جمع كلمة صابر في اللغة العربية يشعل لجان الامتحانات ويكشف أسرارًا مدهشة عن جمع الكلمات الطلاب توقفوا عن الحل والمعلمين احتاروا هل تعرف الإجابة؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

اللغة العربية .. في مشهد يعكس مدى عمق اللغة العربية وتعقيداتها الساحرة، تسبّب سؤال بسيط في امتحان اللغة بإرباك كبير بين الطلاب، حين طُرحت عليهم جملة اعتبروها عادية في ظاهرها، لكنها حملت بين طياتها فخًا لغويًا دقيقًا: "ما جمع كلمة صابر؟". وبالرغم من سهولة السؤال شكليًا، إلا أن الإجابات تعددت واختلطت المفاهيم، لتكشف عن فجوة واسعة بين الفهم العام للغة وبين قواعدها الفصيحة المعقدة.
 


الإجابات المتوقعة.. ومشكلة الاعتياد على لغة الحياة اليومية


غالبية الطلاب، بل وحتى المعلمين، توقّعوا أن يكون جمع كلمة "صابر" هو "صابرون" أو "صابرين"، بناءً على ما هو شائع في الاستخدام اليومي للغة. هذا النمط من الجمع يتوافق مع ما يُعرف بالجمع السالم، الذي يُستخدم غالبًا في اللغة العربية المعاصرة في وسائل الإعلام والتواصل اليومي. غير أن المفاجأة كانت في أن الجواب الصحيح لا ينتمي لهذا النوع من الجمع!
 


الإجابة الصحيحة في اللغة العربية الفصحى: "صُبُر"


بالعودة إلى المعاجم والمراجع المتخصصة في اللغة العربية، نجد أن جمع "صابر" في الفصحى هو "صُبُر"، وهو جمع تكسير نادر الاستخدام في الحياة اليومية، لكنه معتمد لغويًا وسليم من ناحية الصرف. هذا النمط من الجمع يشبه ما نراه في كلمات مثل "نهر" التي تُجمع إلى "نُهُر"، و"قمر" إلى "قُمُر"، ويُصنّف ضمن الأوزان غير المنتظمة التي تميز اللغة العربية عن غيرها من اللغات.
 


ارتباك داخل اللجنة وردود أفعال متباينة من الطلاب


ما إن ورد هذا السؤال حتى عمّت علامات الذهول أرجاء اللجنة الامتحانية. بدا واضحًا أن أغلب الطلاب لم يسبق لهم سماع هذا الجمع الفصيح من قبل. البعض منهم ظل يفكر طويلاً دون الوصول لإجابة، وآخرون لجأوا إلى التخمين، بينما ارتسمت على وجوه المراقبين ابتسامات تعكس غرابة الموقف. وصف أحد المعلمين المشهد بأنه "أقرب إلى مواجهة لغز معقّد وليس مجرد سؤال نحوي".
 


اللغة العربية.. بحر لا ينضب من الدهشة والثراء اللغوي


تكشف هذه الحادثة عن أحد أوجه جمال وتعقيد اللغة العربية. فهي ليست مجرد وسيلة تواصل، بل منظومة متكاملة من الجذور الصرفية، والقواعد النحوية، والأوزان المختلفة التي تجعلها من أكثر لغات العالم ثراءً ودقة. ففي كل كلمة قد نجد تاريخًا طويلًا من الاشتقاقات والاستخدامات التي تتطلب التأمل والفهم العميق.
 


لماذا نحتاج إلى إعادة تأهيل علاقتنا باللغة العربية؟


حادثة مثل هذه تدفعنا للتفكير بجدية في ضرورة إعادة صياغة علاقتنا بـ اللغة العربية، سواء في المناهج الدراسية أو في الإعلام العام. إن الاقتصار على ما هو متداول فقط يخلق فجوة معرفية بين الطلاب وبين التراث اللغوي الثري الذي تتميز به اللغة العربية. من المهم أن يتعلم الطلاب أن هناك أكثر من طريقة واحدة للجمع، وأن بعض الكلمات تحمل بداخلها أنماطًا صرفية قد لا تكون مألوفة ولكنها صحيحة وأصيلة.
 


هل  اللغة العربية فقط لغة؟


حادثة سؤال "ما جمع كلمة صابر؟" مجرد مثال من عشرات الأمثلة التي تؤكد أن اللغة العربية ليست بسيطة كما نعتقد. إنها لغة تحتاج إلى الغوص في تفاصيلها، وفهم أبعادها المتنوعة. لذلك، فإن تعزيز الثقافة اللغوية بين الأجيال الجديدة سيضمن استمرار هذا الكنز الحضاري حيًّا في عقولنا وحياتنا اليومية.

 

          
تم نسخ الرابط