أسباب غير متوقعة وراء انسحاب كمال الدالي من سباق الإعادة وتصدع الصفوف داخل حزب الجبهة الوطنية

اللواء كمال الدالي
اللواء كمال الدالي

كمال الدالي .. الجبهة الوطنية .. شهدت الدائرة الأولى بمحافظة الجيزة تطورًا لافتًا خلال الساعات الماضية بعد إعلان اللواء كمال الدالي انسحابه من جولة الإعادة في انتخابات مجلس النواب 2025، في خطوة أثارت موجة واسعة من الجدل داخل حزب الجبهة الوطنية وفي أروقة التحالفات الانتخابية. وجاء قرار كمال الدالي في توقيت حساس، ما دفع العديد من المراقبين إلى الربط بين الانسحاب وبين التصدعات الداخلية داخل الحزب، إضافة إلى تأثيرات علاقات القوى بين المرشحين المستقلين ورجال الأعمال البارزين.
 


خلافات داخلية وتعقيدات سياسية تطيح بترشح كمال الدالي



أكدت مصادر داخل حزب الجبهة الوطنية أن انسحاب اللواء كمال الدالي لم يكن نتيجة ضغوط انتخابية فحسب، بل جاء أيضًا على خلفية ما وصفته بـ"غياب الالتزام التنظيمي" من بعض قيادات التحالف الوطني. وأشارت المصادر إلى أن رجل الأعمال محمد أبوالعينين، نائب رئيس حزب الجبهة الوطنية والفائز ضمن القائمة الوطنية من أجل مصر، لعب دورًا غير مباشر في تغيير مسار دعم الحزب داخل الدائرة التي ينافس فيها كمال الدالي.

وأوضحت المصادر أن هشام بدوي، المنافس المباشر لـ كمال الدالي في الإعادة، يتمتع بعلاقات وثيقة تربطه بمحمد أبوالعينين، حيث سبق أن خاض الانتخابات أكثر من مرة متحالفًا معه، وهو ما دفع البعض للاعتقاد بأن بدوي سيحظى بدعم غير معلن ضد كمال الدالي، مما تسبب في توسيع فجوة الخلاف داخل صفوف الجبهة الوطنية.

نص استقالة اللواء كمال الدالي



خسائر انتخابية في الأقصر تكشف أزمة أعمق داخل التحالف الوطني



وأضافت المصادر أن أزمة كمال الدالي ليست الأولى داخل الحزب، فقد سبقها خلافات تتعلق بعدم التزام حزب مستقبل وطن بتنسيق كامل مع بقية أطراف التحالف الوطني في مقاعد الفردي. هذا الارتباك التنظيمي أدى – وفق المصادر – إلى خسارة الجبهة الوطنية لمقعدين في محافظة الأقصر، رغم وجود تفاهمات مسبقة كان من المفترض أن تحمي هذه المقاعد.

وفي الوقت الذي تمكن فيه مرشح مستقبل وطن أحمد الوليد من الفوز من الجولة الأولى بفارق كبير، وجد كمال الدالي نفسه مضطرًا لخوض جولة الإعادة داخل دائرة شهدت صراعًا انتخابيًا محتدمًا منذ البداية، قبل أن يعلن انسحابه بشكل فردي دون الرجوع إلى المستويات التنظيمية للحزب.
 


استقالات بالجملة داخل الجبهة الوطنية بعد انسحاب كمال الدالي



تسبب قرار انسحاب كمال الدالي في توابع تنظيمية مباشرة، إذ تقدم كمال الدالي باستقالته من أمانة الحزب بمحافظة الجيزة بعد ساعات من قراره، ما فتح الباب أمام موجة استقالات جديدة داخل الأمانة. وقدم عضو الحزب محمد سليم ومعه ستة أعضاء آخرين استقالاتهم، بعد يومين فقط من إعلان نتائج المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب.

وأكدت المصادر أن سلسلة الاستقالات اتخذت طابعًا احتجاجيًا على ما وصفه البعض بـ"سوء إدارة الملفات الانتخابية داخل الحزب" إضافة إلى ما تعرض له كمال الدالي من إهمال للدعم التنظيمي خلال جولة الإعادة.
 


نتائج المرحلة الأولى تبرز قوة مستقبل وطن وتراجع الجبهة الوطنية



وبحسب النتائج المعلنة رسميًا، فاز 42 مرشحًا بحصولهم على أكثر من 50% من الأصوات الصحيحة، بواقع:

24 مقعدًا لحزب مستقبل وطن

9 مقاعد لحزب حماة الوطن

5 مقاعد لحزب الجبهة الوطنية

مقعدين لحزب النور

مقعد لحزب الشعب الجمهوري

مقعد واحد لمستقل

هذه النتائج عززت الانطباع بأن موقع حزب الجبهة الوطنية يتراجع، خاصة مع انسحاب كمال الدالي الذي كان يعد أحد أبرز مرشحيه في الجيزة.
 


القائمة الوطنية تفرض سيطرتها في الصعيد وغرب الدلتا



كما نجحت القائمة الوطنية من أجل مصر في الفوز بدائرتي الصعيد وغرب الدلتا بعد تجاوز نسبة 5% من أصوات الناخبين.
وحصلت القائمة في قطاع الصعيد على 5.295 مليون صوت، وفي قطاع غرب الدلتا على 1.671 مليون صوت، ما يعكس قوة التحالف الداعم للمرشحين النظاميين مقارنة بالمستقلين.
 


مراجعة استراتيجية انتخابية جديدة استعدادًا للمرحلة الثانية



وفي ضوء ما جرى مع كمال الدالي وما تبعه من ارتباكات، كشفت مصادر قيادية بحزب الجبهة الوطنية عن مراجعة شاملة لخطة الحزب قبل بدء المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب. وتشمل عملية المراجعة إعادة ترتيب ملفات التنسيق بين مرشحي الفردي والقائمة، وتجنب الأخطاء التي تسببت في خسائر المرحلة الأولى.

وتجرى انتخابات المرحلة الثانية في 13 محافظة منها القاهرة والشرقية والغربية والمنوفية وشمال سيناء، ويتنافس خلالها 1316 مرشحًا على 141 مقعدًا فرديًا، بالإضافة إلى 142 مقعدًا لقائمة "من أجل مصر".

 


 

          
تم نسخ الرابط