توضيح كنسي حاسم
أبونا يوساب عزت يرد على تصريحات هند الضاوي ويكشف حقيقة ما قيل عن سفر أشعياء
هند الضاوي كانت محور جدل واسع خلال الساعات الماضية، بعد تصريحات نُسبت إليها بشأن سفر أشعياء، زعمت فيها أن السفر كُتب لدعم الكيان، مع التشكيك في كاتبه واعتبار أنه كُتب لأهداف سياسية، وهو ما أثار حالة من الغضب والرفض داخل الأوساط الكنسية واللاهوتية.
مداخلة خاصة لموقع الحق والضلال
في مداخلة تليفونية خاصة لموقع الحق والضلال، تحدث أبونا الدكتور يوساب عزت، كاهن كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة، وأستاذ القانون الكنسي بالكلية الإكليريكية بالقاهرة والمنيا، موضحًا الحقائق التاريخية واللاهوتية المتعلقة بسفر أشعياء، ردًا مباشرًا على ما جاء في تصريحات هند الضاوي.
مكانة سفر أشعياء في الكتاب المقدس
أكد أبونا يوساب عزت أن سفر أشعياء، الملقب بالإنجيلي الخامس، يُعد من أكثر أسفار الكتاب المقدس مصداقية وعمقًا، سواء من الناحية التاريخية أو النبوية أو اللاهوتية، ويحظى بمكانة فريدة بين أسفار العهد القديم، ولا يمكن اختزاله أو تشويه مضمونه بدعوى الأهداف السياسية.
السياق التاريخي لسفر أشعياء
أوضح أبونا يوساب أن النبي أشعياء عاش في القرن الثامن قبل الميلاد، في زمن ملوك يهوذا، وأن الأحداث الواردة في السفر، مثل تهديد الإمبراطورية الآشورية وسقوط مملكة إسرائيل الشمالية وحصار أورشليم، هي وقائع تاريخية مثبتة، وتتطابق بدقة مع السجلات الآشورية المكتشفة والآثار التاريخية المعروفة، ما يمنح السفر وزنًا تاريخيًا كبيرًا كمصدر موثوق يعكس واقع عصره.
تفنيد الادعاءات السياسية
وشدد على أن الربط بين سفر أشعياء وأي هوية سياسية حديثة يُعد مغالطة تاريخية جسيمة، لأن السفر كُتب قبل ظهور هذه الكيانات بآلاف السنين، ولا يخدم أي أجندة معاصرة، بل يقدم إعلانًا إلهيًا يتجاوز الزمان والمكان.
وحدة السفر ونبوءاته المسيانية
وأشار أبونا يوساب إلى أن سفر أشعياء ينقسم إلى أجزاء متعددة، إلا أن القراءة الكنسية واللاهوتية تؤكد وحدته من حيث الروح والرسالة، حيث يركز على قداسة الله وفساد الإنسان والدعوة إلى التوبة، إضافة إلى النبوات الواضحة عن السيدة العذراء التي تلد عمانوئيل، وتجسد السيد المسيح، وهي نبوات تحققت بشهادة العهد الجديد نفسه.
الأدلة الأثرية والنصية
وأكد أستاذ القانون الكنسي أن اكتشاف مخطوطات البحر الميت، خاصة النسخة الكاملة من سفر أشعياء، يمثل دليلًا قاطعًا على أمانة النص الكتابي ودقته عبر القرون، ويدحض أي تشكيك في صحة السفر أو تحريفه.
شهادات آباء الكنيسة
لفت أبونا يوساب إلى أن آباء الكنيسة العظام، مثل البابا أثناسيوس الرسولي والقديس البابا كيرلس الكبير، استندوا في تفاسيرهم وتعاليمهم اللاهوتية إلى سفر أشعياء، ما يعكس مكانته المركزية في الفكر الكنسي عبر التاريخ.
ما وراء الخبر
الجدل المثار حول تصريحات هند الضاوي يعكس حساسية التعامل مع النصوص الدينية، ويؤكد خطورة إطلاق أحكام غير موثقة تمس ثوابت إيمانية راسخة، خاصة عندما تتعارض مع الشواهد التاريخية والنصية والكنسية المتراكمة عبر قرون طويلة.
معلومات حول تصريحات هند الضاوي
تصريحات هند الضاوي بشأن سفر أشعياء أثارت ردود فعل واسعة، دفعت متخصصين في اللاهوت والتاريخ الكنسي إلى توضيح الحقائق للرأي العام، والتأكيد على ضرورة الرجوع إلى المصادر العلمية المعتمدة قبل الخوض في قضايا عقائدية دقيقة.
خلاصة القول
رد أبونا يوساب عزت جاء حاسمًا وواضحًا، مؤكدًا أن مصداقية سفر أشعياء تقوم على منظومة متكاملة من الأدلة التاريخية والنبوية والنصية واللاهوتية، وأن أي محاولات للتشكيك فيه تفتقر للأساس العلمي. ويبقى السفر حجر زاوية في فهم إعلان الله للبشر، وجسرًا حيًا يربط بين الوعد والتحقيق.
- هند الضاوي
- تصريحات إعلامية
- سفر إشعياء
- الكنيسة القبطية
- اللاهوت المسيحي
- مخطوطات البحر الميت
- أبونا يوساب عزت
- الحق والضلال
- الجدل الديني









