل هي امتنان لرجل وهب حياته للإنسانية دون تفرقة. فقد استطاع أن يربط بين العلم والرحمة، وأن يزرع الأمل في قلوب الآلاف من المرضى الذين أعاد إليهم الحياة بابتسامته الهادئة ومبضعه الذهبي.
ويتداول المصريون على الدوام قصصًا عن إنسانيته، حتى من لم يلتقِ به شخصيًا يشعر وكأنه يعرفه، فمجرد ذكر اسمه يثير في النفس احترامًا عميقًا ودفئًا خاصًا، يجعل الجميع يشعرون بأنهم أمام إنسان استثنائي يملك قلبًا أكبر من كل الجوائز والأوسمة التي حصل عليها.
اللقاء الأول بين الرئيس جمال عبدالناصر والطبيب الشاب مجدي يعقوب
كان عام 1957 لحظة فارقة في حياة الشاب مجدي يعقوب الذي لم يتجاوز عمره آنذاك الحادية والعشرين. في ذلك الصيف، وقف بين أوائل خريجي كلية الطب بجامعة القاهرة ليكرّمه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بشهادة تقدير.
اللقاء لم يكن مجرد لحظة تكريم، بل بداية حكاية بين حلمين كبيرين؛ رئيس يسعى لنهضة وطن، وطبيب شاب يسعى لتغيير مستقبل الطب في مصر. وقد وثق هذا المشهد كتاب «مذكرات مجدي يعقوب.. جراح خارج السرب»، الذي صدر في لندن بقلم الصحفيين سيمون بيرسن وفيونا جورمان، ليكون أول سيرة ذاتية توثق مشوار مجدي يعقوب الممتد لعقود من العطاء الإنساني والعلمي.
مجدي يعقوب.. أصغر جراح في قصر العيني وصانع البدايات الصعبة
بعد تخرجه مباشرة، انضم مجدي يعقوب إلى مستشفى قصر العيني الجامعي كجراح عام، وعاش بين جدرانه ما يقرب من ثلاث سنوات. يروي في مذكراته أنه كان يقيم داخل المستشفى أيامًا متواصلة، وأنه وجد متعته في العمل الشاق والعمليات الدقيقة التي ساهمت في صقل مهارته مبكرًا.
يقول مجدي يعقوب عن تلك المرحلة: «كنت أعمل بجد شديد، وفي العام الأول كنت أساعد في الجراحات، ثم بدأت أجريها بمفردي في العام التالي». كانت هذه التجربة البداية الحقيقية لمسيرة الجراح الذي سيصبح بعد عقود أحد أهم رموز الطب في العالم.

الوفاء للأستاذ الروسي الذي غرس في مجدي يعقوب حب البحث والعطاء
لم ينسَ مجدي يعقوب أستاذه الطبيب الروسي الشهير «جليب فاسيليفيتش فون آنريب»، الذي درّسه في كلية الطب بالقاهرة. تعلم منه الإخلاص في العمل، والحرص على خدمة القرى الفقيرة والبحث عن مسببات الأمراض قبل علاجها.
يروي مجدي يعقوب أنه تأثر بشدة بطريقة أستاذه في التعامل مع المرضى، وأنه نقل هذا الفكر الإنساني إلى كل من عملوا معه بعد ذلك، ليصبح شعار حياته المهنية هو “العلم في خدمة الإنسان”.

السبب الحقيقي وراء سفر مجدي يعقوب إلى بريطانيا وبداية الأسطورة العالمية
رغم أن والد مجدي يعقوب كان يرفض فكرة سفره إلى أوروبا، متمسكًا بأن ابنه سيحقق نجاحًا كبيرًا داخل مصر، فإن القدر كان له رأي آخر. بعد إصابة والده بأزمة قلبية حادة وفشل كلوي، عاش الطبيب الشاب تجربة مؤلمة جعلته يعيد النظر في مستقبله، خاصة بعد وفاة والده عام 1959.
حينها قرر مجدي يعقوب السفر إلى بريطانيا ليستكمل دراسته ويطور مهاراته في جراحة القلب، وقال عن قراره الشهير: «رحلت لأسباب إيجابية، رحلت بحثًا عن العلم وخدمة الناس في كل مكان».
ومنذ تلك اللحظة، بدأت رحلة مجدي يعقوب نحو العالمية، حيث أصبح اسمًا لامعًا في أكبر المراكز الطبية في لندن، قبل أن يؤسس مؤسسته الإنسانية في أسوان، التي تقدم علاجًا مجانيًا للأطفال المصريين والعرب والأفارقة.
مجدي يعقوب.. من قصر العيني إلى قلوب الملايين
اليوم، وبعد عقود من النجاح والإنجازات، لا يزال مجدي يعقوب رمزًا للعلم والرحمة، وصورة حية للطبيب الذي لم تغيره الشهرة ولا المناصب.
فبينما يحتفل العالم بافتتاح المتحف المصري الكبير، كان تكريم مجدي يعقوب من خلال مجسمه بين العظماء، رسالة عميقة مفادها أن الإنسانية هي أرقى ما تركه المصريون للعالم.
- مجدي يعقوب
- المتحف المصري الكبير
- افتتاح المتحف المصري
- الذهب
- الذكاء الاصطناعي
- جامعة القاهرة
- الجراح المصري












