2000 سنة من الوطنية.. الكنيسة تجدد خطابها وتؤكد: «نحن جزء من نسيج مصر»
«الكنيسة لا تمارس السياسة».. البابا تواضروس لـCNN: الأقباط لا يستقوون إلا بالله وأشقائهم المصريين – وهذا موقفنا من الحكام عبر التاريخ

أكد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن الكنيسة القبطية كنيسة وطنية خالصة، ولا تمارس أي شكل من أشكال السياسة، مشددًا على أن الأقباط مواطنون مصريون مخلصون، لا يستقوون بأحد إلا بالله وأشقائهم المصريين، وأنهم عبر تاريخ يمتد لأكثر من 2000 سنة كانوا دائمًا أمناء لكل حاكم ولكل نظام، حرصًا على استقرار الوطن وسلامته.
جاءت تصريحات البابا تواضروس خلال مقابلة خاصة مع شبكة «CNN عربية»، أوضح خلالها موقف الكنيسة التاريخي من السياسة والحكم، وكيف حافظت الكنيسة على تماسكها الوطني خلال مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها مصر.
البابا تواضروس: كلمة "قبطي" تعني "مصري"
وأشار البابا تواضروس في حديثه إلى أن مصطلح «قبطي» يعني في الأصل «مصري»، مؤكدًا أن مصر كانت دولة مسيحية لمدة سبعة قرون كاملة قبل دخول الإسلام، وأن تاريخ الكنيسة هو جزء أصيل لا يتجزأ من التاريخ الوطني المصري، موضحًا أن الكنيسة لا تعيش بمعزل عن المجتمع، بل هي مكون أساسي من مكوناته.
وأكد البابا تواضروس أن الأقباط يشعرون بانتماء كامل لوطنهم، وليس لديهم أي توجه للبحث عن دعم خارجي أو استقواء بأطراف أخرى، وقال: «نحن نعتمد على الله وأشقائنا المصريين فقط، هذه هي عقيدتنا الوطنية الراسخة».
موقف الكنيسة في عهد الإخوان
وفي إجابته عن سؤال حول موقف الكنيسة القبطية من السياسة، وخاصة خلال فترة حكم الإخوان المسلمين، أكد البابا تواضروس أن الكنيسة لم تتخذ أي مواقف سياسية مباشرة، لكنها كانت دائمًا تُبدي رأيها الوطني الواضح في القضايا الكبرى التي تهم الوطن كله، باعتبارها جزءًا من نسيجه المجتمعي.
وأضاف قداسة البابا: «لم تصدر الكنيسة أي بيان سياسي خلال تلك الفترة، ولكنها كانت تعبر دائمًا عن قلقها أو دعمها في القضايا الوطنية العامة، لأننا مواطنون مصريون أولًا وأخيرًا».
تجديد الخطاب الديني ومناهج الكنيسة
وحول أهمية تجديد الخطاب الديني، أوضح البابا تواضروس أن الكنيسة القبطية تجدد مناهجها التعليمية بانتظام، مرة كل خمس سنوات، لمواكبة التطورات الفكرية والتكنولوجية، بما فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن التجديد هو أمر حتمي وضروري في كل الأديان.
وقال البابا تواضروس: «نحن ندرك جيدًا أن خطابنا الديني يجب أن يواكب لغة العصر، وليس بلغة قديمة عفى عليها الزمن، هذا تحدٍ كبير قائم في جميع الأديان ويحتاج منا جميعًا جهدًا كبيرًا ومتواصلًا».
ضرورة خطاب عصري في زمن السوشيال ميديا
وشدد البابا تواضروس على ضرورة مخاطبة الناس بلغتهم الحالية، خاصة في ظل انتشار السوشيال ميديا والتقنيات الحديثة، قائلاً: «المعلم ورجل الدين يجب أن تكون كلمته مناسبة للعصر، فالشباب اليوم يعيشون في عالم رقمي سريع التغير، ونحن نحرص على تحديث خطابنا ليتناسب مع هذا العالم الجديد».
وأضاف أن الكنيسة تتعامل مع هذا الأمر بجدية شديدة، وتعمل باستمرار على تطوير مهارات رجال الدين، ليصبحوا قادرين على توصيل رسالتهم الدينية والاجتماعية بلغة يفهمها الجميع، خاصة الشباب والأجيال الجديدة.
خلاصة القول
تصريحات قداسة البابا تواضروس لشبكة CNN عربية، عكست بوضوح نهج الكنيسة القبطية الوطني والتاريخي، وأكدت على عدم تدخلها في السياسة، وضرورة تجديد الخطاب الديني بما يواكب العصر الحديث. الكنيسة تؤكد دائمًا أنها جزء أصيل من النسيج الوطني المصري، وتعتمد فقط على الله والشعب المصري.
- البابا تواضروس
- الكنيسة القبطية
- الأقباط في مصر
- تصريحات البابا تواضروس
- CNN عربية
- تجديد الخطاب الديني
- موقف الكنيسة من السياسة
- معنى كلمة قبطي
- الوطنية المصرية
- الخطاب الديني العصري
- البابا تواضروس الثاني
- الكنيسة والسياسة
- التاريخ القبطي
- الأقباط والحكومة
- مناهج الكنيسة