ذكرى روحية للأجيال كلها
عيد الشهيد مارمينا العجائبي في 24 نوفمبر… سيرته الكاملة وطقوس الكنيسة ومعجزاته
الشهيد مارمينا العجائبي يُعد واحدًا من أشهر قديسي الكنيسة القبطية وأكثرهم تأثيرًا عبر التاريخ، ويوافق عيده السنوي يوم 24 نوفمبر (15 هاتور قبطي). يحتفل الأقباط في هذا اليوم بذكرى استشهاد واحد من أبرز شهود الإيمان، الذي ترك بصمة قوية بسيرته الطاهرة ومعجزاته التي استمرت قرونًا طويلة، ولا تزال حاضرة في حياة المؤمنين حتى اليوم.
من هو الشهيد مارمينا العجائبي؟
ولد القديس مارمينا في منطقة مريوط قرب الإسكندرية في نهاية القرن الثالث الميلادي، لأبوين تقيين، وقد جاءته البشارة قبل ولادته بأن يكون «بركة للعالم».
التحق بالخدمة العسكرية في الجيش الروماني، وتميز بالشجاعة والانضباط.
لكنّه ترك الحياة العسكرية بعد صدور أوامر الإمبراطور باضطهاد المسيحيين، واختار الاعتزال للعبادة والصوم في البرية.
إعلان الإيمان والشهادة
في إحدى الاحتفالات الوثنية، شعر الشهيد مارمينا العجائبي بدعوة قوية للشهادة، فنزل إلى المدينة وأعلن صراحة أنه مسيحي ولن يعبد إلا المسيح.
وتعرض لتعذيب قاسٍ شمل الجلد، والحرق، وتمزيق الجسد، لكنه ظل ثابتًا في إيمانه.
وفي النهاية نال إكليل الشهادة بعد أن قُطعت رأسه، ليصبح من أشهر شهداء الكنيسة القبطية في القرن الرابع.
معجزات الشهيد مارمينا العجائبي بعد استشهاده
ارتبط اسم القديس بالمعجزات منذ لحظة استشهاده، حيث ظهرت أنوار فوق قبره، وانتشرت شفاءات عديدة في منطقة مريوط.
ومن أشهر المعجزات المنسوبة له:
- شفاء الأمراض المستعصية
- فتح الأرحام ومعالجة حالات العقم
- إخراج الأرواح الشريرة
- عودة المفقودات
- إتمام صلح بين المتخاصمين
- حماية المسافرين والغريب
كما تزايدت معجزاته عالميًا في عصر البابا كيرلس السادس الذي كان له ارتباط روحي خاص بالقديس.
اكتشاف الجسد وتعمير مدينة مريوط القديمة
بعد سنوات من استشهاد القديس، انتشرت المعجزات حول قبره، فظهرت منطقة شفاء بجوار المكان، مما دفع الإمبراطور قسطنطين إلى تعمير المنطقة بعد شفاء ابنته بشفاعة القديس.
وأصبحت «مدينة مارمينا» القديمة من أهم مراكز الحج في العالم خلال القرنين الرابع والخامس.
دير مارمينا في مريوط
أعاد البابا كيرلس السادس إحياء الدير، ليصبح من أكبر الأديرة في مصر والعالم، ويضم:
- كنائس أثرية
- مزار الشهيد
- قاعات تذكار المعجزات
- متحفًا أثريًا
- ما تبقى من معمودية مريوط التاريخية
- ويُعتبر الدير مقصدًا للشفاء والبركة حتى اليوم.
طقوس الكنيسة في عيد الشهيد مارمينا العجائبي – 24 نوفمبر
تحتفل الكنيسة القبطية بواحد من أهم أعياد الشهداء عبر مجموعة من الطقوس الروحية:
- رفع بخور عشية خاصة بالشهيد
- تتضمن:
- ذكصولوجية مارمينا
- مديح الشهيد
- قراءة السنكسار
- القداس الإلهي
يشمل:
- ترانيم الشهداء
- ذكر اسم الشهيد في المجمع
- قراءة قصة الاستشهاد بالكامل
- إضافة الذكصولوجية الخاصة بالشهيد
- تطييب رفات القديس
- في الكنائس التي تحتفظ بجزء من الرفات، يتم:
- تقبيل الرفات
- تطييبها بالحنوط
- مباركة الشعب
- زفة أيقونة الشهيد
يتم التطواف بأيقونة الشهيد مارمينا العجائبي وسط الألحان مثل:
- "إبؤرو مارمينا"
- "السلام للشهيد مينا العجائبي"
- توزيع البركة
- زيت مارمينا
- مياه البركة
- شرائط عليها صورة الشهيد
رموز القديس في الأيقونات القبطية
تظهر معظم أيقونات الشهيد بجانبه جملان، وهو رمز لاكتشاف جسده حين وجد بين جملين واقفين دون أن يتحركا حتى عُرف المكان.
كما يُرسم عادةً بجسدٍ شابّ وملابس عسكرية رومانية.
ما وراء الخبر
عيد الشهيد مارمينا العجائبي ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل مناسبة روحية مفعمة بالإيمان، تعكس عمق العلاقة بين الشعب القبطي وشهدائه.
فهو شهيد يقدم شفاعة قوية، وتستمر معجزاته في حياة الملايين، مما جعل سيرته واحدة من أشهر السير الروحية في المسيحية الشرقية.
معلومات حول الشهيد مارمينا العجائبي
- استشهد في عصر دقلديانوس
- مدفون في مريوط
- له دير من أكبر الأديرة في مصر
- معجزاته مستمرة حتى اليوم
- يُلقب بـ "العجائبي" لكثرة شفاءاته
خلاصة القول
عيد الشهيد مارمينا العجائبي هو إحدى أهم المناسبات الروحية في الكنيسة القبطية، حيث يجتمع المؤمنون لإحياء ذكرى شهيد الإيمان والشجاعة، والتبرّك بشفاعته ومعجزاته التي لا تنتهي.
ويبقى يوم 24 نوفمبر شاهدًا على قوة الإيمان التي لا تُهزم، ومحطة روحية ينتظرها الأقباط كل عام.
- الشهيد مارمينا العجائبي
- عيد مارمينا
- دير مارمينا
- معجزات مارمينا
- مريوط
- الشهداء
- قديسين قبط
- 24 نوفمبر
- السنكسار
- القداس الإلهي









