تذكار كنسي لأحد أبرز شهداء المسيحية
الكنيسة القبطية تحتفل غدًا بعيد استشهاد القديس أبي سيفين مرقوريوس
عيد استشهاد القديس أبي سيفين تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غدًا الخميس 4 ديسمبر، إحياءً لذكرى أحد أشهر القديسين في التاريخ المسيحي، وهو القديس فيلوباتير مرقوريوس الشهير بـ"أبو سيفين". ويأتي الاحتفال بهذا المناسبة تقديرًا لسيرته الجهادية وإيمانه الثابت رغم الاضطهاد، إضافة إلى دوره البارز في التاريخ القبطي والكنسي.
من هو القديس فيلوباتير مرقوريوس (أبو سيفين)
ولد القديس فيلوباتير مرقوريوس بمدينة رومية نحو عام 224 ميلادية، من أبوين وثنيين تحولا لاحقًا إلى المسيحية، فربّياه على الإيمان القويم. وعندما بلغ السابعة عشرة التحق بجيش الإمبراطورية الرومانية، واشتهر بقوته ومهارته في القتال حتى أصبح من المقربين إلى الإمبراطور داكيوس.
خلال إحدى المعارك، ظهر له ملاك في هيئة إنسان وقدم له سيفًا مضيئًا قائلًا:
"إذا غلبت أعداءك فاذكر إلهك"،
ومن هنا جاء لقبه الشهير "أبو سيفين".
قاد مرقوريوس الجيش الروماني وحقق انتصارًا كبيرًا على البربر، فزاد احترام الإمبراطورية له، لكن إيمانه المسيحي كان سبب استشهاده بعد رفضه تقديم الذبائح للأوثان.
أديرة وكنائس تحمل اسم الشهيد في مصر
يحظى القديس أبو سيفين بمكانة كبيرة في الكنيسة القبطية، وهو ما يظهر في انتشار الأديرة والكنائس التي تحمل اسمه في مختلف المحافظات. ومن أبرزها:
أولًا: دير أبي سيفين بمصر القديمة
يُعد من أقدم الأديرة، وكان يُعرف بدير البنات نظرًا لوجود راهبات يقمن فيه منذ القرن التاسع عشر.
يضم عدة كنائس أثرية، بينها:
- كنيسة الشهيد أبي سيفين
- كنيسة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين
- كنيسة العذراء الدمشيري
وتوالت رئاساته عبر التاريخ حتى وصلت إلى الراهبة الأم كيريا من عام 2009 حتى الآن.
ثانيًا: دير أبي سيفين بسيدي كرير – الإسكندرية
يقع غرب الإسكندرية على مساحة 60 فدانًا، ويعد امتدادًا لدير مصر القديمة.
وتعمل الراهبات بالدير في الزراعة وتربية المواشي والأعمال اليدوية.
ثالثًا: دير أبي سيفين بالقناطر الخيرية
يقع على ضفاف الرياح المنوفي، ويُعد من الأديرة الحيوية التابعة لدير مصر القديمة.
رابعًا: دير أبي سيفين بطموه – الجيزة
يُعد من أقدم الأديرة التي ازدهرت بين القرنين الخامس والعاشر الميلادي، وشهد نشاطًا رهبانيًا كبيرًا، كما ارتبط تاريخيًا بدير القديس أرسانيوس بجبل طرة.
القديس أبو سيفين في التراث القبطي
يُعتبر أبو سيفين أحد أبرز الشهداء الذين تركوا أثرًا كبيرًا في الوعي الكنسي، لما يتسم به من شجاعة وإيمان وثبات. وتنتشر سيرته في المخطوطات والصلوات الكنسية والألحان، التي تذكر بطولته وتجربته الروحية.
ما وراء الخبر
الاحتفال السنوي بعيد استشهاد القديس أبي سيفين يعكس تمسك الكنيسة القبطية بتراثها التاريخي والروحي، ويؤكد دور الشهداء في تشكيل الهوية الإيمانية للمجتمع القبطي. كما تظل الأديرة والكنائس التي تحمل اسمه شاهدًا حيًا على عمق التجربة الروحية التي عاشها هذا القديس.
معلومات حول عيد استشهاد القديس أبي سيفين
عيد استشهاد القديس أبي سيفين يُحيى سنويًا بقداسات وتسبحات في مختلف الكنائس، ويتضمن سيرة حياته ومعجزاته، ويُعد من الأعياد الروحية المحببة لدى الأقباط لما يتضمنه من دروس في الإيمان والشجاعة والاحتمال.
خلاصة القول
تحتفل الكنيسة القبطية غدًا بعيد استشهاد القديس أبي سيفين، تقديرًا لسيرته الجهادية ودوره التاريخي في الدفاع عن الإيمان. وتبقى قصته مصدر إلهام للمؤمنين عبر الأجيال، فيما تشكل الأديرة والكنائس التي تحمل اسمه جزءًا أصيلًا من التراث القبطي العريق.
- عيد استشهاد القديس أبي سيفين
- أبو سيفين
- القديس مرقوريوس
- دير أبو سيفين
- كنائس مصر القديمة
- الشهداء الأقباط
- التاريخ القبطي
- القديسين
- الاحتفال الكنسي
- الكنيسة القبطية









