عقوبة طفل الإسماعيلية المتوقعة: استبعاد الإعدام والسجن المشدد بسبب صغر السن وفقا للقانون

أصبحت الجريمة التي أرتكبها طفل لا يتجاوز عمره الـ 13 سنة، محل حديث جميع المصريين بعدما أثارت جدلا عارما على منصات التواصل الاجتماعي، الجريمة الصادمة التي هزت مدينة الإسماعيلية وأثارت الرأي العام المصري، بدأت عندما أقدم طفل على قتل صديقه بوحشية مستخدمًا منشارًا كهربائيًا لتقطيع الجثمان.
عقوبة طفل الاسماعيلية
و في محاولة للتخلص من الجثة وإخفاء معالم الجريمة، الواقعة المروعة فتحت الباب أمام تساؤلات عديدة حول العقوبة القانونية التي تنتظر الجاني الصغير، خاصة أن القانون المصري لا يسمح بإعدام من هم دون الثامنة عشرة.
ماذا يقول القانون؟
وبحسب قانون الطفل المصري رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008، فإن المشرع وضع نظامًا خاصًا للتعامل مع الأحداث الجانحين، يقوم على مراعاة التكوين العقلي والنفسي للطفل، وتنص المادة (94) على أنه لا يسأل الطفل جنائيًا إذا لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، بينما يعتبرمن تجاوز هذا السن وحتى الخامسة عشرة مسؤولًا مسؤولية ناقصة، ويُحاكم أمام محكمة الطفل التي تُصدر تدابير إصلاحية بدلًا من العقوبات التقليدية.
استبعاد الاعدام والسجن المشدد
أما المادة (112) من القانون ذاته، فتؤكد عدم جواز الحكم بالإعدام أو السجن المؤبد أو المشدد على أي شخص لم يبلغ الثامنة عشرة وقت ارتكاب الجريمة، مما يعني أن المتهم في واقعة الإسماعيلية سيخضع لتدابير إصلاحية، لا للعقوبات المقررة للبالغين.
العقوبة المتوقعة هي ايداع المتهم في الأحداث
وبالنظر إلى بشاعة الجريمة، التي تضمنت القتل العمد وتشويه الجثمان وإخفاءه، فمن المرجح أن تقرر محكمة الطفل إيداع المتهم في مؤسسة عقابية مغلقة تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، يخضع خلالها لبرامج مكثفة للتأهيل النفسي والسلوكي، وتمتد مدة الإيداع وفق تقدير المحكمة ما بين خمس إلى خمس عشرة سنة، تبعًا لظروف الجريمة وخطورتها.
وخلال فترة الإيداع، يخضع الحدث لفحوص طبية ونفسية منتظمة لتقييم حالته، وقد يتم إحالة القضية إلى مسار علاجي داخل مستشفى للأمراض النفسية للأطفال في حال ثبت وجود اضطراب عقلي أو نفسي أثر على إدراكه وقت ارتكاب الجريمة، ويشير الخبراء القانونيون إلى أن فلسفة قانون الطفل تقوم على الإصلاح وإعادة التأهيل، لا على الانتقام، لأن الطفل ما زال في طور التكوين النفسي والعقلي، ويتم النظر إليه باعتباره بحاجة إلى توجيه وإصلاح أكثر من العقاب.
