جدل إعلامي وردود غاضبة

تصريحات هند الضاوي عن تدريب 100 ألف مسيحي إنجيلي لتلميع إسرائيل تُشعل غضبًا بين الأقباط

تصريحات هند الضاوي
تصريحات هند الضاوي

تصريحات هند الضاوي أثارت موجة واسعة من الغضب والجدل بين أوساط الأقباط، بعد حديثها عن حملة يقودها أحد مستشاري الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، تهدف إلى تدريب 100 ألف مسيحي إنجيلي حول العالم لتحسين صورة إسرائيل واستعادة شعبيتها داخل الولايات المتحدة وخارجها.

وخلال تقديمها برنامج «حديث القاهرة» المذاع عبر قناة «القاهرة والناس»، أكدت هند الضاوي أن هناك تراجعًا ملحوظًا في تأييد إسرائيل بين قطاعات كبيرة من الشباب الأمريكي، الذين باتوا يميلون بشكل متزايد إلى الرواية الفلسطينية، وهو ما دفع – بحسب ما نقلته – إلى إطلاق خطة إعلامية متعددة المراحل لتلميع صورة إسرائيل عالميًا.

خطة تلميع إسرائيل كما وردت في التصريحات

أوضحت تصريحات هند الضاوي أن مستشارًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقود خطة وصفها بأنها ضرورية لمواجهة ما اعتبره تراجعًا في شعبية إسرائيل دوليًا، مشيرة إلى أن الخطة تعتمد بشكل أساسي على البعد الإعلامي والديني معًا.

وأضافت أن هذه الخطة تبدأ بتدريب المسيحيين الإنجيليين ليكونوا سفراء داعمين لإسرائيل في بلدانهم، مع توظيف وسائل الإعلام الحديثة والمنصات الرقمية للتأثير في الرأي العام العالمي.

تدريب 100 ألف مسيحي إنجيلي

أثارت تصريحات هند الضاوي ردود فعل غاضبة بعد تأكيدها أن الخطة تستهدف تدريب نحو 100 ألف مسيحي إنجيلي حول العالم، ليقوموا بدور فاعل في دعم الرواية الإسرائيلية والترويج لها، في ظل ما وصفته بحرب إعلامية مفتوحة تشهدها المنطقة.

كما أشارت إلى وجود خطة لإنشاء أكاديمية رقمية مخصصة لتدريب الإنجيليين على دعم إسرائيل، إلى جانب تأسيس مركز فكر إنجيلي يعمل على تقديم خطاب إعلامي داعم لإسرائيل ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

حرب إعلامية في القرن الحالي

أكدت هند الضاوي، نقلًا عن مستشار الرئيس الأمريكي، أن حروب القرن الحالي لم تعد عسكرية فقط، بل تحولت إلى حروب إعلامية بالدرجة الأولى، يتم فيها توظيف أدوات الإعلام والدين والمال للتأثير على وعي الشعوب.

وأضافت أن هناك إنفاقًا ضخمًا يُخصص لخدمة هذه الرواية، مع محاولات مستمرة لاستقطاب ملايين الأشخاص حول العالم من خلال الخطاب الديني والدعوي الداعم لإسرائيل.

غضب واسع بين الأقباط

أشعلت تصريحات هند الضاوي حالة من الغضب والاستياء بين أقباط مصر، حيث اعتبر كثيرون أن الزج باسم المسيحيين وربطهم بدعم إسرائيل يمثل تعميمًا مرفوضًا، ويضعهم في موضع سياسي لا يعبر عن مواقفهم الوطنية أو الدينية.

وأكد نشطاء أقباط عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومسيحيي مصر لديهم موقف تاريخي واضح تجاه القضية الفلسطينية، قائم على رفض الاحتلال ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بعيدًا عن أي أجندات أمريكية أو إسرائيلية.

رفض خلط الدين بالسياسة

رأى مراقبون أن تصريحات هند الضاوي أعادت فتح ملف بالغ الحساسية يتعلق بخلط الدين بالسياسة، واستخدام الانتماءات الدينية كأدوات في صراعات إعلامية دولية، وهو ما قد تكون له تداعيات اجتماعية خطيرة.

وأشاروا إلى أن الحديث عن “المسيحيين الإنجيليين” دون توضيح الفروق بين التيارات المسيحية المختلفة قد يخلق حالة من الالتباس، خاصة في مجتمع يقوم على التعايش الوطني مثل المجتمع المصري.

ما وراء الخبر

تكشف تصريحات هند الضاوي جانبًا من الصراع الإعلامي الدائر حول القضية الفلسطينية، ومحاولات إعادة صياغة صورة إسرائيل عالميًا عبر أدوات غير تقليدية، في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الدولية لسياساتها.

كما تعكس ردود الفعل الغاضبة تمسك الأقباط بالفصل الواضح بين الدين والمواقف السياسية، ورفضهم لأي محاولات لزجهم في صراعات لا تمثلهم.

معلومات حول تصريحات هند الضاوي

جاءت هذه التصريحات خلال حلقة من برنامج «حديث القاهرة»، ضمن نقاش موسع حول الإعلام الدولي، وتأثير الحملات الموجهة على الرأي العام، ودور الدين في الصراعات السياسية المعاصرة.

خلاصة القول

تصريحات هند الضاوي فجّرت غضبًا واسعًا داخل الأوساط القبطية.

الرفض جاء بسبب ربط المسيحيين بخطط سياسية لتلميع إسرائيل.

والجدل أعاد التأكيد على خطورة استخدام الدين كأداة في الحروب الإعلامية.

          
تم نسخ الرابط