الخدمة مش بالعلم بس.. القلب المشتعل بالمحبة هو البداية
عيد الرسل نار مشتعلة في الكنيسة.. القس يوساب عزت يكشف سر قوة بطرس وبولس ووصية المسيح بالخدمة بالمحبة أولًا

في مداخلة هاتفية لموقع الحق والضلال مع القس يوساب عزت، كاهن كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة وأستاذ القانون الكنسي، أوضح المفاهيم الروحية والكنسية المرتبطة بـ عيد الرسل، وهو العيد الذي تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في ذكرى استشهاد الرسولين بطرس وبولس، أعمدة الكنيسة الأولى ونماذج للخدمة بالمحبة والشهادة.
عيد الرسل.. بداية الكنيسة الأولى بقلب مشتعل
أوضح القس يوساب عزت أن عيد الرسل ليس مجرد مناسبة طقسية أو ذكرى تاريخية، بل هو دعوة حقيقية لاستعادة روح الكنيسة الأولى، حيث الخدمة كانت نارية والمحبّة صادقة. وأشار إلى أن القديس بطرس والقديس بولس يمثلان نموذجان مختلفان لكنهما متكاملان في تكوين جسد الكنيسة.
بطرس الرسول كان صيادًا بسيطًا، لكن قلبه كان ملتهبًا بمحبة المسيح، وهو ما جعله يتحول إلى "صياد للناس" وصخرة الإيمان. أما بولس الرسول، فكان عالمًا وفيلسوفًا سابقًا، استخدم الله علمه وقوة منطقه في الكرازة وتأسيس الكنائس في العالم الوثني.
المحبة أولًا.. قبل العلم والخدمة
في حديثه، شدد القس يوساب على أن المحبة هي أساس الخدمة الحقيقية، فالسيد المسيح سأل بطرس ثلاث مرات: "يا سمعان بن يونا، أتحبني؟" وكان الرد: "أنت تعلم يا رب أني أحبك"، فجاءت وصية الرب: "ارعَ خرافي". هذه المحبة النابعة من القلب هي التي تُنتج خدمة حقيقية وصادقة، وهي ما نحتاجه اليوم.
وأشار إلى أن عيد الرسل يذكرنا بأن الشهادات العلمية قد تُفيد في الخدمة، لكنها لا تكفي وحدها. المهم أن يكون القلب مشتعلاً بالمحبة، والرغبة في تقديم النفس للرب من أجل الآخرين.
تنوع التلاميذ.. سينفونية الكنيسة الأولى
واستكمل القس يوساب حديثه موضحًا أن السيد المسيح اختار تلاميذ متنوعين جدًا، ليؤسس بهم كنيسة واحدة متعددة المواهب. فهناك صيادون، وعشارون، ومتعلمون كأمثال بولس، وكلهم خدموا بمحبة واحدة.
وقال: "الرب لم ينظر إلى الخلفيات أو المؤهلات، بل إلى القلب، وعمل مع كل فئة بحسب طاقتها. اختار بطرس لجرأته وبساطته، وبولس لمنطقه وجرأته في الكرازة". وهذا التنوع يُعد درسًا حيًا نستلهمه في عيد الرسل كل عام.
عيد الرسل مرتبط بالشهادة.. لا بالمجد الأرضي
أكد القس يوساب عزت أن عيد الرسل يُذكرنا بأن خدمة الكرازة لا تنفصل عن الألم والشهادة. فكل من بطرس وبولس أنهيا حياتهما على طريق الاستشهاد: بطرس صُلب منكس الرأس، وبولس قُطع رأسه بالسيف، لكن الكنيسة خرجت من هذه الآلام بنور أقوى وإيمان أعمق.
وأضاف: "الخدمة النارية لا تعني الراحة، بل تعني الإيمان العامل بالمحبة والتضحية".
خلاصة القول
عيد الرسل ليس مجرد احتفال، بل دعوة حقيقية للعودة إلى روح الكنيسة الأولى، حيث المحبة النارية والشهادة العملية هما الأساس. في حياة القديسين بطرس وبولس نرى أن الرب يعمل بكل فئة، ويطلب أولًا قلبًا يحب، قبل أن يطلب خدمة أو علمًا. بهذه الروح نُعيد قراءة معنى الكنيسة والخدمة في هذا الزمان.
- عيد الرسل
- القس يوساب عزت
- بطرس الرسول
- بولس الرسول
- استشهاد الرسل
- الكنيسة الأولى
- الخدمة بالمحبة
- عيد الكنيسة القبطية
- محبة المسيح
- الخدمة النارية
- كرازة الرسل
- شهادة الإيمان
- عيد القديسين
- الرسل الأطهار
- المحبة والخدمة