ذكرى الخلاص وبداية عام قبطي
عيد الصليب المجيد 27 سبتمبر.. طقوس كنسية ورموز روحية تمتد بين الإيمان والتاريخ
عيد الصليب المجيد تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر والعالم للاحتفال به يوم 27 سبتمبر، باعتباره أحد الأعياد الكبرى التي تحمل مكانة روحية وتاريخية عميقة في وجدان المسيحيين، إذ يحيي ذكرى العثور على خشبة الصليب المقدس، رمز الفداء والانتصار بالإيمان.
ويمثل عيد الصليب مناسبة تجمع بين العقيدة والطقس الشعبي، حيث تمتزج الصلوات الكنسية بالرموز الروحية التي انتقلت عبر الأجيال، لتجعل من العيد حدثًا إيمانيًا واجتماعيًا في آن واحد، خاصة مع تزامنه مع بداية العام القبطي الجديد.
مواعيد الاحتفال بعيد الصليب في الكنيسة القبطية
تحتفل الكنيسة القبطية بعيد الصليب ثلاث مرات خلال العام، وفق التقويم الكنسي. ويأتي الاحتفال الأبرز في 17 توت الموافق 27 سبتمبر، ويُعد العيد الأكبر والأكثر طقسية. كما يُحتفل به في 10 برمودة الموافق 19 أبريل، تذكارًا لظهور الصليب للإمبراطور قسطنطين الكبير، إضافة إلى احتفال ثالث في 7 مايو بمناسبة اكتشاف الملكة هيلانة للخشبة المقدسة.
ويظل احتفال سبتمبر هو الأوسع انتشارًا، كونه يرتبط ببداية سنة قبطية جديدة، ما يمنحه بعدًا روحيًا خاصًا يتجاوز الذكرى التاريخية.
طقوس كنسية تعكس روح العيد
تشهد الكنائس خلال عيد الصليب المجيد طقوسًا مميزة، حيث يُزين المذبح بالزهور والريحان، وتُعرض أيقونات الصليب متوجة بالورود، بينما تُرتل الألحان الخاصة بالعيد، وعلى رأسها لحن “إفلوجيمينوس”، الذي يعبر عن الفرح والانتصار.
وتُرفع الصلوات من أجل سلام العالم وثبات الإيمان، باعتبار الصليب رمزًا لاحتمال الألم برجاء القيامة. وقد اعتاد قداسة البابا تواضروس الثاني التأكيد في عظاته أن الصليب ليس علامة حزن، بل قوة خلاص وعلامة نصرة روحية.
الريحان رمز البركة والحياة الأبدية
يُعد الريحان من أبرز الرموز المصاحبة لـ عيد الصليب المجيد، حيث يوضع على الصليب وفي أرجاء الكنائس والبيوت. ويرتبط الريحان في التراث المسيحي بالحياة الأبدية ورائحة القداسة، نظرًا لخضرته الدائمة ورائحته الزكية.
ويحرص المصلون على الاحتفاظ بأوراق الريحان التي تُوزع بعد الصلوات كتذكار بركة، تعبيرًا عن ارتباط العيد بالنعمة الإلهية والسلام الداخلي.
الرمان ودلالات القيامة والوحدة
يحمل الرمان مكانة خاصة في احتفالات عيد الصليب المجيد، إذ يرمز في الفكر المسيحي إلى الحياة الجديدة والقيامة. وتشير حباته الكثيرة داخل ثمرة واحدة إلى وحدة المؤمنين داخل الكنيسة، وكثرة الثمار الروحية الناتجة عن الإيمان.
ويرتبط الرمان أيضًا بالنصوص الكتابية، حيث ورد ذكره في سفر الخروج ضمن زينة ثياب رئيس الكهنة، ما عزز رمزيته للبركة والنماء.
العيد بين الطقس والشعب
لا يقتصر عيد الصليب على الطقوس الكنسية فقط، بل يمتد إلى الممارسات الشعبية داخل البيوت القبطية. ففي هذا اليوم، تُزين الموائد بالريحان والرمان، ويشارك الأطفال في الاحتفال بتيجان صغيرة تحمل رموز الصليب، في مشهد يعكس انتقال المعاني الروحية بين الأجيال.
كما تشهد المناسبة مظاهر للتكافل الاجتماعي، من خلال تبادل الفاكهة والزهور بين العائلات والجيران، تأكيدًا لمعنى المشاركة الذي يجسده الصليب ذاته.
ما وراء الخبر
يعكس عيد الصليب المجيد ارتباط الإيمان المسيحي بالحياة اليومية، حيث يتحول الرمز الديني إلى ثقافة معيشة، تجمع بين الصلاة والتقاليد الشعبية، وتمنح المؤمنين دفعة روحية مع بداية عام قبطي جديد.
معلومات حول عيد الصليب المجيد
يُعد عيد الصليب من الأعياد المشتركة بين الكنائس المسيحية بمختلف طوائفها، وإن اختلفت طقوس الاحتفال. ويظل الصليب رمزًا جامعًا يحمل معاني الخلاص والسلام والانتصار على الألم.
خلاصة القول
عيد الصليب المجيد مناسبة روحية وتاريخية متجذرة في وجدان الأقباط.
يجمع العيد بين الطقس الكنسي والرموز الشعبية ذات الدلالات العميقة.
ومع بداية عام قبطي جديد، يظل الصليب علامة رجاء وفرح وتجديد للإيمان.
- عيد الصليب المجيد
- طقوس الكنيسة القبطية
- رمزية الريحان
- رمزية الرمان
- الأعياد القبطية
- الصليب في المسيحية
- العام القبطي
- التقاليد القبطية
- الرموز الدينية
- الاحتفال بعيد الصليب









