توضيح لرمزية الخاتم ومعنى الزينة في العقيدة
البابا شنودة الثالث يوضح حكم ارتداء الذهب للرجال في المسيحية ويكشف المعنى الحقيقي

أثار موضوع ارتداء الذهب للرجال في المسيحية تساؤلات كثيرة بين الشباب في الآونة الأخيرة، خصوصًا مع انتشار صور للرجال يرتدون سلاسل أو خواتم ذهبية. وردًا على هذه التساؤلات، أوضح الراحل قداسة البابا شنودة الثالث – بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية – الرأي الواضح للكنيسة الأرثوذكسية في هذا الشأن، مؤكدًا أن ارتداء الذهب لا يليق بالرجل المسيحي إذا كان بغرض الزينة أو التشبه بالنساء.
توضيح البابا شنودة لحكم ارتداء الذهب
قال البابا شنودة الثالث في إحدى عظاته: “الكتاب المقدس يقول لا يتشبه الرجال بالنساء ولا النساء بالرجال، فإذا كان لبس الخاتم أو الغويشة أو العقد الذهبي من شغل النساء، فلا يليق بالرجال أن يفعلوا ذلك.” وأضاف أن ارتداء الحلي من مظاهر الزينة الخاصة بالنساء، وبالتالي لا يتناسب مع طبيعة الرجل المسيحي التي تدعو إلى البساطة والوقار.
رمزية الخاتم في مثل الابن الضال
وتناول البابا شنودة الثالث تفسير ما ورد في مثل الابن الضال عندما ألبسه والده خاتمًا عند عودته، موضحًا أن هذا الخاتم لا يُقصد به الزينة، بل هو رمز لاستعادة الكرامة والمكانة التي فقدها الابن عندما ترك بيت أبيه. وأوضح قداسته أن هذا الموقف يحمل معنى روحيًا عميقًا، ولا يجوز تفسيره بمعناه الحرفي كإباحة ارتداء الذهب للرجال.
رأي الكنيسة الكاثوليكية في ارتداء الذهب
وأشار البابا شنودة إلى أن بعض الطوائف المسيحية الأخرى، مثل الكنيسة الكاثوليكية، تسمح لعدد من الرتب الكنسية العليا – كالأساقفة والكرادلة – بارتداء خاتم ذهبي، موضحًا أن هذا الاستخدام له طابع رمزي بحت يعبر عن العهد الروحي والمسؤولية الكنسية، وليس بغرض الزينة الشخصية.
الفرق بين الزينة والرمز في المسيحية
أكد البابا شنودة الثالث أن التفرقة بين الزينة والرمزية أمر أساسي في فهم الموقف المسيحي من ارتداء الذهب للرجال. فالمسيحية لا ترفض الذهب كعنصر مادي في حد ذاته، لكنها ترفض المبالغة في الزينة أو التشبه بالنساء في المظهر الخارجي. وأضاف أن الفضيلة تكمن في التواضع والاعتدال، وليس في المظاهر البراقة التي لا تضيف شيئًا للقيمة الروحية للإنسان.
ما وراء الخبر
تجدد تصريحات البابا شنودة الثالث حول ارتداء الذهب للرجال النقاش داخل الأوساط الدينية والاجتماعية حول حدود الزينة في المسيحية، خاصة مع انتشار مظاهر الزينة بين الشباب من الجنسين. ويرى رجال الدين أن الحفاظ على هوية الرجل في المظهر والسلوك يعكس التزامًا بالقيم المسيحية الأصيلة التي تدعو إلى الوقار والتميز في السلوك.

معلومات حول ارتداء الذهب في الطقوس الكنسية
تستخدم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الذهب والفضة في أغراض رمزية داخل المذابح والأواني المقدسة، لكنها تميز بين الاستخدام الطقسي في العبادة والاستخدام الشخصي للزينة. فالذهب في الكنيسة يرمز إلى النقاء والملكوت السماوي، أما ارتداؤه بغرض المظاهر الشخصية فيُعد خروجًا عن روح البساطة التي نادت بها المسيحية الأولى.
خلاصة القول
أكد البابا شنودة الثالث أن ارتداء الذهب للرجال لا يليق من منظور مسيحي إذا كان من باب الزينة أو المباهاة، موضحًا أن الخاتم الذي ورد ذكره في المثل الإنجيلي هو رمز روحي لاستعادة الكرامة وليس أداة للزينة. وتبقى دعوة الكنيسة واضحة لكل مؤمن: التحلي بالفضائل الداخلية أهم بكثير من المظاهر الخارجية.
- ارتداء الذهب للرجال
- حكم ارتداء الذهب
- البابا شنوده الثالث
- المسيحية
- الكنيسة الأرثوذكسية
- الخاتم الذهبي
- مثل الابن الضال
- الزينة في المسيحية
- الكنيسة الكاثوليكية
- الطقوس الدينية